الخلافة هي القادر الوحيد على إنقاذ المسلمين المضطهدين بما في ذلك المسلمون الروهينجا بحشد جيشها العظيم ضد الظالمين! (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
وفقا لخبر نشرته صحيفة الغارديان يوم 20 أيار/مايو 2015، قالت فيه ماليزيا وإندونيسيا أنهما ستوفران مأوى لـ7000 لاجئ من المهاجرين غير الشرعيين الذين قذفهم البحر في قواربهم المتهالكة، لكنهما أوضحا أن المساعدة مؤقتة فحسب وأنهما لن يتخذا أي إجراءات أخرى. أكثر من 3000 نزلوا بشواطئ ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند إلى حد الآن، ودفع بلدي جنوب شرق آسيا عديدا من قوارب اللاجئين بعيدا رغم طلب الأمم المتحدة لها بإدخالهم أراضيهما. وفي حين أشار البيان الأخير إلى تغير نوعيّ في سياسة كل من إندونيسيا وماليزيا التي من شأنها أن تسمح للمهاجرين بدخول شواطئها وأكدتا أنه على المجتمع الدولي أيضا تحمل مسؤولية مساعدتهما على التعامل مع الأزمة.
\n
\n
التعليق:
\n
لم يتم التطرقّ إلى قضية اللاجئين من مسلمي الروهينجا الذين فروّا من الموت والاضطهاد الوحشي لحكومة ميانمار وقضية الأسباب الاقتصادية من بنغلادش، من قبل المجتمع الدولي إلا بعد حظر السلطات الماليزية والإندونيسية والتايلندية عدة زوارق مكتظة بمئات المهاجرين اللاجئين غير الشرعيين وتم دفعهم بالقوة مرة أخرى إلى أعماق المحيط، في حين أن هؤلاء الناس كانوا لا حول لهم ولا قوة وهم بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية. في وقت لاحق، وتحت ضغط دولي جلست هذه الدول من جنوب آسيا في الـ20 من أيار/مايو حيث وافقت على تقديم مساعدة مؤقتة لهؤلاء الناس مجهولي المصير. ورأى الكثيرون أن في ذلك بارقة أمل وخطوة إيجابية نحو حل هذه القضية ولكن إذا كان لنا أن نلقي نظرة فاحصة، فسوف نرى أن هذه المحادثات الجوفاء لن تثمر أي حل حقيقي للمسلمين الروهينجا. أولا هذه الدول تتحدث فقط عن توفير مأوى مؤقت للمهاجرين الروهينجا، ولا يزال السؤال هو ما سيكون مصير هؤلاء الذين لا دولة لهم بعد هذا الحل المؤقت؟ ثانيا، هذه الدول عرضت اللجوء لـ 7000 فقط من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر. وإلى جانب ذلك، فإن الآلاف من الروهينجا المسلمين يفرون بشكل مستمر من ميانمار بسبب الاضطهاد الذي يلقونه من قبل الإرهابيين البوذيين والذي تباركه هذه الدولة. ثالثا، هذه الأنظمة ليست معنية على الإطلاق بإيجاد حل جذري للمشكلة التي تتلخص في الاضطهاد الوحشي للمسلمين الروهينجا في بلادهم، أي يتم قتلهم بطريقة بشعة ويتم تعذيبهم واغتصابهم وطردهم من أراضيهم وانتزاع حقوقهم في الحصول على الجنسية وإجبارهم على العيش في أحياء قصديرية شبيهة بالسجون وعدم إعطائهم حقوقهم الأساسية كبشر وتصنيفهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين من قبل حكومة التمييز العنصري في ميانمار.
\n
في الواقع، إن المفاهيم الظالمة مثل \'القومية\'، \'الدول القومية\' تبقي على حكام صامتين أمام تعذيب لا يوصف واضطهاد عرقي لإخواننا وأخواتنا في بلاد أخرى مسلمة، وكذلك عدم السماح لهم باستقبال المسلمين المضطهدين في أراضيهم. فقد فشل هؤلاء الحكام الخونة الذين يدافعون بكل قوة عن راية القومية من خلال الحدود المصطنعة التي أنشأها أسيادهم الاستعماريون ورفض أن يرحب المسلمون بإخوانهم الفارين من جحيم الاضطهاد عندما يكونون في حاجة ماسة للحماية، وقد فشلوا في تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله».
\n
هذا المفهوم الفاسد للقومية كذلك يلغي الإنسانية من على وجه الأرض. المئات من الأمم في العالم لا زالوا يقفون وقفة المتفرج ويراقبون بصمت ويتركون الناس من حولهم يعانون بلا حول ولا قوة ويموتون في أعماق البحار من الجوع لمجرد أنهم من جنسيات مختلفة. هذا هو التناقض الحاد مع تاريخ الخلافة، حيث استجاب الخلفاء بشكل استباقي مع أي دعوة لإنقاذ حياة إنسان من الاضطهاد. في عام 1492، أرسل الخليفة العثماني بايزيد الثاني أسطولاً بحرياً كاملاً لإنقاذ 150 ألفاً من يهود إسبانيا خلال فترة محاكم التفتيش الإسبانية ورحب بهم ليستقروا في أرض الخلافة بصدر رحب وأذرع مفتوحة. ليس ذلك فحسب، ففي عام 1453 شجع السلطان العثماني العظيم محمد الثاني اليهود الذين تم طردهم من أوروبا بأكملها على الاستقرار في أراضي الدولة العثمانية وأصدر إعلانا لجميع اليهود قائلا: \"دعه يسكن في أفضل أرض، بالذهب وبالفضة، بالثروة والماشية. دعه يسكن في أفضل أرض يتاجر فيها ويتملّكها\". واليوم، في ظل غياب دولة الخلافة، يقوم الحكام المسلمون بدحر إخوانهم المسلمين، فيمنحونهم صفة لاجئين أو يغضون الطرف على مئات آلاف المسلمين المعذبين في جميع أنحاء العالم، فقط لأنهم من جنسيات مختلفة. لذلك، حان الوقت للمسلمين للتخلص من مفهوم النزعة القومية والقضاء على الحدود المصطنعة ونكون متحدين تحت ظل الخلافة، والتي سوف تنقذ المسلمين المضطهدين في كل ركن من أركان العالم وحشد جيشها العظيم ضد الظالمين.
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود
\n