الإثنين، 28 ربيع الثاني 1447هـ| 2025/10/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حركة الاستقلال لم تكن سوى خداع للجماهير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حركة الاستقلال لم تكن سوى خداع للجماهير

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

يعتبر يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر عطلة رسمية في تنزانيا، والذي يحيي سنويا ذكرى وفاة جوليوس نيريري، "أبو الأمة" الذي توفي في لندن عام 1999.

 

التعليق:

 

يُعد هذا اليوم مهماً في تنزانيا، إذ يُخلّد ذكرى حياة وإرث أول رئيس لتنزانيا المتحدة، الذي يُعتبر قائداً عظيماً لعب دوراً محورياً كناشط مناهض للاستعمار، ومُنظّر سياسي ساهم في رسم ملامح مستقبل البلاد.

 

ورغم حكم نيريري الاستبدادي الذي دام 24 عاماً، منذ الاستقلال أواخر عام 1961 حتى رحيله عن منصبه أواخر عام 1985، إلا أنه، كغيره ممن يُسمّون بمناهضي الاستعمار، كان موضع تقديس، ومُنح مكانة تكاد تُعليه إلى درجة التناقض مع الواقع.

 

ستتضح الصورة النهائية لما يُسمى بالناشطين المناهضين للاستعمار، مثل نيريري، الذي كان في طليعة النضال من أجل استقلال العلم، بمجرد ربطها بالسياق الدولي في ذلك الوقت.

 

فبعد الحرب العالمية الثانية، ضعفت مواقف المستعمرين القدامى، وتحديداً بريطانيا وفرنسا، على الصعيد الدولي. وعوضاً عن ذلك، نهضت أمريكا لمواجهة نفوذهما عالمياً. ورغم تشابه نظامهم الرأسمالي، إلا أن هذه الدول تختلف في مصالحها الوطنية.

 

وقد توصلت بريطانيا إلى استراتيجيات عدة للحفاظ وحماية هيمنتها ونفوذها المتضائل في مستعمراتها، مثل تعزيز رابطة الشعوب البريطانية الكومنولث، وتوسيع شبكاتها التعليمية في المدارس والجامعات واستخدام تلك المؤسسات لتدريب العملاء المخلصين الذين سيتم منحهم شكلاً من أشكال استقلال العلم للتوافق مع الموجة العالمية التي تقودها أمريكا للحفاظ على نفوذها.

 

لقد أوضح مؤيدو بريطانيا في مجال التعليم داخل المستعمرات البريطانية، من مثل اللورد كرومر في مصر واللورد ماكولي في الهند، أن هدف النظام التعليمي البريطاني هو الحفاظ على سكان مستعمراتهم باعتبارهم رعايا أصليين في المظهر فقط، ولكن تحويلهم إلى أذواق وسياسات ووجهات نظر إنجليزية.

 

كانت جامعة ماكيريري في أوغندا بشرق أفريقيا من الأمثلة العديدة التي طبقت هذه الاستراتيجية البريطانية جزئياً. ومن الواضح أن نيريري كان من بين من خضعوا لمثل هذه الرعاية في ماكيريري، ثم تلقى تعليماً إضافياً وصقل مهاراته في إدنبرغ في المملكة المتحدة.

 

كان مؤيداً مخلصاً لبريطانيا، لدرجة أنه عندما ظهرت محاولة انقلاب في أوائل الستينات، سارعت بريطانيا لإنقاذ رجلها الصغير.

 

بالإضافة إلى ذلك، كلفت بريطانيا نيريري بالتوجه سريعاً إلى زنجبار لتسهيل اتحاد ما يُسمى بالمجتمعين الأفريقي والشيرازي، ما أدى إلى ولادة حزب أفرو شيرازي، الذي كان يعمل لصالح بريطانيا من خلف الكواليس.

 

وبتوجيه من نيريري، نجح حزب أفرو شيرازي في الإطاحة بحكومة زنجبار، ثم نجح في تحقيق اتحاد تنجانيقا وزنجبار وفقاً لتوجيهات بريطانيا.

 

ناهيك عن كيفية استخدام هذا الحزب المماثل لزرع الفتنة العرقية وتضخيمها والانخراط في أعمال عنف بين مسلمي زنجبار وعامة الناس.

 

وفي حالة تنجانيقا، نذكر كيف قام نيريري بتهميش المسلمين، وتعطيل وحدتهم، وتفكيك مؤسساتهم، وتجاهلهم على الرغم من الاستقبال الكبير، والتقدير العالي له، وخدمتهم له ومساندته في النضال من أجل الاستقلال.

 

لقد ترك نيريري البلاد تحت سيطرة بريطانيا، متخفياً في صورة الاستقلال، ومنح بريطانيا كل الفرص لاستغلال موارد البلاد بينما كان أهلها، المسلمون وغير المسلمين على حد سواء يكافحون الصعوبات وعدم اليقين.

 

هكذا استُخدمت دعوة الاستقلال والتحرر لخداع الناس والرأي العام، مُقدّمةً أبطالاً زائفين، وهم في الحقيقة عملاء للمستعمرين. لن يتحقق التحرر الحقيقي ولن يكون هناك أبطال حقيقيون إلا بترسيخ الفكر الإسلامي ودولة الخلافة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد بيتوموا

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع