خبر وتعليق لماذا أُجل برنامج التدريب على الجاهزية؟ - هذا هو الجواب (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن واشنطن طلبت تأجيل التدريب العسكري للمعارضة السورية. وذكر تشاووس أوغلو بأنه وبناء على ذلك تم تأجيل برنامج التدريب على الجاهزية. وفي مقابلة حية على الـ "إن تي في" أشار تشاووس أوغلو إلى أن برنامج التدريب على الجاهزية الذي وُقِّع مع الولايات المتحدة سيتم قريبا، مصرحا بأنه: "ليس هناك تأخير من جانبنا. نحن نتخذ القرارات معا. نحن نقرر المعدات المطلوبة بصورة مشتركة كما أننا نقرر معا من الذين سندربهم وسنتفق على كل شيء بصورة مشتركة. وبسبب البعد الجغرافي للولايات المتحدة، كان هناك تأخير بسيط ولكن كل شيء على ما يرام سياسيا وتقنيا. الأعمال لا تزال مستمرة" الجمعة 27 آذار 2015.
التعليق:
لقد تم التوقيع على برنامج التدريب على الجاهزية والذي تمت مناقشته لفترة طويلة ولا تزال من قبل تركيا والولايات المتحدة لكنه لم يوضع للعمل الفعلي بعد على الرغم من أن قرارا ملموسا تم التوقيع عليه من قبل جون باس، سفير الولايات المتحدة في تركيا وفريدون سينيرلي أوغلو وكيل وزارة الخارجية التركية في شباط 2015. وقد صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاووس أوغلو بعد توقيع مذكرة التفاهم بأن "المتوقع من قوات المعارضة السورية المدربة محاربة تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة". وقد أدلى دبلوماسيون أتراك رفيعو المستوى بمعلومات حول كون اختيار الجماعات المعارضة التي تم اختيارها لتتلقى التدريبات قد تم اختيارها بشكل مشترك من قبل لجنة مشتركة. وعلى رأس الأمور التي تم الاتفاق عليها كان الجهات التي ستستهدفها الجماعات المعارضة هذه. وفي كانون الثاني أعلنت مصادر في وزارة الخارجية التركية بأنه لن تُعطى تفاصيل حول هوية الجهات التي ستحاربها هذه العناصر المدربة، مع إفادتها بأنه سيتم تمكين المعارضة من قتال الأسد إن لزم الأمر وكذلك تنظيم الدولة.
وفي الوقت ذاته فإنه من المعروف بأن الولايات المتحدة لن تسعى لحل القضية السورية دون الأسد. فطوال السنوات الثلاث الماضية والتي حاولت فيها الولايات المتحدة خلق بديل - وصل لمرحلة ميؤوس منها- من المعارضة لنظام البعث فإنها اليوم لا تفكر في أدنى حل دون الأسد. أما تركيا فهي تتصدى لهذا القرار الأمريكي الذي يقول بأن الأسد لن يغادر. في الواقع، تسير تركيا على خُطا سياسة الولايات المتحدة في سوريا بل تتبعها خطوة خطوة. لذلك تعتبر تصريحات تركيا حول جنود المعارضة المدربين في برنامج التدريب والجاهزية ضد الأسد مجرد كلمات فارغة لا معنى لها. لأن الجميع يعلم جيدا بأن هذا البرنامج يهدف في حقيقته إلى إنتاج جنود لقتال الجماعات المجاهدة المخلصة في سوريا.
كما أنه قد أصبح واضحا للعيان خلال أحداث الثورة السورية بأن الشعب السوري والمقاتلين قد رفضوا التعاون مع الجبناء والخونة في كل مرة. بل إن المجاهدين المخلصين كانوا خير مثال لتلك الجماعات التي فكرت بالتعاون مع الغرب وكان لهم أثر في ثني هؤلاء عن قراراتهم. وحتى أولئك الذين ينتسبون للجيش السوري الحر فهموا بأن الولايات المتحدة وتركيا ليستا جديرتين بالثقة. وهذا هو السبب الذي جعلهم ينضمون للمجاهدين المخلصين ويساعدونهم في السيطرة على إدلب التي كانت تحت سيطرة نظام البعث. وهذه هي الجماعات التي شاركت في جيش الفاتحين هذا: أحرار الشام، جبهة النصرة، جند الأقصى، جيش أنصار السنة، فيلق الشام ولواء الحق. وقد كان هنالك عناصر من الجيش الحر بين صفوفها. هذا يعني بأن الجنود الذين خططت أمريكا وتركيا لتدريبهم وتسليحهم ضد تنظيم الدولة والجماعات المجاهدة المخلصة التي يعتبرونها إرهابية قد انضموا لهؤلاء المجاهدين المخلصين ووجهوا ضربة قوية لجيش الأسد. مباشرة بعد هذا الحدث جاءت الأخبار من وزير الخارجية التركي تشاووس أوغلو بتأجيل برنامج التدريب على الجاهزية.
وأنا أسأل المسؤولين في تركيا، إن كان تدريب الجنود في هذا البرنامج هو لمقاتلة نظام الأسد - وثمَّ المجاهدين الذين يقاتلون كالأسود - فما الحاجة إذن إلى تأجيل البرنامج؟
الجواب هو أنكم تكذبون. لأنكم لا تستطيعون إيجاد أي جندي مستعد للعمل في إطار هذا البرنامج. ولأن الولايات المتحدة غاضبة جدا من كون المجاهدين قد سيطروا على إدلب. ولأنه حتى جنود الجيش السوري الحر الذين كانت الولايات المتحدة تسعى لتدريبهم قد وضعوا أيديهم بيد المجاهدين المخلصين وها هم جميعا ينتقلون من نصر إلى آخر. هذا فضلا عن أنكم أردتم أن تشكلوا حكومة مؤقتة في إدلب بالتعاون مع (الائتلاف الوطني السوري). والآن، ها هم المجاهدون يحذرون الائتلاف الوطني السوري من دخول إدلب. وهم يرفضون الحكومة المؤقتة. وهذا ما أغضب الولايات المتحدة فوق غضبها الأول. ومن ثمَّ تم الإعلان عن تأجيل برنامج التدريب على الجاهزية. والآن، تنهضين أنت أيتها الجمهورية التركية لتتحدثي بلسان أمريكا وتختلقين بلا خجل كذبة السبب وراء تأجيل برنامج التدريب وبأنه كان بسبب مشاكل تقنية. في حين كان التأجيل كله بسبب انتصارات إدلب، وذلك كون أولئك الجنود الذين كانوا يعتبرون من المعتدلين قاتلوا جنبا إلى جنب مع المجاهدين المخلصين، وهذا ما جعلكم تعيشون في خوف انضمام مقاتلي الجيش الحر لصفوف المجاهدين المخلصين بعد تدريبهم.
إنه لمن العار بأن الجمهورية التركية لم تصبح أكثر حكمة خلال أحداث الثورة السورية. فهي قد جعلت من نفسها ذيلا للولايات المتحدة والغرب. وقد توقعت أن يتخذ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية موقفا وهو الذي انتظر كقطيع من الذئاب الجائعة في الساحة السورية. وفي محاولة عبثية لتغيير مسار الريح، تبحث الولايات المتحدة عن حل في تركيا، في حين تسعى تركيا لإيجاد حل عبر القادة المأجورين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ومعهم الجيش السوري الحر. أمريكا لا تثق في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هذا كونه لا سيطرة كاملة له على أي من الجماعات المقاتلة في سوريا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار