خبر وتعليق "أبت المهازل أن تفارق أهلها..." اليوم: علم تونس يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
\n
الخبر:
\n
أشرفت اليوم مؤسسة خاصة برعاية وزارة السياحة والصناعات التقليدية بإنجاز أكبر \"علم\" تحقق به تونس رقما قياسيا لموسوعة غينيس وتمت الاحتفالية في إحدى مدن الجنوب التونسي بـ\"عنق الجمل\" معتمدية نفطة ولاية توزر بحضور وفود إعلامية محلية ومحطات تلفزيونية عالمية وقد تم عرض \"العلم العملاق\" على أنغام النشيد الوطني الرسمي وبحضور تشكيلات من الجيش والأمن.. لتكون رسالة إلى كل العالم بأن تونس بلد السلام وجهة السياح من كل مكان..
\n
التعليق:
\n
تواصل مؤسسات النظام الرأسمالي في بلاد المسلمين تعليق آمال شعوبها بزجّها في متاهات التظاهرات والاحتفالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع فترة بعد فترة تداري بها عجزها عن إشباع الحاجات الأساسية للناس. وها هي اليوم تتمادى في خداع عقولنا بهذا الحدث الذي حسبه وجهاء ومثقفو هذا البلد حدثا عظيما تذكر به تونس في الريادة. وقد كان هذا الاقتراح المتمثل في صناعة علم عملاق خصصت له من ميزانية الشعب ليكون بدوره رمزا مشعا في كتاب غينيس للأرقام القياسية علّه يحرّك عجلة الدينار السياحي في بلادنا.. فكان هذا المقترح المقرر لمشروع تنمية شاملة بالمناطق الداخلية...
\n
\"تنمية\" ببضعة أمتار من القماش علم ونشيد وطني وكأننا اليوم لا نعيش أزمة معيشية خانقة.. وكأننا لا نعاني غلاء أسعار ولا من رعاية صحية متدنية ولا بطالة ولا تعليم فاسد ولا أي مما يجدر بساسة هذا البلد طرحه على طاولة المداولات..
\n
إن ما تطرحه وزيرة السياحة وما تواريه مثل هذه الأعمال لهو الفشل عينه في البرامج والآليات والأساليب المحدثة، وهو ببساطة عبارة عن صورة مبهرجة خالية من أي عمل سياسي جدي...
\n
فمن خلال هذه الأعمال يتضح العجز والغياب الواضح لاستراتيجية عمل وتصورات تضمن أداء المهام الموكولة لهؤلاء الساسة على الوجه الذي يحقق النجاح والتقدم، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن في هذه الأعمال دلالة واضحة على عدم التزام السياسيين حتى بوعودهم التي أوهموا الناس بها، وإن كنا نقر بعدم صحتها في معالجة الواقع إلا أنها غائبة حتى عن التطبيق. وهكذا نرى عدة مفارقات عجيبة في العمل السياسي في البلاد فلا أفكار تعالج حقيقة المشكلة الاقتصادية ولا نزاهة في الطرح ولا وفاء بالوعود، بل زد على ذلك استهتاراً واستهزاء بمشاعر الشعب وآلامه التي أصبحت تواجه بطريقة أقرب إلى السخرية من أي شي آخر، فهؤلاء السياسيون هم آخر من يستحق أن يتحمل الأمانة ويتقلد المناصب.
\n
فهل هذا حقا مكتسب تذكر به هذه المرحلة الجادة لتونس ما بعد الثورة؟
\n
هكذا تكون رعاية شؤون العباد في بلاد تزخر بالثروات وتنبض بالخيرات وتتكالب عليها المطامع من هنا وهناك تحت مسميات عدة، إنهم اليوم بزعمهم يحاربون \"الإرهاب\" بالرقص والمجون والتظاهرات المستلهمة من أفكار منحطة لا ترتقي بالإنسان ولا تنهض به.. فالمسلم يبتغي العيش بأنظمة توافق فطرته وتحقق له العيش القويم... يستقي أحكامه وآراءه مما انبثق عن عقيدته الإسلامية؛ فهو لا يرى في هذا \"العلم\" ما يمثل عقيدته ولا ما يكنّه الناس في صدورهم وما يؤمنون به.. فماذا قدم هذا النظام الذي لا يعترف إلا بهذا العلم رمزا يمثل البلد وأهله وفي واقع الأمر ما هو إلا شاهدٌ على الاستعمار وتداعياته...
\n
فليعلم المستعمر وكل من والاه من سياسيين وإعلاميين وغيرهم أن الناس قد طرحوا أعلام سايكس بيكو أرضا ورفعوا راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، راية المجد والعزة التي امتدت على الحصون العالية شاهدة على خير زمان للمسلمين.
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إيناس حمدي باشا - تونس