- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾
الخبر:
رفضت دار الإفتاء المصرية بيان اتحاد العلماء المسلمين الذي أفتى بوجوب الجهـاد المسلح في فلسطين وحصار الاحتلال برا وبحرا وجوا، فقالت إن الدعوة للجهاد دون مراعاة لقدرات الأمة وواقعها العسكري والسياسي والاقتصادي، هي دعوة غير مسؤولة وتخالف المبادئ الشرعية. وأن القيادة السياسية فقط هي التي تملك صلاحية إعلان الجهاد، وأن مثل هذه الدعوات من منظمات ليس لها سلطة شرعية تعرض الاستقرار للخطر وقد تجلب المزيد من الكوارث للفلسطينيين. (رصد، 2025/04/07م)
التعليق:
لقد مدح الله العلماء في كتابه الكريم فقال: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ وأناط بهم مسؤولية حمل هذا الدين إلى الناس والعمل على تطبيقه وأطر الحكام على تطبيقه أطراً، وجعل مثوبة من يقوم للحاكم الظالم ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر أنه مع سيد الشهداء حمزة في الجنة، فقال النبي ﷺ: «سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إلَى إمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ»، إلا أن الله سبحانه قد توعدهم بأشد العذاب إن هم لم يأدوا أمانة هذا الدين كما ينبغي ولم يقوموا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، فتوعدهم بلجام من نار إن هم كتموا العلم، فقال النبي ﷺ: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» ويقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾.
ولا شك أن دار الإفتاء المصرية بإنكارها الدعوة إلى الجهاد لنصرة غزة وتحرير فلسطين وتحريفها الكلم عن مواضعه تكون قد كتمت العلم الذي نهاها الله عن كتمانه، وآثرت رضا فرعون مصر على رضا الله، فمفتي مصر لم يكتف بالصمت الطويل على جرائم يهود وتنكيلهم بأهلنا في غزة وقتلهم حرقا وقصفا وتجويعا منذ أكثر من سبعة عشر شهرا، ولم يطالب قيادته السياسية ولو بتأمين ماء الشرب لأطفال قطعت أوصالهم وهم عطشى وجوعى، وعندما تكلم أفتى ضد الدعوة إلى الجهاد، فانطبق عليه المثل القائل "سكت دهرا ونطق كفرا"!
ألا يعلم هذا المفتي أن ما يحصل في الأرض المباركة فلسطين، هو جهاد دفع للمحتل الغاصب وهو فرض لا يسقط إلا بحصول الكفاية ولو اجتمع له كل المسلمين، وأنه لا حاجة فيه لفتيا ولا يشترط فيه ما يشترط لجهاد الطلب من راية وأمير، وكون أهل الأرض المباركة فلسطين في حكم الأسرى الذين يتعين على المسلمين فك أسرهم ولو أدى ذلك لفناء النفس والمال؟! بلى يعلم، وهو يعلم أيضا أن قيادته السياسية عميلة ومتواطئة مثلها مثل باقي القيادات في بلاد المسلمين، وظفها الغرب الكافر المستعمر لحماية كيان يهود المسخ وحراسته، وحائلا يمنع نهضة الأمة وتحريرها من براثن هذا الغرب الصليبي الحاقد، فكيف يتوقع أن مثل هذه القيادة ستعلن الجهاد لتحرير فلسطين؟ بل هو يعلم علم اليقين أنها عائق أمام تحريرها، وأنها مع يهود في حربهم لأهل غزة. كذلك هو يرى ويشاهد كيف أن ثلة مجاهدة داست رأس هذا الكيان المجرم وأظهرت عواره وجبنه وأن جيشه أوهن من أن يواجه فرقة أو لواء من أجناد الكنانة أو نشامى الأردن، نعم هو يعلم كل ذلك، ومع كل هذا وقف ضد الدعوة للجهاد وشهد زورا ودلس على المسلمين وافترى على الله وكذب عليه، وسيحمل هذه الشهادة ويُسأل عنها يوم القيامة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل