الإثنين، 03 صَفر 1447هـ| 2025/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
صمت الأزهر وصدى المجازر: بيان العاجز لا يُنقذ غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

صمت الأزهر وصدى المجازر: بيان العاجز لا يُنقذ غزة

 

الخبر:

 

اشتعلت منصات التواصل الإلكتروني بالجدل بين المغردين عقب قيام الأزهر الشريف بحذف بيانه المطول الذي وجه فيه شيخ الجامع الأزهر أحمد الطيب نداء عالميا للتحرك الفوري لإنقاذ غزة من المجاعة القاتلة. وأكد بيان الأزهر أن الضمير الإنساني بات على المحك في ظل استمرار قتل الفلسطينيين في غزة، محذرا من أن كل من يدعم إسرائيل بالسلاح أو يساندها بالقرارات يعد شريكا مباشرا في الإبادة. لكن هذا البيان لم يظل منشورا سوى دقائق معدودة قبل أن يتم حذفه من حسابات الأزهر على منصات التواصل الإلكتروني، الأمر الذي أثار دهشة واسعة بين رواد العالم الافتراضي. (الجزيرة)

 

 

التعليق:

 

بعد طول صمتٍ من الأزهر وعلمائه عن المجازر التي تشيب منها الولدان، والتي تقع على مرمى حجر منهم، وبعد مرور نحو عامين على قتل أهل غزة وتجويعهم، حتى وصل الحال مؤخراً إلى الموت جوعاً فوق موتهم قتلاً وتنكيلاً، وبعد أن بُحّت أصوات أهل غزة وهم يناشدون جيرانهم لنصرتهم، وفقدوا الأمل في نجدتهم، فاكتفوا بالمناداة بفتح معبر رفح... وبعد... وبعد... ثارت الحميّة في الأزهر وعلمائه، فأصدروا بياناً باهتاً لا يصدر إلا عن عاجز!

فقد وجّه الأزهر نداءً عالمياً عاجلاً إلى "قوى الضمير الحرّة والمؤثّرة" للعمل فوراً لإنقاذ شعب غزة من مجاعة قاتلة وواسعة يفرضها يهود، وكأن الأزهر يضع نفسه خارج هذا النداء، لا علاقة له به، وليس معنياً به، بل كمؤسسة إنسانية نائية عن غزة كبُعد المشرقين! ويكاد بيانه يطابق تصريحات منافق تركيا، أردوغان، الذي قال: "إن الإنسانية تحتضر في غزة، وإن الأطفال يعانون من الجوع الشديد وسط نقص المساعدات، داعياً المجتمعات لترسيخ موقف أخلاقي فوري ومستمر"، واعتبر ذلك "إبادة جماعية مكتملة الأركان".

 

وهذا الموقف الجبان يتطابق مع موقف الأزهر، الذي شدّد على أن "استهداف أماكن إيواء النازحين ومراكز توزيع المساعدات بالرصاص الحي جريمة". كما أكّد أن "كل من يدعم إسرائيل بالسلاح أو القرار يُعدّ شريكاً في هذه الجريمة"، محذراً بعبارات مكررة من قبيل: "الظالمون سيعلمون أي منقلب ينقلبون". وهذا الموقف يتناغم مع موقف أردوغان المتآمر على غزة والداعم ليهود، الذي قال أيضاً: "إن من يصمت على الإبادة الجماعية في غزة يصبح شريكاً لإسرائيل في جرائمها ضد الإنسانية"، داعياً إلى موقف دولي إنساني واضح "للتعبير عن رفض الظلم".

 

كلاهما، الأزهر والمنافق أردوغان، يتحدثان بلغة الغائب والمُرسل، وكأن الجرائم التي تقع في غزة لا تعنيهم، وهي ليست من مسؤوليتهم، بل مسؤولية الآخرين من المتآمرين على أهل غزة، في النظام الدولي ومنظماته! وقد اكتفى الأزهر بمهاجمة الصمت الدولي وقلة المسؤولية الإنسانية، وأدان التجاهل العالمي لما يحدث في غزة، دون أن يهاجم صمت النظام المصري، وسبات جيشه، وصمت علمائه عن تحريض جيش الكنانة على قتال يهود، وكأنهم لم يقرأوا قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ﴾!

 

ورغم هذه التصريحات الباهتة، والبيانات المتخاذلة، والمواقف الجبانة، لم يرضَ يهود وموالوهم من حكّام مصر حتى بهذا الحد من الخذلان والجبن، فأمروا علماء السلاطين في الأزهر الشريف بالعودة إلى سباتهم وصمتهم، وسحب كلماتهم التي قد يُخيّل للبعض أنها نارية، فبلعوا ألسنتهم دون حياء من الله ولا من عباده. كيف لا وهم يخشون الكافرين أكثر مما يخشون الله سبحانه وتعالى! كما قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً﴾.

 

إن سبب رفض واستنكار يهود حتى لهذه المواقف الباهتة ليس لأنها جريئة أو مرعبة لهم، فهم يعلمون أنها مجرد بيانات لحفظ ماء الوجه، صدرت فقط بعد ضغط من الشارع المسلم، الذي يغلي حرقةً على إخوانه في غزة. فكان لا بد لمطلقي هذه البيانات من إصدار شيء يسكِّن الناس، لا بقصد تحريض الجيوش على الجهاد، وهو ما يرعب يهود حقاً. فهم لم يوجّهوا الخطاب إلا لجهات مجهولة، أو متحيّزة أصلاً مع يهود، لكن يهود يخافون من أن هذه الهمسات قد تتطور يوماً إلى الأصوات الصادقة المخلصة التي تنادي جيوش المسلمين للتحرك الفوري، وخلع العروش، وقتال يهود، وتحرير البلاد والعباد من شرورهم. هذا ما يخيف يهود وحكام المسلمين.

 

ولو كان علماء الأزهر جادّين ومخلصين حقاً لله، لبيّنوا للناس الحكم الشرعي، والطريق الواضح الذي يُفضي فعلاً إلى كسر الحدود، وقد أصبح بيّناً لكل ذي بصر وبصيرة، ألا وهو: إسقاط عروش الحكّام الموالين ليهود والنصارى، وتنصيب خليفة راشد يحكم بما أنزل الله، ويُجيّش الجيوش لتطهير الأرض المباركة من دنس يهود.

 

ولكن هيهات... هيهات... فقد رضي علماء الأزهر - إلا من رحم ربي - أن يكونوا مع حكّام الضرار، فأصبحوا علماء سلاطين، لا علماء دين، وصاروا كرجال الدين من أهل الكتاب، الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾!

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع