الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق لن تستقر مصر ولا المشرق كله بالتبعية للغرب ومعوناته وإنما استقرارها بخلافة على منهاج النبوة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:‏

\n

نقلت جريدة اليوم السابع الصادرة الاثنين 4 أيار/مايو 2015م، استقبال الرئيس المصري لوفد من أعضاء ‏الكونجرس الأمريكي برئاسة ديفين نونيز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، وتصريح ‏المتحدث باسم الرئاسة حول ترحيب الرئيس بوفد الكونجرس الذي يعكس عمق العلاقة الاستراتيجية التي تربط ‏بين البلدين، كما نقلت عن رئيس الوفد أنه أعرب عن سعادته باستئناف المساعدات العسكرية لمصر، وعودة ‏علاقة الشراكة بين البلدين، وذكرت دعوة الرئيس المصري للدول الصديقة وعلى رأسها أمريكا لدعم مصر ‏سياسيا واقتصاديا وأمنيا لما في ذلك من ضمانة لاستقرار الشرق الأوسط، وما أكده من ضرورة تعامل المجتمع ‏الدولي مع ظاهرة الإرهاب بمنظور شامل لا يعتمد على الحلول الأمنية فقط، ثم نقلت أخيرا ما أكده أعضاء الوفد ‏أن مصر تعد حجر الزاوية وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط، وأنهم سيستمرون في دعم مصر داخل ‏الكونجرس الأمريكي وتقديم كل المساهمات الممكنة، بما فى ذلك على الصعيد العسكري، لمساندة مصر فى ‏حربها ضد الإرهاب، سواء في سيناء أو لتأمين الأخطار التي تهدد أمن مصر القومي على حدودها الغربية‎.‎

\n

 

\n

التعليق:‏

\n


قد يرى البعض في مصر بلدا فقيرا محتاجا يقتات على معونة أمريكا والغرب، دون نظر دقيق لما تحويه ‏من خيرات وما تملكه من موارد ومقومات تضعها في مصاف الدول الكبرى إن لم تكن الدولة الأولى، الأمر ‏الذي جعل منها مطمعا لكل طامع، وقديما قالوا من يملك مصر يملك العالم، وهذا عين ما يدركه ساسة أمريكا ‏الآن ويعملون على ترسيخه وبقائه واستمراره، فربطوا النخب السياسية والعسكرية ورجال المال والأعمال في ‏مصر بهم ربطا كاملا، فلا يصل إلى قيادة الأفرع إلا من درس في كلية الحرب الأمريكية وحاز الرضا والقبول ‏من البيت الأبيض، ولعل هذا قد ظهر جليا حينما قَدَم طنطاوي السيسي للسفيرة الأمريكية كوزير الدفاع القادم ‏لمصر، وهو نفسه ما عبر عنه تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي السابق عندما صرح أمام الكونجرس قائلا: ‏‏(إن استثماراتنا فى الشرق تنتج رؤساء ووزراء دفاع)، وهذا يحيلنا إلى الغاية من تلك المساعدات وكنهها، فهي ‏استثمارات تمنحهم تواصلا عن قرب مع قادة الجيوش ومعرفة تسليحهم وتمكنهم من التأثير فيهم وتغيير ‏عقيدتهم القتالية، وهذا بعض ما نراه الآن واقعا حيث صار عدو الأمة جارا نحترمه ونحفظ أمنه، وهو عين ما ‏قاله الرئيس السيسي عندما قال في أحد لقاءاته: (لن نسمح بأن تصبح سيناء مصدر تهديد لدولة جارة أو أن تهدد ‏أمن إسرائيل)، وهو ما عبر عنه أحد العسكريين المتقاعدين في اتصال على أحد برامج التوك شو قائلا: (إن ‏مهمة الجيش المصري هي حفظ أمن إسرائيل).‏

\n


هذا ما جعل السلاح والمعدات التي يدفع ثمنها أهل مصر من أقواتهم توجه نحو صدورهم حاصدة ‏أرواحهم، مسيلة لدمائهم عوضا عن توجيهها نحو كيان يهود عدو الأمة وعدوهم، فرأينا تهجير أهالي سيناء ‏وتدمير بيوتهم وحصار أهل غزة، فهل تحتاج مصر إلى هذه المعونات؟! إن مصر الكنانة بواقعها وموقعها وما ‏حباها الله به من ثروات ظاهرة وباطنة ليست غنية فحسب، بل مؤهلة فعلا لأن تكون دولة عظمى إن لم تكن ‏الدولة الأولى في العالم، واستعراض ثرواتها لا يتسع المجال هنا لذكره؛ ويكفينا أن نقول أنه أضعاف أضعاف ‏موارد دولة كبريطانيا العظمى مثلا، فمن مناجم الذهب إلى الغاز والنفط وحتى رمال الصحراء، ناهيك عن ‏الطاقة البشرية الهائلة غير المستغلة، فماذا تحتاج مصر الآن حتى يصلح حالها ويعالج مشكلاتها وحتى تستقر ‏ويستقر معها الشرق الأوسط بل والعالم كله؟!‏
إن مصر لا تحتاج إلى معونات أو قروض ترهنها للرأسمالية العفنة الجشعة، وإنما تحتاج إلى خلافة على ‏منهاج النبوة تنهي تبعيتها للغرب وتقطع أياديه التي تعبث بمقدراتها، فتعيد إليها خيراتها وثرواتها وتمكنها من ‏الانتفاع بها، وتعيد توزيع الثروة توزيعا صحيحا على أساس الإسلام، وتعيد تقسيم الملكيات تقسيما صحيحا ‏يحفظ حقوق الناس وملكياتهم وتقضي على الفقر قضاء تاما، لأنها تنظر إلى الفقر نظرة صحيحة بينها الشرع ‏وعالجها علاجا صحيحا.‏

\n


نعم إن مصر هي حجر الزاوية لاستقرار المنطقة كلها ولكن كيف تستقر مصر والمنطقة؟! وما الذي يحفظ ‏أمن مصر والمنطقة بل والعالم أجمع؟! إن الرأسمالية التي حكمت مصر والعالم لعقود من الزمن عجزت عن ‏توفير أي قدر من الأمن والاستقرار ولم تعالج أياً من مشكلات الناس، بل رسختها وأوجدت المزيد منها، وما ‏تفشي الفقر والقتل والمجازر على أيدي الرأسماليين منكم ببعيد، فضلا عن الخمور والمخدرات وكل الموبقات، ‏مما يثبت بما لا يدع مجالا للشك حاجة مصر والدنيا كلها إلى نظام من عند حكيم خبير، قادر على علاج كل ‏مشكلات البشر، وكفيل بإيجاد الأمن والاستقرار لمصر وغيرها.‏

\n


وكون مصر حجر الزاوية وبيضة القبان في تلكم المعادلة يكمن في توسطها بين الشرق والغرب وتملكها ‏لأهم ممر مائي ومعبر للسفن يربط الشرق بالغرب، وتميز موقعها الذي يجعل منها ملتقى خطوط التجارة ‏والمواصلات في العالم كله، فضلا عما تتمتع به من موارد ومقومات تكفيها الحاجة إلى غيرها وتجعل الجميع ‏محتاجاً لها، لهذا كان لها تأثيرٌ فاعل في الصراعات الدولية، وصار من يملكها هو المؤثر في هذه الصراعات، ‏ومن هنا يأتي حرص أمريكا على ربط حكام مصر بها بشكل قوي يمنعها من الانعتاق ويبقي على تبعيتها وهذا ‏ما عبر عنه وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي بأن (العلاقة بين مصر وأمريكا هي زواج كاثوليكي)، في ‏تناغم مع ما صرح به الرئيس المصري لاحقا (إن مصر لن تدير ظهرها لأمريكا)، في إقرار واضح بالتبعية ‏والعمالة والحرص على بقاء التبعية ولو تطلب الأمر إبادة شعب بكامله وإعلان حرب على دينه. ‏

\n


فأين أهل مصر الكنانة شعبا وجيشا من كل هذا، وعلام صبرهم وقد وصل الحال إلى ما هو عليه من ‏تهميش وتجهيل وإفقار وتجويع ناتج عن الرأسمالية والتبعية ومصحوب بالمعونة المخزية التي تحافظ على تلك ‏التبعية.‏

\n


يا أهل الكنانة: يا من قهرتم الصليبيين والتتار وكنتم درع الأمة الحامي لعقود طويلة من الزمن، يا أحفاد ‏عمرو بن العاص وصلاح الدين وقطز وبيبرس، هؤلاء العظام الذين تكسرت تحت سنابك خيلهم جحافل أعداء ‏الأمة، إنكم على ثغر عظيم من ثغور هذه الأمة وبيدكم تستطيعون نصرها ونصرتها، فانفضوا أيديكم من كل ‏خائن عميل تابع لأمريكا، وضعوها في يد المخلصين من أبناء الأمة القادرين على تحكيم الإسلام كاملا في دولة ‏الخلافة على منهاج النبوة، جددوا عهدكم وكونوا أنصار الله ورسوله وحملة دعوته ليعود مجد مصر والأمة كلها ‏ويعم الخير العالم أجمع، فيستظل الناس بعدل الإسلام ويرونه واقعا عمليا مطبقا، واعلموا أنه والله عز الدنيا ‏والآخرة وأن ما دونه خزي الدنيا والآخرة.‏

\n


يا أهل الكنانة الكرام إن خيركم وعزكم في امتناعكم عن معونة الغرب ومساعداته وإقامة خلافة على منهاج ‏النبوة تصلح اعوجاجكم وتعيد ضبط منهاج حياتكم بوحي الله، فتنعمون والعالم معكم بالأمن والاستقرار الحقيقي ‏البعيد عن أوهام الغرب ورأسماليته، فبادروا إليها قبل غيركم وارفعوا راية رسول الله ‏‏ التي ارتضاها لكم ‏تفوزوا بعز الدنيا وشرفها ورضا الله والكرامة في الآخرة.‏
‏﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾‏

\n

 

\n


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد فضل
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

\n

 

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع