الجمعة، 09 محرّم 1447هـ| 2025/07/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تفاعل واسع على وسائل التواصل الإلكتروني في تركيا  مع وسم "الخلافة هي التي ستنقذ غزة"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تفاعل واسع على وسائل التواصل الإلكتروني في تركيا

مع وسم "الخلافة هي التي ستنقذ غزة"

 

 

الخبر:

 

(وسم "الخلافة هي التي ستنقذ غزة" يتصدر الأكثر تداولا بمنصة إكس في تركيا بأكثر من 251 ألف تغريدة، عبر فيه المغردون عن آرائهم بأن الخلافة الإسلامية هي السبيل الوحيد لإنهاء حرب غزة ونصرة الشعب الفلسطيني)، كان هذا هو العنوان ومضمون الخبر أو البوست الذي نشرته الجزيرة تركيا على صفحتها الرسمية على فيسبوك.

 

التعليق:

 

اللافت للنظر أن متابعة تعليقات الناس على هذا الخبر الذي نشرته الجزيرة تركيا، تظهر أن الأمة في سوداها الأعظم لا تبتعد عن مضمون هذا الخبر، حتى إنك تستطيع أن تعيد صياغته كالتالي: أن الأمة كلها تواقة للخلافة أو سوادها الأعظم، وهذا له دلالات عميقة تمتد عبر تاريخ الأمة وثقافتها، وتفاعلها مع حاضرها، ونظرتها للمستقبل كذلك.

 

أما البعد الذي يتعلق بتاريخ الأمة وثقافتها، فمن حيث التاريخ فإنك لو بحثت في الأمة عن مفاخرها العلمية أو التقدم على الأمم أو تصدرها في ميدان سيادة العالم، فلن تجد مفاخر ومآثر تجتمع عليها الأمة بعربها وعجمها وكردها وتركها وكل أعراقها وترتقي إلى مستوى النظر إلا عندما كان الإسلام بنظامه وقيمه متجسدا ومتحكما في مناحي الحياة كلها، وأما ثقافتها فإن كل نفس تتنفّسه الأمة، وكل معنى تريد أن تعبر عنه من معاني النصرة أو العدل أو الوحدة أو إخراج الناس من الظلمة إلى النور، أو جسر الهوة بين الفقراء والأغنياء، إلا وتجد أن هذا النفس يمتد بشكل واضح، إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله ﷺ، كما أن وحدة الأمة في أعيادها وصومها وإفطارها وحجها، كل هذه معان تقول إنها أمة أكبر في مفاهيمها من أن تقف عند حد الوطن والقوم.

 

أما حاضرها، فقد رُفعت وزُينت للأمة شعارات لا تنتهي، كلها بعيدة عن الإسلام بل تتصادم معه تصادما مباشرا وجها لوجه، وقد رأت الأمة إخوانها في غزة يقصفون، فوجدت أن الحدود - التي تعرف الأمة في وجدانها أنها حدود وهمية - تُستخدم لتبرير القعود عن وقف شلال الدماء، ورأت أن القعود المبرَّر بالمصلحة وتوازن القوى والوطن والقوم قد جعل الجبناء ممن كانوا لا يقومون للمسلمين في معركة من يهود يفتكون بالبلد وراء البلد، ويسفكون الدم بعد الدم، حيث أسلمت الأنظمة بلادها وانتظرت الجزار أن يقف على عتبة بيتها، وهو لا ينتظر الإذن بالدخول ليلج بسكّينه بلدا كان من قبلُ ينأى بنفسه عن الصراع، أو قُل عن نصرة إخوان العقيدة والدين، فلم يسلم هو نفسه بدعوى السلامة، ولم ينصر أخاه!

 

والأمة في الوقت نفسه باتت ترى أنها لو وقفت موقف الأمة الكامل، ما كان لجهة مهما بلغت قوة - سلاحا وجندا - أن تقف أمامها وهي تعتصم بحبل الله جميعا ولا تتفرق.

 

أما ما تراه في مستقبلها من خلال حاضرها المرير، حيث فشلُ كلِّ الخطابات، فهو ما باتت تستلهمه من ثقافتها وتاريخها لتعيش به مستقبلا غير الذي تعيش، مستقبلا تجتمع فيه الأمة الواحدة تحت ظلال كتاب ربها وسنة نبيها، مستقبلاً قريباً بإذن الله، حيث ترفع فيه يد يهود عن أهل فلسطين، بل تحرر فلسطين وتدخل المسجد كما دخلته أول مرة، فيرى العالم الأمة وهي تطوي صورة الأرض الحالية وتُلبسها حلّة الإسلام وتضيئه بضياء هذا الدين.

 

إن الأمة الواحدة التي تجتمع في ظل كتاب الله وسنة رسوله وتجاهد في سبيل الله ليس إلا شرحا مفصلا لكلمة "الخلافة"، حتى وإن لم تسعف الأمة فصاحتُها في لحظة ما بأن تعبر عنها، ولكنها موجودة في فكرها وشعورها، وها هي اليوم قد ملكت من الفصاحة، وبلغت من دقة الفهم ذلك المستوى الذي باتت تعبر فيه بوضوح عن تجذر تلك الفكرة في النفوس وتمكُّنها من القلوب.

 

ولعله لا يحول بين الأمة وبين أن تخرج من أجل هذا المشروع "الخلافة" وتبيع لأجله الغالي والنفيس، إلا ما تراه من الصعوبات التي تجعله في عينها صعب المنال، وهذا يقتضي قذف معانٍ من الأمل، وأكثر من ذلك، معاني الثقة بالله والتعلق به والتوكل عليه وحده، حتى تتمكن الأمة من العمل لمشروعها وأخذها على محمل الجد لما تؤمن به، على أنه إذا ما قدر الله أن يولد المولود، فإن الأمة اليوم جاهزة أن تضم وليدها وأن تحميه بنفسها ومالها وذلك من بشائر الفرج إن شاء الله.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عبد المنعم الجعبري

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع