الخميس، 20 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/11م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!
هجومُ أفغانيٍّ في واشنطن والغايات السياسية الخفية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هجومُ أفغانيٍّ في واشنطن والغايات السياسية الخفية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

وقع هجوم مسلح في واشنطن قبل أسبوع، اتهم فيه الأفغاني رحمان الله لاكانوال، بإطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني الأمريكي، بالقرب من محطة مترو فاراغوت الغربية، على بُعد مئات الأمتار فقط من البيت الأبيض، وهي منطقة عادةً ما تكون محمية بأعلى درجات الأمن. وأسفر إطلاق النار عن مقتل سارة باكستروم، وهي جندية في الحرس الوطني تبلغ من العمر 20 عاماً، وإصابة أندرو وولف بجروح خطيرة.

 

التعليق:

 

تشير التقارير الإعلامية إلى أن لاكانوال خدم سابقاً في أفغانستان ضمن وحدة عملياتية تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وأنه بعد نقله إلى أمريكا، عانى من مشاكل نفسية وعزلة وضغوط مالية، وهي مشاكل أبلغ عنها أفراد آخرون عملوا في الاستخبارات الأمريكية. ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات أعمق: كيف تمكن لاكانوال، رغم عدم حصوله على تصريح بحمل السلاح، من نقل سلاح ناري من ولاية واشنطن إلى العاصمة؟ من أو ما هي الآلية التي مكنته من السفر لأكثر من 30 ساعة وهو مسلح، في واحدة من أكثر المناطق حماية في أمريكا؟ ولماذا لم يقم بالهجوم في الولاية التي يقيم فيها، بل تحديداً في قلب العاصمة السياسية؟ تُشكل هذه الأسئلة جزءاً مهماً من النقاش الدائر.

 

1- إمكانية إعادة نشر أفراد الاستخبارات الأمريكية إلى أفغانستان تحت غطاء ترحيل المهاجرين غير الشرعيين

 

قد تُوفر الأزمة الناجمة عن هذا الهجوم للولايات المتحدة ذريعةً لإعادة تقييم أنشطتها الاستخباراتية المتعلقة بأفغانستان. فبعد فقدان الوصول المباشر إلى المصادر البشرية داخل البلاد بعد عام 2021، فإن أي تصعيد للمخاوف الأمنية المتعلقة بالمهاجرين الأفغان قد يُبرر مبادرات تبدو ظاهرياً وكأنها تُعنى بإدارة المهاجرين غير الشرعيين، لكن غايتها الخفية هي إعادة الأفراد المتعاونين أو القابلين للاستخدام استخباراتياً إلى أفغانستان، وهذا له سابقة.

 

ففي الماضي، استخدمت أمريكا ملفات الهجرة، أو العودة الطوعية، أو عمليات الترحيل المُستهدفة لإعادة بناء شبكاتها الاستخباراتية. أما اليوم، فإن المناخ السياسي والإعلامي يُتيح سيناريو مُماثلاً - يُنفَّذ بهدوء ودون إعلان رسمي - يبدو مُحتملاً، لا سيما بالنظر إلى خلفية لاكانوال وحساسية القضايا المُماثلة. ويبدو أن الأساس السياسي لمثل هذه الإجراءات بدأ يتبلور.

 

2- استغلال محتمل من كيان يهود لتداعيات الحادث

 

في خضم الاحتجاجات العالمية على سلوك كيان يهود في حربه على غزة، فإنه يستفيد من أي حادث يتعلق بالمهاجرين أو المسلمين، ويمكن استغلاله لتكثيف سياساته المناهضة للهجرة في الغرب. إن الحد من وجود أو نفوذ الجاليات المهاجرة والمسلمة في أوروبا وأمريكا من شأنه أن يخفف الضغط السياسي على كيان يهود. فهو يعتقد أن الاحتجاجات الواسعة في الغرب ضد الإبادة الجماعية في غزة مدفوعة بتوجهات المسلمين والمهاجرين. في هذا السياق، قد يكون لكيان يهود دور في مثل هذه الحوادث، حيث إن قضية لاكانوال وعواقبها - بيئات هجرة أكثر صرامة وخوف متزايد من اللاجئين المسلمين - تتوافق مع مصالحه.

 

3- استغلال ترامب للحادثة بصورة سياسية صريحة

 

كان ردّ ترامب والحركة المحافظة في أمريكا مباشراً وواضحاً. فقد سارع إلى تصوير الهجوم كدليل على خطر الهجرة، ودعا إلى إعادة تقييم عاجل لقبول اللاجئين. في غضون ذلك، فرضت سلطات الهجرة قيوداً إضافية على مراجعة طلبات اللجوء من الأفغان وجنسيات أخرى، متذرّعةً باعتبارات أمنية.

 

وفي مواجهة تراجع شعبيته، يستغل ترامب هذا الحدث لإحياء رواية تركز على الأمن، وعلى قاعدته المحافظة، وتبرير السياسات المناهضة للهجرة مرة أخرى.

 

بالنسبة للكثيرين في الولايات المتحدة، يُختزل الحادث في قضية هجرة فحسب، وقد حوّلته بعض الجماعات إلى أداة لترويج الإسلاموفوبيا. لكن الحقيقة هي أن لاكانوال هو نتاج سنوات من المشاركة في مهمات سرية ومميتة مرتبطة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان، مهمات صقلته ليصبح شخصاً ذا ندوب حرب وعنف قبل أن يصبح مهاجراً بزمن طويل.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يوسف أرسلان

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع