السبت، 07 رجب 1447هـ| 2025/12/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ممارسات التعذيب داخل مبنى لجنة الدولة للأمن القومي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ممارسات التعذيب داخل مبنى لجنة الدولة للأمن القومي

 

 

الخبر:

 

نشرت منظمة الحرية لأوراسيا أدلة موثوقة حول ممارسات التعذيب والمعاملة القاسية التي تعرّض لها أشخاص اعتقلتهم لجنة الدولة للأمن القومي في قرغيزستان. وتستند هذه النتائج إلى عدة مقابلات مستقلة أُجريت خلال الأشهر الأخيرة مع أشخاص كانوا معتقلين سابقاً.

 

وبحسب الإفادات، فإن الأشخاص الذين اعتُقلوا بسبب منشورات لهم على شبكات التواصل انتقدوا فيها الحكومة، نُقلوا إلى الطابق السفلي من المبنى الرئيسي الجديد للجنة الدولة للأمن القومي في مدينة بيشكيك. وذكر المحتجزون أنهم أُدخلوا إلى غرفة كبيرة بلا نوافذ، حيث كانت آثار الدم وبقع سوائل بيولوجية أخرى ناتجة عن أعمال عنف سابقة واضحة للعيان. وكانت الجدران مغطاة بعزلٍ ناعمٍ مانعٍ للصوت، صُمّم لمنع وصول الصراخ إلى الخارج.

 

وأفاد المظلومون بوجود أدوات التعذيب التالية داخل الغرفة: أجهزة للصعق بالكهرباء؛ عصيّ بلاستيكية؛ أكياس بلاستيكية تُستخدم للخنق؛ حاويات مياه كبيرة تُستخدم للإغراق الجزئي.

 

وأكد المحتجزون أنهم تعرّضوا للضرب، والصعق بالكهرباء، والاختناق، والإغراق. كما أُجبر كثيرون منهم، تحت ضغط نفسي شديد، على تسجيل مقاطع فيديو لـ"الاعتذار" عن "اعترافات" ملفّقة.

 

التعليق:

 

إنّ الغالبية العظمى ممن تعرّضوا للتعذيب على يد عناصر لجنة الدولة للأمن القومي هم حملة الدعوة وقد وُجِّهت لهم تهم التطرّف بشكلٍ ملفّق. وقد تعرّضوا لأشد الانتهاكات، من بينها الاختطاف، والضرب داخل أماكن الاحتجاز المؤقت، والصعق بالكهرباء في الأعضاء التناسلية، والإغراق بالماء، وغيرها من صور الظلم.

 

إنّ هذا الظلم لا يرتكب ضد حملة الدعوة إلا لأنهم يقولون ربّنا الله. أوامر أي جهة ينفذ أولئك المسؤولون الذين يدّعون الانتماء إلى الإسلام؟ وعلى أيّ جهةٍ يعتمد أفرادُ أجهزة القوّة الذين يرتكبون جرائم لا يحتملها عقل؟!

 

ومن هذا المنطلق، نقول لعناصر القوّة الذين تحوّلوا إلى أداةٍ بيد السلطة: تذكّروا كيف استُخدمتم بإذلالٍ وقهرٍ في ثورات الأعوام 2005 و2010 و2020. إنّ الشعب لا ينسى الظلم الواقع عليه، ولا يعفو عنه أبداً! فاعتبروا من الماضي، وأوقفوا ظلمكم الواقع على المسلمين وعلى أبناء شعبكم. بل احموا أمن الناس، واعتنوا بمصيركم في الآخرة!

 

إنّ مثل هذه الممارسات الظالمة تُبطل ادعاءات السلطة بأنها ترعى شؤون الشعب، وتسقطها من ثقة الناس. فكل سلطة في قوتها وهيبتها تعتمد على دعم الشعب، ودعم الشعب لا يكون إلا عبر أخذ ثقته. فإذا سقطت السلطة اليوم من ثقة فرد واحد، فإنها غداً لا محالة ستفقد ثقة الأكثرية. فالسلطة، شأنها شأن متاع الدنيا، "اليوم موجودة وغداً تزول". يقول الله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.

 

إنّ حملة الدعوة لم يتوقفوا لحظةً واحدة عن السعي لإعادة الإسلام إلى واقع الحياة، ولا يخافون من ظلم أيّ ظالم، ولا لومة لائم. وتشهد على ذلك قصص آلاف منهم استُشهدوا أو أُصيبوا بعاهات دائمة نتيجة التعذيب في سجون الطاغية كريموف.

 

وعليه، فإن سياسة الظلم والترهيب لن تتمكن من كسر عزم حملة الدعوة في إعادة الإسلام إلى واقع الحياة، ولن تطفئ أبداً نور الإيمان المضيء في قلوبهم.

 

لقد حذّر الله تعالى الظالمين تحذيراً شديداً من ظلمهم، مبيّناً سوء عاقبتهم، فقال سبحانه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ممتاز ما وراء النهري

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع