خبر وتعليق التدخل الغربي في اليمن والتغيير الدائم (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
\n
الخبر:
\n
طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة بنشر قوات برية أجنبية لصدّ المتمردين الحوثيين، وتحديدا في عدن وتعز، وقد ناشد ممثل اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة (خالد اليماني) الأممَ المتحدة حيث قال: \"نحن نحثّ المجتمع الدولي على التدخل بسرعة عن طريق القوات البرية لإنقاذ اليمن، وخاصة عدن وتعز\".
\n
التعليق:
\n
بعد القصف الجوي لليمن، حان الآن دور الغزو البري، فقد فشلت قوات التحالف التي تقودها السعودية والتي تعمل تحت وصاية أمريكا فشلا ذريعا في وقف زحف الحوثيين وحلفائهم. والأسوأ بالنسبة للنظام السعودي هو القتال في اليمن، والذي وصل الآن إلى المدن الحدودية السعودية، من نجران وقرية في منطقة جيزان.
\n
\n
في البداية تم تسويق استهداف التحالف لمواقع الحوثيين في اليمن على أنه لدحر الحوثيين وإعادة حكم هادي، ومع ذلك فإن واقع الحال الذي تواجهه الرياض اليوم هو توسع رقعة الحرب لتشمل شبه الجزيرة بأكملها. وبعد أن تفاقمت المشكلة، فإن عملاء السعودية في اليمن يدفعون بها الآن لخوض حرب برية مع دولة أهلها مدججون بالسلاح، ما يمكن أن يشكل تحديا كبيرا.
\n
لقد أثار القصف الجوي والبري الحل السياسي، لوضع خطة سياسية شاملة تعالج الأسباب الجذرية للمشكلة اليمنية، والخطط الوحيدة المطروحة هي إما استعادة هادي للحكم - وهو الآن بعيد المنال -، أو تقسيم اليمن - وهو ما ينادي به البعض -، وكلا الخيارين تلاعب من القوى الأجنبية بمستقبل اليمن، وهذا يبدد مزاعم أن هذه الحرب بالوكالة هي بين السنة والشيعة (السعودية وإيران)، فالحقيقة هي أن كلاً من السعودية وإيران مجرد بيادق على رقعة الشطرنج (الشرق الأوسط)، واللاعبان الحقيقيان هما أمريكا وأوروبا، فهما من يقرران مصير البلاد الإسلامية في المنطقة.
\n
على الرغم من التدخل المتكرر وتطفل القوى الغربية في شئون البلدان الإسلامية، فإن قادة العالم الإسلامي يواصلون توفير الفرص لها لتعزيز قبضتها، فطلب القادة العملاء من الغرب التدخل في اليمن بقوات برية هو جنون مطبق، فالأمم المتحدة هي أداة استعمارية، وهي عازمة على الحفاظ على النظام السياسي القائم وترسيخ هيمنة الغربيين، وما علينا إلا أن ننظر إلى العراق وأفغانستان لنرى بوضوح حجم الضرر الشديد الذي قامت به الأمم المتحدة في تلك البلاد.
\n
لقد آن الأوان لأن يقوم المسلمون بمسئوليتهم في العمل لاستعادة النظام الإسلامي، المتمثل بتطبيق الإسلام في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة، فهو النظام الذي سيعطي المسلمين الاستقلال الحقيقي، ويعيد لهم كرامتهم، ولكن الحركة الأولى في هذه العملية هي لجموع المسلمين، من أجل التعبئة للتغيير بدلا من البقاء على الجمود السياسي، بينما يقوم قادتهم بتنفيذ الخطط الغربية.
\n
ترجو النجاةَ ولم تسلكْ مسالكها * * * إنَّ السفينة لا تجري على اليَبَسِ
\n
قال الله سبحانه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي