خبر وتعليق من هو المسؤول عن التهديد الأمني؟ (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
يوم الجمعة 11 نيسان /أبريل 2015 تم الإعلان عن توسيع التعاون العسكري بين بلدان الشمال الأوروبي الخمسة: الدنمارك، السويد، النرويج، فنلندا وأيسلندا وذلك ردًا على تحليق عدد من الطائرات الروسية فوق بحر البلطيق. وقد حذّر رئيس الوزراء الدنماركي السابق والأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، من عدم أخذ التهديدات الأمنية على محمل الجدّ.
وأوضح أربعة وزراء دفاع ووزير خارجية لبلدان الشمال الأوروبي الخمسة في بيان مشترك إلى جريدة 'أفتنبوستن' النرويجية: "إن التصرفات الروسية هي أكبر تحدّ تجاه الوضع الأمني الأوروبي".
التعليق:
ليس هناك شكّ في أن التدخل الروسي في أوكرانيا، وخصوصًا ضم شبه جزيرة القرم، قد تسبب في بعض القلق في منطقة الشمال. ليس فقط داخل بلدان الشمال الذين لديهم حدود قريبة من روسيا، ولكن خاصةً بالنسبة لشركائهم الاستراتيجيين وجيرانهم في دول البلطيق. في أيام الحرب الباردة، عندما كان لا يزال الاتحاد السوفيتي قائمًا، كانت بلدان الشمال الأوروبي في حالة تأهب مستمر، ولكن عرفت أنه في حالة وقوع غزو فعلي، فلن تصمد أمام الدولة السوفيتية المتفوقة. منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، لم يعد هناك داع للقلق، لكن المناورات الروسية الأخيرة كانت بمثابة تذكير بالماضي.
كون روسيا تمثل أكبر تحدّ تجاه الوضع الأمني الأوروبي قد يكون حقيقة، ولكن هذا يثير بعض الأسئلة المهمة جدًّا. إذا كان هذا هو الحال، فلماذا يتم اعتبار المسلمين كتهديد أمنيّ أكبر بكثير؟ لماذا تجري مراقبة المسلمين ومطاردتهم خوفًا من التطرف، الذي يعتبر شماعةً لكل من يحمل الأفكار الإسلامية؟
من المستبعد جدًا أن الروس الذين يعيشون في أوروبا سيواجهون المعاملة نفسها التي يواجهها المسلمون اليوم والسبب بسيط للغاية؛ فإن روسيا، بالرغم من أنها تمثل تهديدًا أمنيًا، إلا أنها لم تعد تمثّل تهديدًا أيديولوجيًا، بعد أن تخلّـت عن الشيوعية واعتنقت الرأسمالية. أما المسلمون من ناحية أخرى، فإنهم وإن لم يشكلوا تهديدًا ماديًا، فهم يشكلون تهديدًا أيديولوجيًا والذي يعتبر أكثر خطرًا. إن الأمم التي تعتنق الأيديولوجية الرأسمالية قد تملك أهدافًا سياسيةً مختلفةً، والتي في بعض الأحيان قد تؤدي إلى النزاعات، ولكن في النهاية، أصلها هو نفسه والذي يضمن أساسًا متينًا للتنازلات والحلول. لكن الإسلام من ناحية أخرى هو مبدأ فريد يتحدى بشروط ومستويات مختلفة، والحل الوسط ليس أحد خياراته.
كل الدول لديها مصالح حيوية، تكون على استعداد للقتال من أجلها، ولكن يا لها من مفارقة أن "أندرس فوغ راسموسن"، الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي، يجب أن يتحدث عن الأمن! هو والعديد من بلدان الشمال الأوروبي، مسئولون عن إرهاب وقتل الملايين من المسلمين، بشكل مباشر أو غير مباشر، وقد تسببوا في انعدام الأمن في بلدانهم خلال الفظائع الجارية.
لحكام البلدان الإسلامية أيضًا مصالح، ولكن خلافًا للغرب، فإنها لا تندرج ضمن مصالح شعوبهم وبالتأكيد ليس ضمن مصالح الإسلام والمسلمين. لقد حان الوقت كي يرعى المسلمون شؤونهم السياسية الخاصة، على أساس الإسلام، وبالتالي رفض التدخل الأجنبي وتحقيق الأمن للمسلمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يونس كوك
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في اسكندنافيا