الخميس، 13 رمضان 1446هـ| 2025/03/13م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
اليوم العالمي للمرأة  رثاءٌ سنوي لفشل النظام الديمقراطي في حلّ مشاكل المرأة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اليوم العالمي للمرأة

رثاءٌ سنوي لفشل النظام الديمقراطي في حلّ مشاكل المرأة

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في الثامن من آذار/مارس، نزلت النساء إلى شوارع المدن في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان الإسلامية، للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، مطالبات بإنهاء العنف ضدّ المرأة وإنهاء عدم المساواة بين الجنسين. تمّ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة قبل أكثر من قرن، بالتحديد في عام 1911، واعترفت به الأمم المتحدة رسمياً عام 1977. استوحي هذا اليوم من نضال آلاف المطالبات بحقّ المرأة في التصويت اللاتي طالبن بمزيد من الحقوق للمرأة، بما في ذلك الحقّ في التصويت والسيطرة على أموالهن وممتلكاتهن.

 

التعليق:

 

اليوم العالمي للمرأة ما هو إلا تذكير سنوي بحقيقة مفادها أنّ النساء اضطررن إلى محاربة الأنظمة الديمقراطية في دولهن من أجل تأمين حقوقهن الأساسية مثل الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية التي يتمتع بها الرجال، والحماية من العنف، ولم تكن هذه الحقوق منصوصاً عليها بشكل افتراضي. والواقع أن النساء في ظلّ هذه الأنظمة كنّ يُنظر إليهنّ على أنهنّ أدنى من الرجال روحياً وفكرياً وعقلانياً. بل حتى المفكرين الغربيين مثل فولتير وروسو وديدرو ومونتسكيو، الذين كانوا من الشخصيات الرئيسية في "عصر التنوير" الغربي الذي دعا إلى فصل الكنيسة عن الدولة ــ الأساس الذي قامت عليه العلمانية ــ وصفوا النساء بأنهنّ عاجزات بطبيعتهنّ عن تطوير كامل قدراتهن على التفكير، ووصفوهن بأنهنّ مخلوقات عاطفية وبالتالي غير مناسبات للمجال العام. وما اليوم العالمي للمرأة إلا تذكير سنوي بحقيقة مفادها أنّ النظام الديمقراطي، بل وجميع الأنظمة التي صنعها الإنسان، ما زالت تفشل فشلاً ذريعاً في حماية النساء من العنف والفقر المدقع والاستغلال الاقتصادي والجنسي، وكل أشكال القمع والظلم الأخرى. اليوم، في البلدان التي نشأت فيها حركة المطالبة بحقّ المرأة في التصويت والمنظمات النسوية، يتفشّى العنف القائم على النّوع الجنسي، والفقر المدقع، وإضفاء الصفة الجنسية على المرأة، والاتجار الجنسي والاقتصادي بالنساء. في أمريكا، تعرضت 81٪ من النساء للتحرش الجنسي أو الاعتداء في حياتهن، وتُقتل ما يقرب من 3 نساء أمريكيات كل يوم على يد شركائهن الحميمين. تعرضت واحدة من كل ثلاث نساء في الاتحاد الأوروبي للعنف في مرحلة البلوغ، وهو ما يعادل حوالي 50 مليون امرأة. وفي المملكة المتحدة، وجد تحقيق أجرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 97٪ من النساء في سن 18-24 تعرضن للتحرش الجنسي؛ وتُقتل حوالي امرأتين كل أسبوع في إنجلترا وويلز على يد شريك حالي أو سابق. وعلاوةً على ذلك، فإن أكثر من 30% من الأسر في أمريكا التي تعولها نساء عازبات لديهن أطفال كانت فقيرة، بينما وفقاً للبرلمان الأوروبي، فإن خطر الفقر أو الإقصاء المجتمعي في الاتحاد الأوروبي بالنسبة للنساء بلغ نحو 23% وهو مستوى أعلى من ذلك بالنسبة للرجال.

 

واليوم العالمي للمرأة ما هو إلا تذكير سنوي بأنّ حقوق المرأة وكرامتها وحمايتها تطبقها المنظمات النسوية والحكومات الليبرالية بشكل انتقائي بناءً على أجنداتها ومصالحها السياسية. ومن الواضح أن جميع اتفاقيات حقوق المرأة والمواثيق ضدّ العنف القائم على النوع الجنسي لاغية وباطلة عندما يتعلق الأمر بحماية وحقوق النساء المسلمات في فلسطين وميانمار واليمن وكشمير وأماكن أخرى، حيث يتمّ قتلهن واغتصابهن وتجويعهن وطردهن من منازلهن وحرمانهن من الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية. في حين تفشل مثل هذه الحكومات العلمانية ومنظمات الأمم المتحدة النسائية والجماعات النسوية في تحريك إصبع لوقف معاناتهن. والواقع أنّ اليوم العالمي للمرأة يجب أن يكون بمثابة تذكير صارخ بأن النظام الديمقراطي لا يحمل أي حلّ واضح للمشاكل التي تواجهها النساء، بل إنه المصدر الأساسي لقمعهن، بعد أن أوجد بيئات بقيمه الليبرالية، مثل الحريات الجنسية، ناضجة للعنف واستغلال النساء. إن هذا إلى جانب تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي خلق التفاوت في الثروة والفقر بين النساء، ونظر إلى النساء على أنهن مجرد أدوات إنتاج لزيادة عائدات الشركات والدول، ما أجبرهن على التنازل عن دورهن الحيوي كزوجات وأمهات من أجل دخول سوق العمل لتوفير احتياجات أنفسهن وأسرهن. لذلك، لا ينبغي أن يكون يوم المرأة العالمي يوماً للاحتفال بل يوماً للتفكير في الحاجة إلى نظام بديل لحماية النساء وحقوقهن.

 

وباعتبارنا مسلمين، لماذا نريد البحث عن حلول في مكان آخر للمشاكل التي تعاني منها النساء في البلاد الإسلامية، بينما وضع الله سبحانه وتعالى منهجاً كاملاً لكيفية حلّ هذه القضايا بنجاح، ووصف نظاماً قاد العالم في ضمان الاحترام والمعاملة الجيدة والحماية من العنف والاستغلال، وضمان الحقوق السياسية والتعليمية والاقتصادية للمرأة؟! هذا النظام هو نظام الخلافة. فالإسلام هو الذي أعلن للعالم أن المرأة لها نفس المكانة الروحية والعقلية والذهنية التي يتمتع بها الرجل، وألزم الرجال بالنظر إليها ومعاملتها باحترام، قال النبي ﷺ: «أكرموا النساء، فوالله ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم». والإسلام هو الذي أعطى المرأة الحق في انتخاب حاكمها ومحاسبته؛ وقاد العالم في حقوق الميراث للمرأة وأعطاها السيطرة الكاملة على ثروتها وممتلكاتها. والإسلام هو الذي حرم أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة ومنحها الحق في طلب الطلاق في حالة الزواج التعيس. والإسلام هو الذي شجع النساء على الدراسة وأنتج آلاف العالمات. والإسلام هو الذي يقدّر حقاً الدور الحيوي للمرأة كزوجة وأم، ويرفع عنها عبء إعالة نفسها مالياً بوضع هذا كواجب على أقاربها الذكور أو الدولة.

 

لذا، بصفتنا نساء مسلمات، لسنا بحاجة إلى يوم المرأة العالمي. ما نحتاج إليه هو إقامة نظام الله سبحانه وتعالى، الخلافة الذي سيعيد للمرأة حقوقها التي أعطاها الله لها، ويضمن لها الكرامة والحماية والرخاء والأمن، ويكون نموذجاً للعالم في حسن معاملتها.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسماء صديق

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع