الجوع يفتك بأهل غزة كما فتكت بهم الدبابات والطائرات

الخبر:

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم السبت ٣/٥/٢٠٢٥ عن ارتفاع عدد الوفيات نتيجة سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، غالبيتهم العظمى من الأطفال والمرضى وكبار السن، مشيراً إلى أن العدد مرشّح للارتفاع في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، بما في ذلك حليب الأطفال والمكمّلات الغذائية. (التلفزيون العربي، 03/05/2025)

التعليق:

لقد ذاق أهل غزة صنوف الأذى والتعذيب، ومورست عليهم شتى أنواع الضغط والتركيع، وها هو الجوع يفتك بهم كما فتكت بهم الدبابات والطائرات والقنابل والصواريخ، حيث يستخدم كيان يهود التجويع سلاحاً في حرب الإبادة ضدهم، وقد تصاعدت سياسة التجويع هذه منذ استئناف كيان يهود حربه الوحشية على غزة في ١٨ آذار الماضي، حيث أحكم إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والدواء والماء واستهدف العاملين في إغاثة الناس وإطعامهم، فصار الناس بين مطرقة آلة القتل والإجرام والمجازر الوحشية وسندان الجوع والعطش وسوء التغذية والأمراض، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

إنّ حكام المسلمين ولا سيما حكام دول الطوق شركاء في جرائم يهود بحق أهل غزة، فهم يحرسون حدود كيان يهود ويكبلون الأمة وجيوشها، ويقمعون أي تحرك ضده ويمدونه بأسباب القوة والبقاء، ويرسلون له الخضار والفواكه بينما أهل غزة لا يجدون كسرة خبز يسدون بها جوع أطفالهم، ويحاصرونهم كما يحاصرهم يهود! فالسيسي يغلق معبر رفح في وجوههم ولا يدخل لهم لا كسرة خبز ولا شربة ماء والمساعدات مكدسة على أبوابه منذ أشهر تنتظر إذن يهود لإدخالها!

فيا أيها المسلمون: إلى متى السكوت على خيانة وتآمر الحكام؟! وإلى متى هذا الصمت والخنوع والخذلان لأهل غزة؟! أما سمعتم قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً﴾؟! أما سمعتم قوله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْر﴾؟! أما سمعتم قوله ﷺ: «أَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمْ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ تَعَالَى»؟! أيموت أهل غزة جوعاً وبلاد المسلمين مليئة بالخيرات والثروات؟! أيترك أهل غزة وسائر أهل الأرض المباركة وحدهم يبطش بهم يهود، والأمة تملك من العدة والعتاد ما يرفع الظلم عنهم ويقتص من عدوهم؟!

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة