الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق تفجير القطيف جريمة نكراء لا يقترفها مسلم ويطال وزرها نظام العمالة وفتاوى الفتنة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

 

\n

الخبر:

\n


تفجير بحزام ناسف في أحد مساجد القطيف واستشهاد عدد من المصلين (الحياة 2015/5/22)

\n


التعليق:

\n


لقد حرم الإسلام قتل النفس المعصومة أشد تحريم، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام: 151] وقال رسوله عليه الصلاة والسلام: «أكْبَرُ الْكَبَائِرِ الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَالَ: وَشَهَادَةُ الزُّورِ» رواه البخاري، ولقد علمنا الإسلام أنه يحرم قتل الكفار إلا في ساحة الحرب أو في حد من حدود الله، وأن قتل الكفار الآمنين في معابدهم محرم لطالما نهى عنه رسول الله وخلفاؤه الفقِهون من بعده، فإذا كان هذا الحال في الكفار، فكيف هو إذن بمن يقتل مسلما يشهد لله بالوحدانية ولمحمد عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وكيف هو الحال إذن بمن يقتل المسلمين في بيت من بيوت الله وهم يؤدون فرضا من فروض الله وشعيرة من شعائر دينه.

\n


هذا وإن النظام السعودي هو سبب رئيس من أسباب هذه الجرائم، ولقد كان له أكثر من مساهمة في مثل هذه الجريمة، أولها تآمره على دولة الخلافة وإعانته للكفار على هدمها الأمر الذي فتح الباب لكل مآسي المسلمين بعدها منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا، وآخرها غير الأخير تآمره على قتل المسلمين في اليمن، مرورا بفتحه بلاد الحرمين على مصراعيها لأعداء الإسلام الأمريكان والإنجليز يعيثون فيها فسادا كما شاؤوا، فيعلنون الحرب على المسلمين متى شاؤوا ويعلنون التفاوض على اقتسام ثروات المسلمين متى شاؤوا، ومرورا بمحاربتهم لكل من يدعو لتوحيد المسلمين في دولة خلافة حقيقية تقيم فيهم شرع الله، ومرورا بفضائيات أنفقوا عليها المليارات لتبث الفتنة الطائفية عدا عن الفتن الأخلاقية في بلاد المسلمين، ومرورا بقواعد عسكرية أمريكية انطلقت منها حمم الموت على أبناء العراق وغيره، ومرورا بشركات أمريكية وبريطانية تأكل الأخضر واليابس من خيرات بلاد المسلمين، ومرورا بقوانين وضعوها للتفريق بين المسلمين، وغيرها وغيرها من الخيانات والجرائم في حق المسلمين والتي كان لا بد أن تشكل ردود فعل تجاه خيانتهم وعمالتهم..

\n


وليتق الله مشايخ هذه البلاد، الذين وظفوا أنفسهم للإفتاء بما يريده آل سعود، فهم يفتون بوجوب القتل عندما يؤمرون وبحرمته عندما يؤمرون، وليعلموا أن فتاواهم كانت لها هي الأخرى أكثر من مساهمة في مثل هذه الجريمة، أولاها عندما شرعنوا أنظمة العمالة والخيانة التي قامت على أشلاء دولة الخلافة وألبسوها لباس ولي الأمر الذي يحرم التنفس في وجهه، وثانيها عندما سكتوا عن إقامة الخلافة الحقة ومبايعة ولي الأمر الحقيقي الذي يحكم المسلمين جميعا بشرع الله، وآخرها عندما أباحوا قتل المسلمين الشيعة في اليمن، مرورا بفتاوى الفتنة التي يطلقونها ليل نهار على فضائياتهم ووسائل تواصلهم، وغيرها من الفتاوى التضليلية والمواقف التخاذلية، والتي كان لا بد لها هي الأخرى من ردود فعل سواء ممن تشبع بأفكارهم الفاسدة أو ممن انحرف عن النهج القويم كرد فعل لما رأى من فسادهم، والغريب هنا أن منهم من يبيح القتل في بلد ما ويعتبره جهادا، ثم يستنكره في بلد آخر ويعتبر القتلى منهم شهداء، أوَما علم أن فتاواه كانت السبب في مثل هذه الجرائم التي يستنكرها، أوَما علم أن قتل المسلم بغير حق حرام في دين الله في كل مكان وزمان، فحسبنا الله ونعم الوكيل..

\n


إن هذا التفجير جريمة كبرى لا يقوم بها مسلم يفقه دينا أو يملك عقلا، ويكفي صاحبها ما جاءه في كتاب الله ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾، وإن نظام آل سعود والمشايخ الذي يفتونه في جرائمه وعمالته لشركاء في وزر هذه الجريمة، وإنه لن يوقف مثل هذه الجرائم إلا دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحمي المسلمين جميعا، وتطبق عليهم جميعا أحكام الإسلام الحق وتوجه سهامها تجاه الكيان الصهيوني ونحو من يحتل أراضيها وينتهك حرماتها وينهب خيراتها، وتوظف قواها لنشر الإسلام في ربوع العالم بدلا من قتل المسلمين والمسالمين، ونحن إذ نتذكر في هذه الأيام ذكرى هدمها الأليمة وما ترتب عليه من جرائم يومية في بلاد المسلمين وأنفسهم حتى يومنا هذا، لنسأل الله أن تكون عودتها المظفرة قريبةً بإذن الله، و﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾..

\n

 

\n

 

\n


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم - بلاد الحرمين الشريفين

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع