- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا لا يمكن تطبيق الشريعة على طريقة أحمد الشرع؟
الخبر:
نشر موقع المجلة نص مقابلة الرئيس السوري أحمد الشرع مع مجلة ذي إكونوميست قبل أيام، ومما جاء فيها:
"هذا أمر [أن يستند النظام القانوني والمحاكم إلى الشريعة الإسلامية] متروك للخبراء ليقرروه. إذا وافقوا عليه، فدوري هو تطبيقه، وإذا لم يوافقوا عليه، فدوري هو تطبيق قرارهم أيضا".
"المملكة العربية السعودية وقطر دولتان تحبان سوريا كثيرا، وقد سارعتا إلى دعم الشعب السوري منذ اللحظة الأولى. نناقش فرصا استثمارية مع دول الخليج، تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وخلق فرص عمل، بما يحقق مصلحة مشتركة عبر مشاريع تنموية مستدامة".
"أعتقد أن الرئيس ترامب يسعى إلى السلام في المنطقة، ومن أهم أولوياتنا رفع العقوبات. الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها أي مصلحة في استمرار معاناة الشعب السوري".
"هناك اتفاق تم إبرامه عام 1974 بين سوريا وإسرائيل من خلال الأمم المتحدة. في أول يوم لنا في دمشق أرسلنا إلى الأمم المتحدة لإبلاغهم بأننا ملتزمون باتفاقية 1974، ونحن مستعدون لاستقبال قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك التي كانت في المنطقة العازلة.
تواصلنا مباشرة مع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وقد أعربوا عن استعدادهم للعودة إلى المنطقة العازلة، شريطة انسحاب القوات الإسرائيلية".
"في الحقيقة نحن نريد السلام مع جميع الأطراف، لكن هناك حساسية كبيرة فيما يتعلق بالشأن الإسرائيلي في المنطقة، خاصة بعد الحروب الكبيرة التي وقعت واحتلالهم لمنطقة سورية هي الجولان منذ عام 1967. نحن دخلنا دمشق منذ شهرين فقط، وهناك أولويات كثيرة أمامنا، لذلك من المبكر جدا مناقشة مثل هذا الأمر لأنه يتطلب رأيا عاما واسعا. كما أنه يحتاج إلى الكثير من الإجراءات والقوانين من أجل مناقشته، وللأمانة لم نفكر فيه بعد".
التعليق:
إن كان الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول "كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ ﷺ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي"، وإن كان رب العباد يقولها لخير العباد: ﴿وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ﴾، فكان من الطبيعي أن نُحذّر إخواننا وأمتنا من كل شر ومن كل فكرة خطيرة ومن كل فخ سياسي.
إن التصريحات المذكورة أعلاه وما سبقها من تصريحات وأفعال لا تبشر بخير ولا تبشر بدولة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية، ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.
إن وصولك إلى الحكم ابتداء إما أن يكون عن طريق المسلمين وقوتهم فقط، وإما أن يكون عن طريق الغرب الكافر المستعمر أو أحد مقاوليه المحليين أو الإقليميين. فإن كان وصولك إلى الحكم عن طريق الغرب الكافر المستعمر أو أحد مقاوليه، فقد لا يتعرض لك ما دام يرى أنك لا تحمل مشروع الإسلام بكليته وشموله داخليا وخارجيا، وبهذا يكون قد وصل الإسلاميون ولم يصل الإسلام كما يقال فيثبت فشل هذا النموذج، وقد ينقلب عليك كما انقلب على نموذج الإسلام المعتدل ونموذج الإسلام (الإرهابي) على وصفهم، فتصبح أثرا بعد عين وحينها أيضا يَثبت فشل هذا النموذج. أما إن كان وصولك إلى الحكم عن طريق المسلمين فقط، فلماذا إذن لا تسمي الأمور بمسمياتها؟! هكذا كان نهج الرسول ﷺ والصحابة من بعده، فأي نموذج أحق أن يُتبع والله تعالى يقول: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾؟
لقد كان البعض قديما يخشى من أن يقدّم الغرب الكافر المستعمر نموذجا شبه إسلامي ينطلي على المسلمين. وكنا نقول حينها بأن الحقيقة ستظهر وتنجلي، ولو بعد حين، وقد كان، فسقط وبان زيف نموذج الإسلام السعودي، ونموذج الإسلام الأردوغاني، ونموذج الإسلام المعتدل... سقطوا وبان زيفهم جميعا عندما وُضعوا على المحك، كقضية تطبيق الشريعة أو كقضية غزة وكيان يهود، هذا على سبيل المثال لا الحصر.
إنّ أحب ما علينا هو أن نرى الشريعة الإسلامية مطبقة، خاصة وأننا نتحدث عن بلاد الشام عقر دار الإسلام. ولكن هناك فرق شاسع بين أن تضع مشروعك الإسلامي الصافي من البداية وتقول أعينوني يا مسلمين على تحقيقه، وبين من يبني مشروعه على غير ذلك، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
إن حزب التحرير يمتلك مشروعا حقيقيا لجعل سوريا نواة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فاعملوا معنا لتحقيق ذلك، نفز في الدنيا والآخرة، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر