- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا وتشتيت الكرة في السودان
الخبر:
قال وزير الدولة بالخارجية النرويجية والمبعوث النرويجي للسودان أندرياس موتزفيلد كرافيك الخميس، إن مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية مسعد بولس لم يقدم مقترحات جديدة للحكومة السودانية بشأن الهدنة الإنسانية، فيما سارع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان للترحيب بهذه التصريحات. (سودان تربيون، 2025/11/27م).
التعليق:
إن البرهان يعلم يقيناً أنه ليست هنالك ورقة قدمها مسعد بولس غير ورقة الرباعية، ولكن يبدو أن أمريكا تريد الاستفادة من الوقت حتى ينسى الناس ما حدث من فظائع، بعد أن استغلت أوروبا، وبخاصة بريطانيا، ما حدث في الفاشر من فظائع، فأقامت الدنيا ولم تقعدها، في محاولة لتجريم قوات الدعم السريع، التي تعتمد عليها أمريكا في مخططها لسلخ دارفور من جسم السودان، لذلك أوعزت أمريكا للبرهان القيام بمهمة تشتيت الكرة، لكسب الوقت كما يقول أهل الرياضة، فصرح البرهان في 2025/11/23م، قائلاً: إن الآلية الرباعية قدمت ثلاث أوراق للتفاوض، فيما قدم مسعد بولس قبل حوالي أسبوعين ورقة جديدة لم تراع لشواغل الحكومة التي طرحتها في أوراق سابقة، ووصف البرهان ورقة المستشار الأمريكي الأخيرة بأنها أسوأ ورقة، لأنها تلغي وجود الجيش، وتطالب بحل الأجهزة الأمنية وتبقي على قوات الدعم السريع.
والغريب في الأمر أن ما يؤكد عدم وجود ورقة جديدة لبولس، ليس مسعد بولس نفسه، وإنما المبعوث النرويجي، والبرهان يرحب والخارجية السودانية ترحب، فقد قال وكيل وزارة الخارجية، معاوية عثمان، في تصريحات أعقبت لقاء المبعوث النرويجي بالبرهان، إن البرهان رحب بهذا التوضيح الصريح، وأشار الوكيل إلى أن السودان تلقى بدوره تأكيدات مباشرة من الجانب الأمريكي، بعدم وجود أي ورقة جديدة تخص مسار السلام أو الهدنة في هذا التوقيت.
وما يؤكد ما ذهبنا إليه من أن الغرض من إطالة أمد الحديث عن هدنة وغيرها مقصود به أوروبا ورجالها، هو أن الثورة الأوروبية على ما حدث في الفاشر بدأت في الخفوت، بل والتلاشي، ما جعل الحديث الآن عن عدم وجود ورقة لبولس بعد أن أدت تلك الزوبعة غرضها. ومع الأسف فلا الأوروبيون حريصين على أهل الفاشر ولا أمريكا يهمها ما يحدث لهم ولكل السودان من مآسٍ، فالفريقان الأوروبي والأمريكي يتصارعان عبر رجالهما في السودان، من أجل السيطرة والنفوذ، فالكفر ملة واحدة، وحقدهم على الإسلام والمسلمين، وبغضهم لهم بينه الله سبحانه، حيث قال عز وجل: ﴿وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾.
ولن يخلصنا من الكفار المستعمرين إلا دولة الإسلام؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي يجب أن نعمل لها جميعاً إن أردنا العزة في الدنيا، والفلاح في الآخرة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان



