الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مجزرة أنديجان وغياب العدل!‏ ‏(مترجم)‏

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\n

الخبر:‏

\n


غدًا، 13 أيار/مايو 2015 يصادف الذكرى العاشرة للمجزرة المروعة في مدينة أنديجان فقد تم ذبح ‏الآلاف من العزل، رجالًا ونساءً وأطفالاً تجمعوا للاحتجاج على السياسات القمعية للنظام الأوزبكي بدم ‏بارد، من قبل قوات الأمن على طريقة سفاح طشقند الرئيس كريموف. أطلق مسلحو الحكومة النار بشكل ‏عشوائي وبلا رحمة على المتظاهرين في ذلك اليوم، لم يفرقوا بين الرجال والنساء، الصغار والكبار، حتى ‏إنهم قاموا بقتل الجرحى. وقال \"مقدّوس\" شاهد عيان على المجزرة لمعهد صحافة الحرب والسلام \"... ‏أطلقوا النار وقتلوا الجرحى... في حضوري، أطلقوا النار على امرأة وطفلين صغيرين\". وفي أعقاب هذه ‏المذبحة، منع كريموف أي تحقيق في هذه الأحداث الدموية، ليس هذا فقط بل واصل حملته في الأشهر ‏والسنوات التي تلت ذلك، فواصل المضايقات والاحتجاز والتعذيب لأي متظاهر أو شاهد عيان على ‏المذبحة من أجل انتزاع اعترافات كاذبة عما شاهدوه ذلك اليوم. كما كان هناك أيضًا حملة على المدافعين ‏عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين، والصحفيين المستقلين في البلاد، لمنع أي تحقيق أو إبلاغ عن ‏هذه الجريمة الوحشية.‏

\n

 

\n

 

\n

التعليق:‏

\n


في الأسبوع الماضي، نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش شريط فيديو جديد بعنوان \"أوزبيكستان: ‏عقد من الإفلات من العقاب على المذبحة\" نشر فيه كيف أنه على مدى السنوات العشر الماضية، لم يواجه ‏كريموف أو أي من أعوانه العدالة من أجل الجريمة التي اقترفوها في أنديجان، ولا من أجل مواصلتهم ‏للقمع الوحشي والمتواصل لمسلمي أوزبيكستان. وناقش الفيديو كيف أن الحكومات الغربية قد فشلت ‏لأكثر من عقد من الزمن في استخدام نفوذها السياسي لمحاسبة النظام الأوزبيكي، مرددًا الكلمات الواردة ‏في تقرير المنظمة لعام 2005، \"لدفن الحقيقة: أوزبيكستان تعيد كتابة قصة مذبحة أنديجان\" حيث ذكر \".. ‏أصبح من المرجح بشكل متزايد أن القوات الحكومية لن تخضع للمساءلة أبدًا عن أحداث 13 أيار/مايو.. ‏في الواقع في وجه التحدّي القائم من الحكومة الأوزبيكية، فإن كلًا من الولايات المتحدة ودول أوروبا قد ‏تراجعوا تمامًا عن تنفيذ أي إجراءات أكثر قوة لمحاسبة الحكومة الأوزبيكية على مسؤوليتها في خسائر ‏الأرواح\".‏

\n


كيف يمكن أن يدوم ذلك لمدة عشرة أعوام كاملة، وأولئك الذين تقطر أيديهم دمًا بما اقترفوه في حق ‏الأبرياء من المسلمين رجالًا ونساءً وأطفالًا، بدون حساب ولا عقاب؟ كيف يمكن أن يؤدي هذا القاتل ‏كريموف اليمين الدستورية مرة أخرى الشهر الفائت ليواصل بلا هوادة ولا عقاب حملته الحاقدة لاضطهاد ‏وتعذيب ما تبقى من الناجين من هذه المجزرة وأسر الضحايا الذين قتلوا، وغيرهم ممن يعارضون حكمه ‏القمعي؟ في الواقع، في ظل النظام العالمي اليوم، حيث تخضع العدالة في كثير من الأحيان لمصالح ‏سياسية واقتصادية راسخة من الدول الرأسمالية الغربية والشرقية المهيمنة وهذا ليس مستغربًا. وعلى ‏الرغم من وجود معرفة كاملة بجرائم كريموف، عمقت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ‏علاقتها مع هذا السفاح من أجل منافع مادية، ولأن النظام لعب دورًا حاسمًا كشريك استراتيجي في الحرب ‏على الإرهاب \"ضد الإسلام والمسلمين\" عام 2007 تراجع الاتحاد الأوروبي عن دعوته إلى إجراء تحقيق ‏دولي في مجزرة أنديجان ودعا إلى خفض العقوبات على البلاد، وفي عام 2009 رفع العقوبات جميعًا، ‏بما في ذلك إزالة الحظر المفروض على ترسانة أسلحتها.‏

\n


في شهر آذار/مارس من هذا العام، وقّعت ألمانيا اتفاقية للتجارة مع النظام الأوزبيكي بقيمة 8,2 ‏مليار يورو. كما وفر الكرملين المليارات من المساعدات العسكرية لكريموف وغيره من دول آسيا ‏الوسطى لسنوات. وفي كانون الثاني/يناير، أعلنت الولايات المتحدة أن أوزبيكستان ستحصل على أكثر ‏من 300 مركبة مدرعة مضادة للألغام و20 مركبة إسعاف مدرعة.‏

\n


في الواقع، في ظل الرأسمالية المهيمنة على العالم حاليًا، فإن \"العدل\" هو مصطلح وإن ملأ خطب ‏السياسيين فإنه صعب المنال خاصةً بالنسبة إلى المسلمين ضحايا جرائم ثابتة ومجازر عديدة في ‏سربرنيتشا، وغزة، وميدان رابعة العدوية، وبورما، وسوريا والعراق، وأفغانستان، وأفريقيا الوسطى، ‏والتي لم يواجه فيها الجناة سواء أكانوا أفرادًا أم حكومات، أي عقوبة على جرائمهم. إن الاعتماد على ‏الحكومات الغربية والمجتمع الدولي (الذي يصل ضميره إلى ما يصل الدولار) من أجل ضمان المساءلة ‏عن مثل هذه الجرائم، لن يجدي نفعًا. في الواقع، أصبحت المحكمة الجنائية الدولية مقبرة لمن ينشدون ‏تحقيق العدالة فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبت ضدهم وضد أُسرهم. وبالتالي، في ظل النظام ‏الرأسمالي العالمي الحالي، حيث تغيب المواقف المبدئية والعدالة، حيث يقع تداول النفس البشرية بين ‏الدول مثل السلعة مقابل خدمات ومنافع، لا يمكن لهؤلاء الحكام والأنظمة الذين ارتكبوا جرائم قتل وقمع ‏أن يحاسبوا وستبقى مساءلتهم حلمًا بعيد المنال لضحايا هذه الجرائم. هذا بغض النظر عن بعض الجهود ‏من قبل منظمات حقوق الإنسان.‏

\n


لن تتحقق العدالة ولن تتم محاسبة مرتكبي مذبحة أنديجان وغيرها من المذابح التي ارتكبت بحق ‏المسلمين، إلا من خلال إقامة خلافة على منهاج النبوة. فهذه هي الدولة القادرة على تحقيق العدل وحفظ ‏النفس البشرية. وعلاوةً على ذلك، لا يمكن أن تتنازل عن مبدئها وقيمها ولو بأموال الدنيا. هذا لأنه نظام ‏قائم على قوانين ربانية، وبالتالي فهي ترعى كرامة الإنسان ورفاهيته واحتياجاته البشرية، فضلًا عن ‏مصالح الإسلام والمسلمين. فبإنشاء هذه الدولة فقط ستتم محاسبة كريموف وجميع الحكام الطغاة أمثاله ‏الذين ظلموا وسفكوا دماء المؤمنين الزكية الطاهرة، وسيواجهون أشد العقاب لقاء جرائمهم الوحشية.‏

\n


‏﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ ۥۤ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ فِى ٱلۡأَذَلِّينَ * ڪَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغۡلِبَنَّ أَنَا۟ وَرُسُلِىٓ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ۬﴾ ‏‏[المجادلة: 20-21]‏

\n

 

\n

 

\n

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتورة نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

\n

 

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع