- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
إندونيسيا لم تدعم فلسطين بجدية أبداً
الخبر:
سيقوم رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو بزيارة رسمية إلى تركيا والشرق الأوسط تستمر من 9 إلى 15 نيسان/أبريل 2025. خلال زيارته، سيناقش الحرب على غزة مع عبد الله الثاني ملك الأردن، مؤكداً التزام إندونيسيا الإنساني واستعدادها لمساعدة الضحايا. ويشمل جدول أعمال برابوو اجتماعات مع القادة في أبو ظبي وأنقرة والقاهرة والدوحة لتعزيز التعاون الجيوسياسي والصناعي والتجاري والتعليمي والثقافي. (تيمبو)
التعليق:
جهود برابوو لطلب الدعم من خمس دول في الشرق الأوسط (الإمارات، تركيا، مصر، قطر، والأردن) من أجل إجلاء ألف شخص من غزة إلى إندونيسيا، ليست سوى شكل آخر من أشكال سياسة الإلهاء التي يمارسها النظام لصرف الأنظار عن الاحتلال الذي ينبغي مواجهته بجدية وصرامة.
هذا الأسلوب يُشبه تماماً ما يفعله قادة منظمة التعاون الإسلامي، الذين يبيعون دائماً خطاب "الإنسانية، والإنسانية، والإنسانية"، بينما يغضّون الطرف عن الحقيقة المؤلمة.
المشكلة بسيطة وواضحة: فوحشية كيان يهود ضد أهل غزة هي جزء من سلسلة منهجية من الاحتلال، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية التي استمرت لعقود. وطالما أن جذور هذه المأساة لا تُواجَه بجدية وحزم، فإن كل أشكال المساعدات الإنسانية لن تكون سوى مسكنات لألم لا ينتهي.
لطالما علقت مشاعر التعاطف في بلاد المسلمين، بما في ذلك إندونيسيا، في خطاب إنساني لا يتجاوز إرسال الأدوية، والمساعدات، والكوادر الطبية. لكننا نغفل الحقيقة الواضحة وهي أن الاحتلال لا يتوقف بالعلاج، بل بالقوة. نحن نشبه المتفرج الطيب القلب؛ نرى شخصاً يُضرب، فنقدم له الماء والضمادات، لكننا لا نوقف الضارب!
إندونيسيا، بوصفها دولة ذات أكبر عدد من المسلمين في العالم، يجب أن تكون أكثر جرأة وتقدماً. مثل قيادة الدعوة إلى مقاطعة شاملة لكيان يهود وداعميه، أو الذهاب أبعد من ذلك بتشكيل تحالف عسكري مع الدول العربية لممارسة ضغط حقيقي على الكيان.
كان ينبغي على برابوو، خلال زيارته للشرق الأوسط، أن يناقش استراتيجيات سياسية وعسكرية مشتركة لمواجهة كيان يهود وتحالفاته الغربية التي توفر الحماية لجرائمه، بدلاً من إضاعة ميزانية الدولة في جولات لا تناقش سوى مشاريع تعاون جانبية.
إذا استمرت البلاد الإسلامية في البقاء داخل منطقة الراحة المسماة "الإنسانية"، دون الجرأة على مواجهة مصدر الإجرام الحقيقي، فإنها تكون في الواقع تساهم في استمرار المجازر. بل ونصبح جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية في غزة، خاصة مع وجود أنظمة لا تزال مطبعة علاقاتها مع كيان يهود حتى الآن.
لذلك، يجب أن نتوقف عن الاكتفاء بخطاب الإنسانية، فالبلاد الإسلامية تملك القوة الكافية لمواجهة كيان يهود وحلفائه، لو كان هناك صدق في النوايا. أما إذا كانوا يدّعون فقط، فإن حكام البلاد الإسلامية ليسوا إلا حلفاء ليهود إلى جانب أمريكا والغرب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله أسوار