السبت، 26 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق من هو المسؤول عن التهديد الأمني؟ ‏(مترجم)‏

بسم الله الرحمن الرحيم



الخبر:‏


يوم الجمعة 11 نيسان /أبريل 2015 تم الإعلان عن توسيع التعاون العسكري بين بلدان الشمال الأوروبي ‏الخمسة: الدنمارك، السويد، النرويج، فنلندا وأيسلندا وذلك ردًا على تحليق عدد من الطائرات الروسية فوق بحر ‏البلطيق. وقد حذّر رئيس الوزراء الدنماركي السابق والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ ‏راسموسن، من عدم أخذ التهديدات الأمنية على محمل الجدّ.‏


وأوضح أربعة وزراء دفاع ووزير خارجية لبلدان الشمال الأوروبي الخمسة في بيان مشترك إلى جريدة ‏‏'أفتنبوستن' النرويجية: "إن التصرفات الروسية هي أكبر تحدّ تجاه الوضع الأمني الأوروبي".‏


التعليق:‏


ليس هناك شكّ في أن التدخل الروسي في أوكرانيا، وخصوصًا ضم شبه جزيرة القرم، قد تسبب في بعض ‏القلق في منطقة الشمال. ليس فقط داخل بلدان الشمال الذين لديهم حدود قريبة من روسيا، ولكن خاصةً بالنسبة ‏لشركائهم الاستراتيجيين وجيرانهم في دول البلطيق. في أيام الحرب الباردة، عندما كان لا يزال الاتحاد السوفيتي ‏قائمًا، كانت بلدان الشمال الأوروبي في حالة تأهب مستمر، ولكن عرفت أنه في حالة وقوع غزو فعلي، فلن تصمد ‏أمام الدولة السوفيتية المتفوقة. منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، لم يعد هناك داع للقلق، لكن المناورات الروسية ‏الأخيرة كانت بمثابة تذكير بالماضي.‏


كون روسيا تمثل أكبر تحدّ تجاه الوضع الأمني الأوروبي قد يكون حقيقة، ولكن هذا يثير بعض الأسئلة ‏المهمة جدًّا. إذا كان هذا هو الحال، فلماذا يتم اعتبار المسلمين كتهديد أمنيّ أكبر بكثير؟ لماذا تجري مراقبة ‏المسلمين ومطاردتهم خوفًا من التطرف، الذي يعتبر شماعةً لكل من يحمل الأفكار الإسلامية؟


من المستبعد جدًا أن الروس الذين يعيشون في أوروبا سيواجهون المعاملة نفسها التي يواجهها المسلمون اليوم ‏والسبب بسيط للغاية؛ فإن روسيا، بالرغم من أنها تمثل تهديدًا أمنيًا، إلا أنها لم تعد تمثّل تهديدًا أيديولوجيًا، بعد أن ‏تخلّـت عن الشيوعية واعتنقت الرأسمالية. أما المسلمون من ناحية أخرى، فإنهم وإن لم يشكلوا تهديدًا ماديًا، فهم ‏يشكلون تهديدًا أيديولوجيًا والذي يعتبر أكثر خطرًا. إن الأمم التي تعتنق الأيديولوجية الرأسمالية قد تملك أهدافًا ‏سياسيةً مختلفةً، والتي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى النزاعات، ولكن في النهاية، أصلها هو نفسه والذي يضمن ‏أساسًا متينًا للتنازلات والحلول. لكن الإسلام من ناحية أخرى هو مبدأ فريد يتحدى بشروط ومستويات مختلفة، ‏والحل الوسط ليس أحد خياراته.‏


كل الدول لديها مصالح حيوية، تكون على استعداد للقتال من أجلها، ولكن يا لها من مفارقة أن "أندرس فوغ ‏راسموسن"، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، يجب أن يتحدث عن الأمن! هو والعديد من بلدان الشمال ‏الأوروبي، مسئولون عن إرهاب وقتل الملايين من المسلمين، بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد تسببوا في انعدام ‏الأمن في بلدانهم خلال الفظائع الجارية.‏


لحكام البلدان الإسلامية أيضًا مصالح، ولكن خلافًا للغرب، فإنها لا تندرج ضمن مصالح شعوبهم وبالتأكيد ‏ليس ضمن مصالح الإسلام والمسلمين. لقد حان الوقت كي يرعى المسلمون شؤونهم السياسية الخاصة، على ‏أساس الإسلام، وبالتالي رفض التدخل الأجنبي وتحقيق الأمن للمسلمين.‏

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندنافيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع