الإثنين، 10 رمضان 1446هـ| 2025/03/10م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إذا كان الحساء مالحاً فلن ينفع تغيير الملعقة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إذا كان الحساء مالحاً فلن ينفع تغيير الملعقة!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست، قال أحمد الشرع: "إذا أقر الخبراءُ الشريعةَ فمن واجبي أن أطبقها، وإذا لم يقروها فمن واجبي أن أنفذ قرارهم".

 

التعليق:

 

إن المثل العربي "إذا كان الحساء مالحاً فلن ينفع تغيير الملعقة" يعبر عن أن الحلول السطحية أو المؤقتة دون الوصول إلى السبب الجذري للمشكلة تكون غير فعالة ولا معنى لها. وإذا لم يتم القضاء على العامل الرئيسي الذي يسبب ملوحة الحساء فلن يفيد تغيير الملعقة. هذه العبارة تؤكد على عبثية اتخاذ الطرق الجانبية بدلاً من حل المشكلة بشكل مباشر. وتوضح أن تجاهل المشاكل الحقيقية وإضاعة الوقت في إجراءات مؤقتة لا يؤدي إلا إلى إهدار الوقت ويصرف الانتباه عن الحل الرئيسي. وأي تدخل دون تغيير دائم وجذري لا يؤدي إلا إلى خلق الوهم ويحول دون حل المشكلة الحقيقية.

 

منذ هدم الخلافة تأسست الأحزاب السياسية مرات عديدة في بلاد المسلمين، وتغيرت الحكومات والقادة؛ إلا أن المشاكل البنيوية الأساسية ظلت قائمة وأصبحت مزمنة. إن تغيير القادة أشبه بتغيير الملعقة؛ ولكن ما دام الحساء، أي النظام الرأسمالي الديمقراطي العلماني على حاله، فإن المشاكل سوف تستمر. ولن يتسنى التغيير الحقيقي بتغيير الأشخاص فقط، بل وأيضاً بإجراء تحول جذري نحو جوهر النظام.

في سوريا فقط الملاعق تغيرت!

 

لسنوات عديدة، دفع المسلمون في سوريا ثمنا باهظا من أجل الإطاحة بالنظام البعثي العلماني. لقد ضحوا بأرواحهم وأملاكهم وأطفالهم. ولكن ما الذي تغير؟ فقط الملاعق هي التي تغيرت. النظام لا يزال قائماً، وعناصره الأساسية باقية. الإسلام لا يطبق ولا يبدو أنه سيطبق؛ حيث قال أحمد الشرع في مقابلة مع مجلة الإيكونوميست: "إذا أقر الخبراء الشريعة فمن واجبي أن أطبقها، وإذا لم يوافقوا فمن واجبي أن أطبق قرارهم"، وهذا يكشف الحقيقة.

 

ومرة أخرى، في مقابلة حصرية مع التلفزيون السوري، أدلى الشرع تصريحات لافتة للنظر حول العملية السياسية التي ستتبعها البلاد في المستقبل. وقال إن النظام الجمهوري هو الأساس لنموذج حكم مستقر، وزعم أن السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ستعمل في انسجام. ولكن في الواقع، وبالنظر إلى أن الأسماء فقط في الإدارة قد تغيرت والنظام الأساسي قد تم الحفاظ عليه، فمن الواضح أن هذه التصريحات لا تتجاوز تشتيت انتباه الناس.

 

إن استبدال أحمد الشرع بالطاغية الأسد لم يغير طعم الحساء، فظل مالحاً. وعلى نحو مماثل، دعم المسلمون بعض الزعماء لسنوات على أمل أن يوصلوا الإسلام إلى الحكم، وأردوغان هو مثال حي. ولكنهم أصيبوا بخيبة الأمل في كل مرة.

 

لقد حان الوقت لتغيير طعم الحساء!

 

بدلاً من دعم الأنظمة غير الإسلامية التي تفشل في حل المشاكل، ولا تطبق الأحكام الإسلامية، وتهدر كل جهدها لاسترضاء الكفار المستعمرين، يجب على المسلمين الآن أن يتخذوا إجراءات لتغيير الحساء نفسه. وهذا ممكن من خلال خوض نضال سياسي وفكري لإقامة الخلافة، وهي نظام الحكم الوحيد في الإسلام. ولكي يشرب المسلمون من الإسلام، يجب عليهم إقامة الخلافة. وبالتالي، لن يحتاجوا إلى تغيير الملاعق مرة أخرى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يلماز شيلك

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع