- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
القارة اللاتينية تحاول كسر القيد الأمريكي
الخبر:
أول تعليق من فنزويلا بعد إعلان ترامب إغلاق المجال الجوي فوق محيطها بالكامل. (بي بي سي عربي)
التعليق:
لقد أدانت فنزويلا بشدة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيغلق المجال الجوي فوقها بالكامل ووصفته بأنه تهديد استعماري وانتهاك لسيادتها.
إن قرار ترامب إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا لا يمكن فصله عن سياسة الضغط التي تعتمدها واشنطن منذ سنوات تجاه خصومها في القارة اللاتينية؛ فهي تُدرك أن نفوذها في هذه المنطقة يتراجع لصالح قوى سياسية لم تعد تقبل دورها التقليدي، ولذلك تلجأ إلى مثل هذه الإجراءات لإعادة تثبيت حضورها ومنع أي تغيير غير متوافق مع مصالحها.
ورغم أن الخطوة تُقدَّم تحت ذرائع أمنية، إلا أنها عملياً محاولة لخلق واقع سياسي واقتصادي خانق يدفع كاراكاس للتراجع أو تقديم تنازلات. فهي ليست مجرد مسألة طيران أو مجالات جوية، بل جزء من معركة أوسع ترتبط بموازين القوة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، في وقت يشهد فيه النظام الدولي اهتزازاً واضحاً.
ما حدث يؤكد أن أمريكا تتحرك بمنطق الهيمنة القديمة نفسها، حتى وإن تغيّرت الشعارات. وهي تدرك أن القارة اللاتينية اليوم أكثر استعداداً لكسر هذا القيد، وهذا ما يجعل تصعيدها يبدو كأنه محاولة لوقف موجة صعود دوليّ لا يناسب مصالحها.
إن لكل طاغية نهاية كما له بداية، وإن هذه الأيام ليست هي أفضل أيام أمريكا فإن هيمنتها بدأت بالتراجع، خاصة عندما تصبح الملفات العالقة هي في داخلها وفي الحديقة الداعمة لها.
إن ما يجري ليس سوى صورة جديدة من صور صراع النفوذ في عالم يهتزّ فوق ركام نظام دولي يوشك على السقوط، وقوة عظمى تبحث عن دور فقدته، فتحاول أن تستعيده عبر إجراءات قهرية لا تحمل من الشرعية إلا ما تمنحه لنفسها.
وستظلّ هذه السياسات، مهما اشتدّت، عاجزة عن وقف سنن التغيير، فالأمم لا تُقاد بقرارات الجوّ ولا تُكسر بإغلاق الأبواب، بل تنهض بمشروعها الذي يصنع إرادتها ويعيد لها مكانها الطبيعي في قيادة العالم.
وإن الأمة الإسلامية، بما تحمل من عقيدة ونظام رباني، لقادرة متى أقيم سلطانها على أساس الإسلام على كنس هذا النظام المتهالك، وإقامة العدل الحقيقي الذي لا يعرف المساومات ولا يخضع لهيمنة المتجبرين. قال تعالى: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
دارين الشنطي



