خبر وتعليق ظلم لن تزيله أموال بل نخوة رجال
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء 2015/3/31 أن مجموع التعهدات المقدمة من الدول المانحة خلال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا بلغ 3،8 مليار دولار.
التعليق:
لقد طغت على كلمات المتحدثين خلال المؤتمر ذكرهم لأرقام وإحصائيات عن عدد السوريين القتلى والمهجرين بالإضافة إلى وصف الواقع بالمأساوي وأن الوضع الإنساني متأزم ووصل إلى أعلى مستوى درجات الأزمة الإنسانية في تاريخ العالم.
لقد أصبحت معاناة أهلنا في سوريا مجرد أرقام وإحصائيات يتم تداولها في المؤتمرات، وأي مؤتمرات!! تلك التي تُعقد في دول عربية تتنافس في العطاءات المادية والإنسانية لمساعدة المنكوبين من بني أمتهم، محافظين على ولائهم التام لأسيادهم بعدم تحريك الطائرات عن مدرجاتها والجيوش من ثكناتها إلا بإعلان الضوء الأخضر منها.
دول تنال التكريم لعطاءاتها الإنسانية؛ إذ تم تكريم دولة الكويت كمركز إنساني عالمي لأنها استضافت 3 مؤتمرات عُقدت على مدار 3 سنوات متتالية، كما أُطلق على أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب "قائد العمل الإنساني"! تقديراً للدور الكبير الذي قدمته بلاده في هذا المجال.
نعم، قائد للعمل الإنساني، وليس قائداً للحملات العسكرية أو قائداً لجيش يستنصر امرأة سورية استصرخت وا إسلاماه!!.
3،8 مليار دولار بلغت قيمة الأموال الممنوحة لأهلنا في سوريا وخاصة النساء والأطفال منهم، وكأن الحل يكمن بإعطائهم حفنة من أموال لن تسمن ولن تغني من جوع، ولن ترد لهم كرامتهم أو حتى فلذات أكبادهم أو منازلهم المدمرة. أموال لن تزيل سبب معاناتهم ولن توقف آلة الحرب التي لم تستثنِ امرأة أو طفل رضيع.
يا حكام المسلمين: إن الحل في سوريا لا يكون بعطاءاتكم وباستضافتكم للمؤتمرات الإنسانية، بل بِردِّ الظلم عنهم وتحريك الجيوش القابعة في ثكناتها نصرة للإسلام وللمسلمين، وهذا ما ننتظره منكم ولا نأمل تحقيقه، فحكام ضرار أمثالكم باعوا المسلمين وثرواتهم ومقدرات بلادهم إلى الدول الاستعمارية الغربية لن يأتوا بالخير للأمة الإسلامية.
أيها المسلمون: إن الحل المطلوب هو بالسعي والعمل مع المخلصين من الأمة لتحكيم شرع الله وتمكين الإسلام بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ستعمل على رفع الظلم عن الأمة الإسلامية بتخليصها من حكامها الظالمين المفسدين، بتنصيب خليفة للمسلمين يحكمنا بالإسلام وبعدل الرحمن وبغير ذلك لن يرفع البلاء..
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى (أم عبد الله)