خبر وتعليق الحرية سمّ ليس له ترياق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
أوردت صحيفة لوفيغارو خبرًا مفاده بأن الحكومة الفرنسية عرضت يوم الاثنين 4 أيار/مايو 2015 مشروعَ قانون لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال \"البيدوفيليا\" في المدارس بعد شهر ونصف من مأساة \"فيل فونتان\" الفرنسية. هذا وقد وُجّهت 55 خمسٌ وخمسونَ شكوى ضد مدير مدرسة تحديدًا في إقليم \"إزار\" حيث قام بالتعدي جنسيًا على أطفال قصّر لم يتعدوا سن الخامسةَ عشرةْ. وبعد فصله في أواخر آذار/مارس، تم توقيف أستاذ آخر بنفس التهمة في أكاديمية \"رين\" ويقضي هذا القانون الذي سيصدر ابتداء من شهر حزيران/جوان بإجبارية إطلاع وزارةِ العدلِ وزارةَ التريبةِ بجميع الاتهامات التي تصدر في حق الموظفين فيما يتعلق بالانتهاكات الجنسية للأطفال القصر.
\n
\n
التعليق:
\n
يقول الفيلسوف الإنجليزي \"جون لوك\": \"فإننا نسمي كلّ ما يوجد فينا اللَّذة خيرًا، وعلى خلاف ذلك نسمي كلّ ما يوجد فينا الألم شرًا\" وهو يؤيد في ذلك مقولات العديد من فلاسفة التنوير أمثال \"جان جاك روسو\" التي تعتبر أن العقل البشري قادر على الحكم على الأفعال بأنها خير أم شرّ. وعلى هذا الأساس فإننا نندهش من زعزعة هذه الحادثة للمجتمع في فرنسا الذي يقرّ بأهلية العقل البشري على الحكم على الأمور ولا يعترف بقصوره متجاهلًا بذلك محدوديتَه وتفاوتَه واختلافَه من شخص إلى آخر. فهذا المدير قد رأى مواقعتَه للأطفال فعلًا حميدًا لأنها تحققت عنده اللذةُ ولكن يرى أهل الطفل أن نفس الفعل هو شرّ لأنه سبّب صدمةً وألمًا للطفل وبالتالي حُكم على الفعل ذاته، في بلد الحريات، بأنه مذموم وحميد في نفس الآن.
\n
هذه المفارقات والأمراض التي شاعت في المجتمعات الغربية وتفاقمت بصورة متسارعة يأبى إعلامنا أن ينقلهَا وإن تحدث عنها فإنه النزر اليسير. إن القلب ليحزن أن يرى تهافت وسائل الإعلام الغربية على تضخيم كل ما يتعلق بالمسلمين لتشويه الإسلام في حين أن إعلامنا يحاول جاهدًا تلميع صورة الغرب وترسيخَ فكرة التميز الأخلاقي للمجتمعات الغربية للاحتفاظ بها نموذجًا وكأنه برٌّ بأم عاقّة.
\n
إن نفس النظام الرأسمالي - بحرياته المسمومة - الذي صدّره لنا الغرب على أنه طوق النجاة يضيّق الخناق اليوم على معتنقيه، فلم يعد الأهل يأمنون على أطفالهم من الاعتداءات الجنسية في المدارس والنوادي الرياضية ومراكز ترفيه الأطفال كما شهد الغرب مسيرات تندد بهذه الأفعال الشنيعة... يحدث هذا في الغرب بينما تتواصل الوفود الغربية لكي تعقد الورش والمؤتمراتِ وتثقف المسلمين حول حماية الطفل وتندد بزواج القاصرات!
\n
إن فاقد الشيء لا يعطيه... فلسنا بحاجة إلى تجارب الغرب التربوية ولا إلى مناهجهم فقد حدّد الإسلام المنهج القويم والدقيق الذي يغطي كل المراحل العمرية للإنسان ولنا في الشريعة الإسلامية عين لا تنضب من الإرشادات والتوجيهات التي تخرج شخصياتٍ إسلاميةً متوازنة لا يُخاف عليها الشذوذ والانحراف.
\n
﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾
\n
\n
\n
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش