الأحد، 11 جمادى الأولى 1447هـ| 2025/11/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
الدور الأممي المهم في الاستراتيجية الأمريكية وإحكام اللعبة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدور الأممي المهم في الاستراتيجية الأمريكية وإحكام اللعبة

 

 

الخبر:

 

طالب توم فليتشر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بتوفير ممر آمن للمدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر السودانية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم، وذلك بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

ما إن خبت نيرانُ حرب غزة في المشهد الإعلامي حتى اشتعلت بقوة في السودان، مع أن أحداث السودان لم تَنطَفئ ولم تقف منذ ثلاث سنوات. وهذا يدل على غياب الإعلام عن أحداث السودان وعدم تسليطِ الضوء عليها.

 

ومع أن المشهد من بلدين مختلفين، إلا أن الجريمة واحدة، وهناك تشابه في الصورة التي يُسَلَّطُ عليها الضوء إعلامياً، ألا وهي: الجوع والنزوح وظهور عصابةِ حميدتي ومسؤوليتها عما يحدث. بالإضافة إلى فضح المُمَوِّل لسلاحِ هذه العصابةِ المتمردة، الخليجي الإماراتي. كما يتم تقليص سبب الصراع بعنجهية قوات الدعم السريع على آخر البلدات الكبرى وأقاليمها وسيطرته عليها، وهي مدينة الفاشر التي يُجَوَّعُ أهلها ويُشَرَّدُونَ ويُنَكَّلُ بهم أشد تنكيل من قوة تُعتبر من البلد نفسِه وليست خارجية، وبحجة صراع مُفتعَل في الحقيقة.

 

وقد غُيِّبَ عن المشهد المسؤول عن بداية هذا الصراع وسببه، وهو الدورُ الأمريكي وكأنه حدث جديد! فقد غُيِّبَ الدور الأمريكي ومسؤوليتُه في خلقِ طرفي نزاع ومنافسة منذ البداية بين قوتين تخصان البلد: قوات الدعم السريع والجيش الوطني في السودان. وهدف أمريكا منه هو إحكامُ السيطرة على السودان بتقسيمه والسيطرة على كافة دعائمِ القوة فيه من قوةٍ ماديةٍ عسكريةٍ وثرواتٍ، وعدم إبقاء شيء يُقَوِّي أهل السودان المحافظين، وهم من أمةِ الإسلام وأهله، وتمثيل الدمارِ والجوعِ والحاجةِ والاستسلامِ فيهم، حتى تُقَلَّصَ مطالبهم بمساعداتِ طعام وماء لسد رمقهم وجوعهم، وإبعادهم عن القضية والمشكلة الحقيقية.

 

والآن يَنشطُ العرض الإعلامي هناك على حل مشكلة وأزمة المجاعة التي مُرِّرَت على أهل السودان منذ أن وقع تحت السيطرة والاستعمار، ليأتيَ دور المُنقِذِ الوحيد الذي يجب أن يناشده الذين يَئِنُّون من ويلات هذا الصراع، وهو الأممُ المتحدةُ التي احتلت هذا الدور لتطالب بممرٍّ آمن تدخل به المساعدات، ولكن المشكلة في انعدامِ الأمان، والسبب قواتُ الدعم السريع التي تقتل كل من يحاول الوصول لخارجِ المدينة للحصول على غذاء أو ماء.

 

إن من المحزن بعد كل هذه الدمويةِ أن تَعْتَقِدَ أن المشكلة عند أهل السودان هي في توفير المساعدات أو إعادة الإعمار بعد هجمات القصف على الفاشر، كما تريد أمريكا عبر المنظمات التي تُشرِفُ عليها، وهي سبب هذا الصراع. وَيَغِيبُ الحل الحقيقي عند أهل السودان وغيرهم من بلاد المسلمين، ألا وهو تحديدُ من يدعم هذا المشروع بسلاحه ويسهل على أمريكا مَكرَها وخُبثَها في النيل من بلاد المسلمين وسفك دمائِهم وكافة أشكال الفساد فيها، وأن هؤلاء العملاء هم الحكامُ الذين يتحكمون في مقدرات الأمة وثرواتها الغنية، وأهمها أرض السودان ونيلها ونفطها، ليكونَ لقمةً سهلةً للغرب وعلى رأسه أمريكا قائدة الصراع. والحل هو الانقلابُ على هؤلاء الحكام والخلاص منهم بكلمةٍ ووعي واحد واتباع أمر الله بتحكيم كتابه وسنة نبيه ﷺ، الذي هو أصلُ المبدأ الذي يعتنقه أهل السودان، وعدم التخلي عن هذا الحل وعدم الرضا بغيره.

 

ومع أن الحرب في غزة انتهت، لكن الغاية منها لم تنتهِ، وهي وجه الشبه بين البلدين، ولو كان هناك بعض الاختلاف في الوجه المحتل لكليهما، إلا أنهما يَقْبَعَانِ تحت المسيطر والهدف نفسه وهو مشروع أمريكي. والفكرة التي ستُمرَّر بها مشاريعها هي إيقاعُ هذه المناطق عن طريق الإعمار والحكم لتبعية أمريكية عن طريق الأمم المتحدة ومساعداتها وفق منهجية مضللة بحجة نزع السلاح في هذين البلدين وغيرهما من بلاد المسلمين.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم عثمان سباتين

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع