- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
مُحادثات الخنوع التركية مع كيان يهود في أذربيجان
الخبر:
عُقد أول اجتماع فني بين تركيا وكيان يهود في أذربيجان الأسبوع الفائت لمناقشة وضع آلية مُتفق عليها لتفادي التضارب بين الدولتين، ترمي إلى منع وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا. وتُمثّل هذه المحادثات بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات البلدين في المنطقة.
وأكّد مكتب رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو أنّ وفداً برئاسة مستشار ما يسمى الأمن القومي تساحي هنجبي التقى مسؤولين أتراكاً في أذربيجان، وأوضح: "اتفقنا مع تركيا على مواصلة الحوار من أجل حفظ الاستقرار الأمني". وقال مسؤول في الكيان لموقع أكسيوس الإخباري الأمريكي: "إنه سيتم بناء منظومة للتنسيق بين البلدين على نسق المنظومة التي كانت مع روسيا أثناء وجودها على الأراضي السورية"، وقال وزير الخارجية التركي إنّ بلاده تُجري محادثات فنية مع الكيان لخفض التوتر على الأراضي السورية عند الحاجة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد امتدح الرئيس التركي وقال بأنّ "علاقاته رائعة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، وأضاف: "لدي علاقات عظيمة مع رجل اسمه أردوغان" وتابع: "هو رجل صلب وذكي جدا".
التعليق:
تأتي هذه المُحادثات التركية مع كيان يهود بعد التوتر الذي نشب بين البلدين والذي نتج عن قيام مُقاتلات كيان يهود بتدمير مطار T4 ومطار حماة وسط سوريا تدميراً تامّاً عقب مُحاولة تركيا بناء قواعد عسكرية فيهما.
وواضح أنّ تصريحات ترامب الآنفة جاءت في سياق التهدئة وتبريد الأجواء من أجل ضبط الأمور بين الدولتين، ومنع وقوع اشتباكات بينهما، والحيلولة دون وقوع أي صدام مُستقبلي بين قواتهما في سوريا.
وما كانت هذه المُحادثات الفنية بين الدولتين لتحدث لولا سرعة التدخل الأمريكي التي أجبرت الطرفين على الشروع في المفاوضات من أذربيجان امتثالاً لطلب أمريكا.
إنّ هذه المُفاوضات بين الدولتين تجري تحت إشراف أمريكي كامل، وتقوم على أساس تقاسم النفوذ وتشارك الأجواء السورية بين الدولتين خاصة بعد انسحاب معظم القوات الروسية من سوريا.
يسعى كيان يهود من هذه المُفاوضات إلى تكريس نفوذه المُطلق في جنوب سوريا، فيما تسعى تركيا لمد نفوذها إلى شمال ووسط سوريا، وعند الاختلاف بين الدولتين يتدخل الحكم الأمريكي ويفصل بينهما.
وهكذا قبلت تركيا مع بدء هذه المُحادثات بأنْ تكون مجرد لاعب إقليمي صغير يقبل بوجود كيان يهود في ملعبها السوري، ويرضى بأنْ تلعب أمريكا دور القائد العام لسوريا والمنطقة.
فلو كانت تركيا تنطلق في أعمالها السياسية من زاوية العمل السياسي الإسلامي لما قبلت مُطلقاً بتلك الإملاءات الأمريكية، ولا سلّمت بتكريس نفوذ كيان يهود داخل سوريا.
وما سبب هذا الذل والهوان الظاهر على قادة تركيا إلا ارتباط حكامها بحلف الناتو، واندماج الدولة التركية ضمن سياسات البلطجة الأمريكية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الخطواني