- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا بعد أمريكا ترامب واحتضار المنظومة الغربية؟!
الخبر:
قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي شملت فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، والانسحاب من مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والصحة العالمية، وفرض رسوم جمركية مخالفة لقوانين التجارة المفتوحة، وتعليق المساعدات لكثير من دول العالم الثالث.
التعليق:
لقد أثارت قرارات ترامب بالانسحاب من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومنظمة الصحة العالمية وفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وغيرها من القرارات التي نسفت بشكل أو بآخر ما يسمى بالقوانين الدولية ونظام التجارة المفتوحة وحماية البيئة، أثارت صدمة وردود فعل متباينة تُظهر ما وصل إليه حال الغرب الكافر المستعمر من انقسام واختلاف في النظرة إلى أدواته الاستعمارية ومنظومته الدولية الفاسدة المفسدة وجدوى بقائها والاعتماد عليها في تحقيق هيمنته وسطوته على ثروات الشعوب ومقدراتهم.
وبالنسبة لأمريكا تحت قيادة العجوز المتعجرف ترامب، فإن هذه المنظومة لم تعد تفي بالغرض الذي أسست من أجله، فالمنافسة باستخدام بعض الدول لها، كجنوب أفريقيا لمحاسبة كيان يهود المجرم على بطشه وتنكيله بأهلنا في غزة والعمل على إبادتهم، وكالصين في استغلالها منظومة التجارة المفتوحة، إلى غير ذلك مما يُعد مصدر إزعاج لهيمنة أمريكا وأحاديتها في السيطرة على العالم. وبالطبع هذا لا ينطبق على أمريكا ترامب فقط، فكل دول الغرب الكافر المستعمر استخدمت هذه الأدوات لبسط نفوذها ونشر أفكار ومفاهيم الغرب وقيمه العفنة من ديمقراطية وعلمانية إلى الشذوذ والمثلية، وبالرغم من بعض الردود الخجولة التي تدعو للتشبث بهذه المنظومة، إلا أن عجز هذه الدول عن منافسة أمريكا سياسيا وعسكريا، وصعود من يوازي ترامب في غطرسته وتعجرفه من اليمين العنصري المتطرف إلى سدة الحكم والقيادة في الكثير من دول الغرب، سيلقي بهذه المنظومة الغربية الخبيثة إلى هاوية سحيقة، وسيكون الانحياز لمعسكر ترامب والانضواء تحت جناح أمريكا بالشروط التي تفرضها هو الخيار المتاح أمام هذه الدول، وهذا سيجعل الأمة الإسلامية تقف في وجه كراهية وعداء سافر لا مواربة فيه من الغرب الكافر المستعمر وأذنابه من حكام العمالة والسوء، والبديل الوحيد كما قلنا سابقا ونكرر إنما هو العمل بكل قوة وبأقصى طاقة لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحمل رسالة الإسلام التي لا ظلم فيها ولا نفاق ولا استغلال، إلى البشرية جمعاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل