الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق قوة الحزب تكمن في قوة فكرته لا في كثرة أتباعه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

الخبر:

\n


أقسم نائب رئيس المؤتمر الوطني بروفيسور/ إبراهيم غندور، بأن المؤتمر الوطني أقوى حزب في أفريقيا والمنطقة العربية، وشدد غندور على أنه مطلوب منهم حماية أنفسهم، وقيادات الحزب والبلاد من فساد النفس، وشحها، وقال: \"مطلوب أن نقيم العدل بين الناس، لا نظلم أحداً، ومطلوب أن نسعى لخدمتهم ولا نتقاعس، ومطلوب أن نحمي أنفسنا، ونحمي بلادنا وإخواننا من فساد النفس وشح النفس، ونحمي بلادنا من كل طامع\"، كان هذا في مخاطبته احتفال النصر، الذي نظمه المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم. (صحيفة آخر لحظة الأحد 2015/04/26م). وفي إطار الاحتفال نفسه قال الدكتور عبد الرحمن الخضر - والي الخرطوم: \"إن المؤتمر الوطني حزب عملاق، ونحن عمالقة بأفكارنا وأعمالنا\".

\n

 

\n

التعليق:

\n


لقد ذكر البروفيسور/ إبراهيم غندور أن حزب المؤتمر الوطني أقوى حزب في أفريقيا والمنطقة العربية، وفي إشارة ضمنية حدد أسباب القوة (الحماية من الفساد)، و(نشر العدل )، و(خدمة الناس وحماية البلاد). وسنناقش في عجالة هذه النقاط على أرض الواقع، فقد ذكر مسألة الفساد في بداية حديثه، وذكرها مرة أخرى في نهاية الحديث، مما يؤكد أهميتها عنده، يقول تقرير لمنظمة الشفافية الدولية؛ إن السودان يسير نحو الانحدار في سلم الفساد.

\n


وفي العام 2012م احتل السودان المركز الرابع قبل الأخير، أما في العام 2014م، فقد صار السودان منافساً لأفغانستان والصومال على المركز الأخير.
لقد صار الفساد في السودان هو حديث العامة والخاصة؛ مما دفع بنائب رئيس المؤتمر الوطني نفسه، في مخاطبته لندوة وثيقة الإصلاح؛ التي أقامتها أمانة المرأة، طالب غندور الذين يطأطئون رؤوسهم من عضوية حزبه بسبب الحديث عن الفساد برفع رؤوسهم، قائلاً: \"ارفع رأسك، وقل أنا مؤتمر وطني في عين أي زول\"، والجدير بالذكر أن البرلمان قد رفض إسقاط المادة (13) من قانون الثراء الحرام؛ والتي تتحدث عن التحلل، واستخدمت فيها ما يسمى بقضية مكتب الوالي، والتي بموجبها تمت تبرئة المتهمين، مقابل إرجاع ما تبقى مما أخذوه من المال العام. فهي مادة تشجع على الفساد، وتقول اختلس، وإذا تم القبض عليك فتحلل.

\n


وأيضاً ذكر غندور (العدل بين الناس)، بوصفه أحد ركائز القوة. إن العدل معروف عند المسلمين بأنه تطبيق أحكام الإسلام، فهل طبق الإسلام في السودان؟! تحدث رئيس الجمهورية في القضارف عقب انفصال الجنوب، عن الشريعة التي سوف يطبقها لن تكون (مدغمسة)، في إشارة واضحة إلى أنه لم يكن يطبقها بطريقة صحيحة. وفي الدعاية الانتخابية الأخيرة قال أيضاً إنه سوف يطبق شريعة نظيفة، بل إن الحكومة التي تستند على حزب المؤتمر الوطني، قد أقرت بأنها كانت تحابي في الخدمة المدنية، وكان معيار الاختيار للخدمة هو الولاء للحزب، حيث ذكر الرئيس \"إن عهد التمكين والتسييس في الخدمة المدنية قد انتهى\"، أفَبعد هذا تتحدث عن العدل؟!.

\n


أما حماية البلاد من الخارج، ففي عام 2009م شن سلاح جو كيان يهود ثلاث غارات على السودان في الحدود مع مصر، وفي 2011/06/04م استهدفت سيارة (برادو) في مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر، أدت إلى سقوط قتيلين، وفي تشرين الأول/أكتوبر 2012م وجُهت ضربة عنيفة لمصنع اليرموك جنوب الخرطوم، وهذه الأيام يدور الحديث عن جسم غريب أو طائرة بدون طيار أو نحو ذلك، تم استهدافها من القاعدة الجوية في أم درمان، فهل هذه هي حماية البلاد من العدوان الخارجي؟!

\n


أما داخلياً، فحدث ولا حرج، فقد تم فصل ثلث السودان الغني بالثروات، لا بل وضعت بقية أقاليم السودان على حافة الانفصال، وبدل أن كانت الحرب تدور في حدود السودان الجنوبية فقط، صارت الحروب تستعر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وقد استهدفت مناطق في شمال كردفان، بل في 2008/05/10م وصلت قوات التمرد إلى قلب عاصمة البلاد، فأين حماية البلاد؟!

\n


إن الحزب لكي يكون قوياً، لا بد أن يكون قائماً على فكرة، وليس على شعارات، كما اتخذها المؤتمر الوطني في بداية عهد الإنقاذ، ثم ما لبث أن تخلى عنها، ففي الكلمة التي ألقاها علي عثمان محمد طه، النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية، وأحد القيادات البارزة في حزب المؤتمر الوطني، في منتدى الإسلام الذي أقيم في كوالالمبور للحركات الإسلامية، قال طه: \"إن شعار الإسلام هو الحل لم يحقق العدالة الاجتماعية، ولم يخلق برنامجاً للعدالة الاجتماعية، لأنه تعامل ببساطة مع قضايا المجتمع\".

\n


أما الدكتور أمين حسن عمر، والذي يعتبر من مفكري المؤتمر الوطني، والعضو البارز فيه، فقال لبرنامج (الميدان الشرقي) الذي تبثه فضائية أم درمان: \"إن حزبه لن يقاتل الناس في سبيل تطبيق الشريعة الإسلامية\".

\n


إن قوة الحزب تقتضي ألا يقوم الحزب على أشخاص ليكون حزباً وراثياً، يتوارث قيادته الأبناء عن الآباء، فما يلبث أن يموت المؤسس، فيتشظى الحزب إلى مجموعة أحزاب صغيرة لا تحرك ساكناً. ولا يكون الحزب مجرد مسمى فينتهي بنهاية النظام الذي أوجده كالحزب الاشتراكي السوداني الذي انتهى بسقوط نميري، أو التجمع الدستوري الديمقراطي في تونس الذي انتهى بفرار ابن علي، أو الحزب الوطني الديمقراطي في مصر حيث سقط بسقوط مبارك.. وغيرها من الأحزاب. ولا يقوم الحزب على تقاسم المصالح والمنافع، فيتناحر أعضاؤه إذا تعارضت المصالح.

\n


يجب أن يقوم الحزب على فكرة شاملة لها حلول لكافة قضايا الحياة، على أساس عقيدة ثابتة، ويكون الحزب أكثر قوة إذا كانت العقيدة صحيحة من فوق سبع سماوات، والتي تحملها الأمة. هذا هو الحزب الذي أمر الله سبحانه المسلمين بإيجاده والانضمام تحت لوائه، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

\n

 

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس/ حسب الله النور

\n

 

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع