الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الطاعة لا تجب إلا لخليفة يحكم المسلمين جميعا بالإسلام لا بأحكام الكفر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

الخبر:

\n


نقلت جريدة المصري اليوم الصادرة يوم الثلاثاء 2015/08/04م، عن الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، قولته إن من \"أطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي فقد أطاع الرسول، ومن عصاه فقد عصا النبي\" وكان قد صرح في حواره لبرنامج \"والله أعلم\" على قناة \"سي بي سي\"، مساء الأحد السابق: \"الرسول قال من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصا الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصا الأمير فقد عصاني، والأمير هو رأس الدولة، اللي هو اسمه دلوقتي الرئيس السيسي\".

\n

 

\n

 

\n

التعليق:

\n


قبل أن نخوض في استعراض ما قاله مفتي مصر الأسبق يجب أن نقرر حقيقة ثابتة وهي أن لكل حكم شرعي واقعاً معيناً يتعلق به، ومنها أحكام الإمارة ومتى تنعقد ولمن ومتى يطاع الأمير ومتى يعصى ومتى يحرم الخروج عليه ومتى يجب، ولا يجوز بحال من الأحوال إطلاق الأحكام في غير واقعها وموضعها، وقبل كل هذا حكم الدار التي يحكمها هذا الأمير هل هي في واقعها دار إسلام أم دار كفر؛ حيث لكل دار أحكامها التي تتعلق بها؛ فعندما نتكلم عن أحكام طاعة الأمير والأمير المتغلب وأحكام الخروج على الحاكم، يجب أن نعلم أولا أن هذه الأحكام هي من أحكام دار الإسلام وهي التي عرفت بأنها الدار التي تُحكم بأحكام الإسلام وأمانها بأمان الإسلام ولو كان غالب أهلها من غير المسلمين، ومعنى كونها تُحكم بأحكام الإسلام أي يطبق فيها الإسلام كاملا غير منقوص، ويحكمها حاكم واحد وصل للحكم ببيعة شرعية صحيحة، ورئاسته رئاسة عامة لجميع المسلمين، وفوق كل هذا أمانها داخليا وخارجيا بأمان الإسلام والمسلمين لا غيرهم، متى تحقق هذا الواقع وجدت دار الإسلام وكان لنا أن نقول إن أميرها واجب الطاعة لنصوص كثيرة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز عصيانه ظاهرا وباطنا إلا إذا أمر بمعصية أو أظهر الكفر البواح كما في حديث عبادة بن الصامت، فيما أخرجه الإمام البخاري وغيره، قال: عن جنادة بن أبي أمية قال: دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهان». بينما دار الكفر هي الدار التي يحكم فيها بأحكام الكفر وأمانها بغير أمان المسلمين ولو كان غالب أهلها من المسلمين، فالدار تعرف بالأمان والسلطان ولا علاقة لتعريفها وتوصيفها بحال أهلها ولا عقيدتهم، ولذلك نقول جازمين أن كل البلاد التي يسكنها المسلمون اليوم هي في واقعها دار كفر تحكمها أحكام الكفر وأمانها بأمان الكفر وأن هؤلاء الحكام القابعين على حكمها هم حكام ضرار مغتصبو سلطة لا يجوز الخروج عليهم لكون الخروج يكون على حاكم شرعي أصلا بل يجب خلعهم ونصب خليفة واحد للمسلمين عوضا عنهم جميعا. هذا هو الحكم الشرعي يا فضيلة الدكتور وله طريقة شرعية أيضا لتنفيذه والقيام به تبناها حزب التحرير باستنباط صحيح من استقراء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تغييره لواقع دار الكفر التي بعث فيها في مكة إلى أن تحول إلى دار الإسلام في المدينة، بدون أي عمل مادي أو كفاح مسلح إلى أن تسلم الحكم في المدينة ودخلها حاكما مطاعا، طريقة شرعية قام بها النبي وتبناها حزب التحرير ترتكز على إيجاد رأى عام على استئناف الحياة الإسلامية التي بدأها النبي، من خلال خلافة على منهاج النبوة مع استنصار أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة في الجيوش لتمكين المخلصين العاملين الواصلين ليلهم بنهارهم عملا دؤوبا مخلصا لها والذين يملكون منهجا واضحا لكيفية الحكم بالإسلام وجعله واقعا عمليا مطبقا.

\n


وكنا نتمنى من الدكتور وغيره من العلماء أن ينحازوا إلى جادة علمهم وألا يشتروا به ثمنا قليلا، كنا نتمنى أن نراهم مذكرين للأمة بواجبها نحو إقامتها خلافة على منهاج النبوة تطبق الإسلام في الداخل فترعى الناس وتؤمّنهم وتحفظ حقوقهم وكرامتهم وتحمل الإسلام إلى العالم بالدعوة والجهاد، هذا هو دوركم قبل غيركم ولن ينفعكم السادة والكبراء يوم تحشرون جميعا أمام قيوم السموات والأرض فتقولون ويقولون ويحشركم الله في زمرة واحدة إذا لم ترجعوا إليه تائبين قبل ألا تنفعكم معذرة أو توبة.

\n


ونقولها لفضيلة الدكتور ولغيره من العلماء ولو من باب المعذرة إلى الله مذكرين إياهم بقوله تعالى ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ إن بينكم وبين الله ميثاق بيان العلم فلا تكتمونه ولا تشتروا به ثمنا قليلا فبئس الرجل من باع دينه وآخرته بدنيا غيره ولن يغني عنكم هؤلاء الحكام شيئا أمام ملك الملوك وجبار السموات والأرض، ولن يمنع هذا كله وعد وعده الله وبشر به رسوله بعودة الخلافة من جديد وقريبا جدا فقد أظل زمانها وآن أوانها، وستحاسبكم على ممالأتكم للطغاة وشرعنة بطشهم بالأمة وأبنائها ولن ينفعكم الفرار يومئذ إن فررتم، إن موعدكم الصبح أليس الصبح بقريب.

\n


أما أنتم يا أهل الكنانة الكرام شعبا وجيشا فإنكم على موعد قريب مع تحقيق وعد الله وبشرى رسوله الكريم بخلافة ثانية على منهاج النبوة تحكم في الناس بسنة النبي، يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض، فلا يفوتنكم الركب ويمضي عنكم متحققا بدونكم وسواكم وانضموا إلى ركب الخير الذي سبقكم بنصرة العاملين المخلصين، ولا تكونوا في صفوف المصفقين للخلافة بعد إقامتها فلن يستوي العاملون لها مع المصفقين لها حال قيامها، إننا ندعوكم دعوة المحب الناصح الأمين الحريص على أن تنالوا الخير كل الخير فكونوا سباقين للخير وأنصارا لله ورسوله ودولته كأنصار الأمس أصحاب بيعة العقبة الثانية تفوزوا بعز الدنيا والآخرة.

\n


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله عبد الرحمن - ولاية مصر

\n

 

\n

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع