- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
 
 
										
	
	
	بسم الله الرحمن الرحيم
المستشار الألماني يحرض ضد المهاجرين
الخبر:
صرح المستشار الألماني فريدرش ميرتس في لقاء متلفز بأنه يجب العمل على استعادة الصورة النمطية للمدن الألمانية التي تغيرت بسبب ازدياد المهاجرين.
التعليق:
ما إن وصلت هذه التصريحات إلى آذان الحزب اليميني المتطرف حتى أغدقوا عليه بالثناء وعلقوا عليه أنه يتبنى نظرة الحزب اليميني البديل الذي أصبح ينافس الأحزاب العريقة في شعبيته المتزايدة.
حسب آخر استطلاع للرأي يتقدم الحزب البديل على كافة الأحزاب في ألمانيا وهو يعد العدة ليكون صاحب الكلمة في الانتخابات القادمة وليعين المستشار القادم من أفراده ويتولى السلطة وينال الأكثرية في البرلمان.
هذا الاستطلاع يكشف عن فشل كل من الحزب الحاكم والمشارك في الائتلاف في سحب البساط من تحت قدمي الحزب البديل كما وعدوا في الانتخابات الأخيرة، ولذلك وجد المستشار نفسه مضطرا لتبني بعض مفاهيم الحزب البديل وبرامجه الانتخابية وحتى استخدام الألفاظ اليمينية المتطرفة نفسها، والتي ارتدت عليه باتهامه بالعنصرية.
أحدثت هذه التصريحات المتعلقة بالمهاجرين ردة فعل عنيفة لدى أبناء المهاجرين لأنهم شعروا بأنهم متهمون جماعيا بتشويه صورة المدينة النمطية (الألمانية) التي يريدها المستشار أن تكون خالية من الأجانب على وجه التحديد أصحاب البشرة الملونة أو لابسات الخمار أو غير ذلك من الأشكال التي لا يريد المستشار ولا أقرانه من العنصريين أن يروها في المدن، لتعود المدن ألمانية صافية لا يشوشها أجنبي توجه له أصابع الاتهام أنه مجرم، أو نصاب، أو تاجر مخدرات، أو غير ذلك كما يصفهم المتطرفون الكارهون للأجانب.
المستشار وكثير من الساسة سواء من الأحزاب المعتدلة أو المتطرفة يجتهدون في محاولة صرف النظر عن الفشل العام في السياسة والاقتصاد ويردون ذلك إلى ازدياد المهاجرين ويستغلون الإعلام بكافة أشكاله لإشغال الناس عن فشلهم وسوء سياستهم وانحراف مبدئهم.
لا تزال النفعية المادية هي العامل الأساسي في تشكيل المجتمع دون مراعاة للإنسانية، ولذلك لا غرابة أن يتبنى الساسة أفكارا ومفاهيم مبنية على هذا الأساس وأن يهدف السياسي في طرح برنامجه إلى كسب الأصوات بغض النظر عن صحة الفكرة أو فسادها.
ختاما فقد وضع الإسلام قاعدة عظيمة لبناء المجتمع أكد عليها رسول اللَّهِ ﷺ حين خطبَ النَّاسَ يومَ فتحِ مَكَّةَ، فقالَ: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ، وقرأ الآية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾» [رواه عبد الله بن عمر وأخرجه الترمذي]
فانظر إلى عظمة هذا الدين الذي آن أن يرجع ليحكم بين الناس بالقسط.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة
 
			


