- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
حكام البلاد الإسلامية يعملون على حماية أمريكا من الانهيار
(مترجم)
الخبر:
عُقدت قمة مجموعة الدول الخمس زائد واحد (C5+1) في واشنطن يومي 6 و7 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي 7 تشرين الثاني/نوفمبر، أفادت يورونيوز أن "ترامب استقبل قادة كازاخستان وأوزبيكستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان في البيت الأبيض، بحثاً عن سبل لتنويع إمدادات الولايات المتحدة من المعادن الأساسية اللازمة للتصنيع عالي التقنية".
التعليق:
عقب القمة، وقّعت خمس دول من آسيا الوسطى اتفاقيات بمليارات الدولارات لصالح أمريكا. على سبيل المثال، تعهدت أوزبيكستان، التي يبلغ دينها الخارجي 72 مليار دولار، باستثمار أكثر من 100 مليار دولار في تنمية الاقتصاد الأمريكي خلال السنوات القليلة المقبلة. وتحتل أوزبيكستان المرتبة السادسة عالمياً من حيث إنتاج القطن، ومع ذلك، فقد التزمت بشراء 100 ألف طن من القطن من أمريكا!
يعيش أهل أوزبيكستان في فقر مدقع، حيث يغادر الملايين منهم إلى دول أخرى بحثاً عن عمل يُعينهم على إعالة أنفسهم، ولكن رغم كل هذه الظروف، يُهدي الرئيس ثروات البلاد لأمريكا! تحتل أمريكا المرتبة الأولى في قائمة الدول المتقدمة، بينما تحتل أوزبيكستان المرتبة 71. السؤال: لماذا ينبغي لأوزبيكستان ودول أخرى الاستثمار في تنمية الاقتصاد الأمريكي؟!
ليس سراً أن رفاهية الدول الرأسمالية الغربية وازدهارها المزعوم يعودان بالدرجة الأولى إلى نهبها الموارد الطبيعية للدول والمستعمرات الخاضعة لسيطرتها. ويشارك حكام البلاد الإسلامية وعملاؤها في ذلك بشكل كبير، ويساعدون مستعمريهم باستمرار على الحفاظ على هذا النظام الرأسمالي.
من الأمثلة الواضحة على ذلك جولة ترامب الأخيرة حول العالم، وخاصةً البلاد الإسلامية. فالحكام المستبدون هم تحديداً من حاولوا بكل الطرق الممكنة على مدى العقود القليلة الماضية الحفاظ على هذا النظام الرأسمالي الفاسد، الذي يشهد تناقضات مستمرة.
خلال هذا العام وحده، ألزم ترامب حكام البلاد الإسلامية بدفع تريليونات الدولارات لدعم الاقتصاد الأمريكي. ومن الأمثلة على ذلك: الإمارات (1.4 تريليون دولار) وقطر (1.2 تريليون دولار) والسعودية (600 مليار دولار) والبحرين (17 مليار دولار) وكازاخستان (17 مليار دولار) وأوزبيكستان (100 مليار دولار) وماليزيا (150 مليار دولار)، وغيرها...
على الرغم من كل هذه الاستثمارات الضخمة، لا يُساعد أيٌّ من هذه الإجراءات النظام الرأسمالي الفاسد على تجنّب الأزمات المستمرة. إليكم بعض الأمثلة على الأزمات الاقتصادية العالمية في العقود الأخيرة: انهيار سوق الأسهم عام ١٩٨٧ (الاثنين الأسود)، والأزمة المالية الآسيوية (١٩٩٧-١٩٩٨)، وانهيار شركات الإنترنت (٢٠٠٠-٢٠٠٢)، والأزمة المالية العالمية (٢٠٠٧-٢٠٠٩)، وأزمة الديون الأوروبية (٢٠١٠-٢٠١٥)، وأزمة سوق الأسهم الصينية (٢٠١٥)، وأزمة جائحة كوفيد-١٩ (٢٠٢٠)، وأزمة الطاقة والتضخم (٢٠٢١-٢٠٢٣).
اليوم، يُعلن حكام المسلمين صراحةً ولاءهم للكفار المستعمرين. يعتمد هؤلاء الحكام الطغاة على الدعم المادي من المستعمرين. وفي المقابل، يستمد المستعمرون، ممثلين بالولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، قوتهم من الموارد الطبيعية للبلاد الإسلامية.
من المشجع أن هذا التكافل على وشك الانهيار. فحكام المسلمون، راجين رحمة سيدهم، يستثمرون تريليونات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي الذي، رغم كل موارده، لا يستطيع منع الاضطرابات الاقتصادية العالمية.
مؤخراً، بدأت الولايات المتحدة حرباً في أوكرانيا، وأمس شنت حرباً تجارية جديدة على الصين، أثرت بالفعل على اقتصاد أوروبا ودول أخرى حول العالم. لقد ضعف الإنتاج في أوروبا بشكل ملحوظ، ورغبة أمريكا في إجبار الدول الأوروبية على نقل إنتاجها إليها ستزيد من إضعاف أوروبا، ما سيخدم مصالح المسلمين مستقبلاً بإذن الله!
هذا النظام الفاسد على وشك الانهيار، وكل ما تبقى للمسلمين هو دقّ المسمار الأخير في نعشه. وفي هذا، لا سبيل لنا إلا إلى النظام الصحيح، القائم على الوحي؛ فالإسلام وحده القادر على حل جميع مشاكل البشرية حلاً سليماً، سواءً أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم تربوية أم سياسية.
قال تعالى في محكم كتابه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير



