الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ألمانيا تعيد إغلاق الحدود في وجه اللاجئين

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


آلاف المشردين يملؤون قاعة الانتظار في محطة قطارات فينا، وذلك على إثر إغلاق ألمانيا الحدود مجددا في وجه المهاجرين. والنمسا ترد بالمثل فتغلق الحدود مع المجر وتستعين بالجيش لدحر اللاجئين. \"دي تسايت\"

\n

 

\n

التعليق:

\n


سرعان ما انكشفت اللعبة الخبيثة التي لعبتها الحكومة الألمانية في مشاعر المهاجرين، حيث استغلت ما بات يعرف بـ\"ميركل أمُّ المستضعفين\" في ترويج إعلامي يصرف الأنظار عن مسؤولية ألمانيا بل والغرب كافة عما يجري في سوريا. فبعد انتشار صورة الطفل \"آيلان\" تشجع بعض الناس الطيبين في ألمانيا ونجحوا في الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات إنسانية آنية وفتح الحدود أمام المهاجرين من أهل سوريا، ورافق هذا ضجة إعلامية متميزة، ظهرت فيها السيدة ميركل وحكومتها بل والشعب الألماني كله على أنه \"نصيرُ المستضعفين\". ولم تستمر هذه النشوة إلا أياما وجد الألمان أنفسهم مهددين بالانقراض والفقر وضياع الثقافة من جراء عبور مائة ألف مهاجر ضاقت بهم أرض ألمانيا بما رحبت!!

\n


في تقرير نشرته جريدة \"دي فلت\" حول تعداد السكان في ألمانيا وفراغ البيوت والشقق، جاء فيه أن هناك ما يصل إلى 14% من السكنات في مناطق متعددة - خارج المدن الرئيسة - فارغ وغير مأهول. وأن عدد سكان ألمانيا في تناقص مستمر قد يصل إلى 65 مليون في العقد القادم. وفي مقال نشرته جريدة \"البِلْد\" أنه يوجد في ألمانيا ما يقارب 720 ألف شقة فارغة، وخاصة في القرى والمناطق الريفية.

\n


الحكومة الألمانية سعت بكل جهد لاستقدام عائلات من أصول ألمانية كانوا في الاتحاد السوفييتي، في كازاخستان وطاجيكستان من الذين شتتهم ستالين بعد استيلائه على مناطقهم في شرق أوروبا بعد الحرب العالمية. استقطبوهم لأنهم أدركوا أن تعداد السكان في تراجع سيؤدي في القريب إلى انخفاض في السكان يهدد الاستقرار البشري والاقتصادي. ولكنهم واجهوا مشاكل مجتمعية عنيفة، وتحولت بعض المناطق إلى تجمعات سكانية \"للروس\" مما زاد من النعرة العرقية في صفوف النازيين والمتطرفين اليمينين. وكانت ألمانيا من قبل قد استقدمت العمال الأتراك في ستينات القرن الماضي للغرض نفسه وكأيدٍ عاملة رخيصة، ووقعت في الخطأ نفسه، لأن المجتمع الألماني غير مؤهل أصلا لقبول الأجانب.

\n


والآن وبعد أن أفاقت الحكومة على ردة الفعل التي لم يستح الساسة من إظهارها من مثل إعلان \"توماس دي ميزيير\" Thomas de Maizière وزير الداخلية الألماني عن إعادة إغلاق الحدود مع النمسا، بل والطلب من الدول الأوروبية الأخرى أن تحذو حذوها للحد من تدفق المهاجرين. يضاف إلى ذلك المناقشات المفتوحة في وسائل الإعلام عن قدرة ألمانيا على استيعاب المهاجرين والتي رافقتها النظرة إلى \"ديانة\" المهاجرين وأصولهم العرقية، وثقافتهم ومدى تأثيرهم في المستقبل القريب على التركيبة السكانية وديمغرافيا المجتمع. كل هذه مؤشرات فعلية على حقيقة المشاعر تجاه المهاجرين، ظهرت على السطح مباشرة رغم محاولات الإعلام الآن إخفاءها أو التلبيس عليها.

\n


نحن نعلم أن ألمانيا دولة رأسمالية، لا يوجد في أدبياتها السياسية ما يسمى قيمة إنسانية إلا بقدر ما تحقق هذه القيمة من مكاسب مادية أو معنوية كالشهرة والمكاسب السياسية. فمبدؤها يقوم على النفعية، ولا يمكن أن تنسلخ هذه النفعية عن المبدأ لأنه أساسها، إذا انتقضت، سقط المبدأ. ومن هنا نجد أنه بالرغم من قدرة ألمانيا من حيث المال والسكن والأراضي القابلة للاستصلاح، وكذلك بقية الدول الغربية، إلا أنها غير مستعدة لتقديم المساعدة إلا بالقدر الذي تراه مناسبا لها اقتصاديا أو ديمغرافيا.

\n


وكذلك بقية دول أوروبا التي تتباهى باستقبال الآلاف رغم مقدراتها فمنطلقهم واحد وهم على المبدأ العفن نفسه.

\n


إن إصرار الحكومات الغربية على إذلال المسلمين، والضغط عليهم للقبول بالحلول المطروحة أو ما دونها، هو السبب الرئيس في عدم قبول المهاجرين وزجرهم، وردهم إلى حدود المجر وإلى عرض البحر ليموتوا وليهلكوا ولا مدافع عنهم.

\n


نحن لا نستجدي هذه الحكومات أن تستقبل المهاجرين، بل نرى في ازدياد الهجرة مؤشرا خطرا على تفريغ البلاد من سكانها ليستفرد بها الشبيحة وعصابات الأسد. بل نضع المسؤولية التاريخية على عاتق هذه الحكومات وعلى مبدئها العفن الذي يساند هذا الجزار، ويستمر في دعمه بالسلاح والعتاد رغم ما يرونه من دمار وخراب وقتل وتشريد، حتى لم يبق في البلاد عباد، ولا أحجار ولا أشجار. وقد أبيدت عن بكرة أبيها بنيران مدافعهم ورصاصهم الذي يزودون به النظام في دمشق تحت سمع العالم وبصره بحجة محاربة الإرهاب الذي صنعوه بأنفسهم.

\n


نسأل الله أن يخلصنا من الأسد وعصاباته ومعاونيه وداعميه ومؤيديه، وأن يلهم أهلنا في سوريا الصبر والسداد، وأن يكون في عون المهاجرين في أصقاع الأرض.

\n


﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5]

\n

 

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة - ألمانيا

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع