الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق في ظل الاستعمار، الحديث عن السلام ليس سوى خرافة براقة (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

\n


في اجتماع عقد في الدوحة يومي الثاني والثالث من أيار/مايو ناقش ممثلون من المجلس السلمي الأعلى الأفغاني وحركة طالبان والحزب الإسلامي ووسطاء دوليين، ناقشوا وجهات نظرهم المتبادلة عن الأوضاع السياسية وخصوصًا المتعلقة بالسلام في أفغانستان ومسألة وقت إطلاق النار. مع هذا ففي النهاية لم توافق طالبان على بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان. وبحسب وكالة رويترز فقد قال أحد ممثلي طالبان أن المفاوضات لم تسفر عن شيء سوى الاتفاق على معاودة الاجتماع الشهر المقبل في الإمارات العربية المتحدة.

\n

 

\n

التعليق:

\n


قال مسؤولون في الحكومة القطرية أن هذا الاجتماع كان لجمع الأحزاب المختلفة المتصارعة من أجل تقليل الاختلافات بينها فيما يتعلق بالسلام في أفغانستان وكيفية تحقيقه، ولكن ما يجب على الأمة الأفغانية المجاهدة أن تعلمه هو أن الحديث عن السلام في بلد يتواجد فيه الغزاة المستعمرون، في كل شيء ويسيطرون على كل شؤونه، ما هو إلا كذب وتضليل، لأن السلام والاستقرار لا يمكن أن يتحقق إلا بخروج القوات الغازية كليًا.

\n


إن حكومة الوحدة برئاسة غاني وعبد الله والتي صممها جون كيري ما انفكت تعمل وفق الأجندة الأمريكية وتبذل كل ما في وسعها لتحقيق ما يسمى بالسلام في المنطقة. لقد قام غاني بزيارة السعودية والصين وباكستان والهند من أجل هذا الهدف، وعلى الصعيد نفسه فقد أعطى الملا عمر الضوء الأخضر بإجراء مفاوضات للسلام، ونتيجةً لذلك رفعت أمريكا حركة طالبان عن لائحة المنظمات الإرهابية. ولكن مع كل هذا فما زال المعسكران، الحكومة وطالبان يقومان بمهاجمة بعضهما ويرتكبان الجرائم اللاإنسانية ضد بعضهما البعض.

\n


إذا قمنا بتحليل ما يسمى بمحادثات السلام بالتزامن مع عمليات القتل البشعة من كلا الجانبين، فيمكننا القول إن الحديث عن السلام ما هو إلا خيانة للشعب الأفغاني، لأنه في واقع الأمر مصمم من المستعمرين أنفسهم الذين يريدون إقناع الأفغان بأن العملية السلمية هي عملية جادة ومخلصة من أجل إحلال السلام في البلاد. الشيء الذي حققه الاستعمار هو جعل القوات الأمنية الأفغانية توجه سلاحها ضد طالبان بدون إلحاق أي ضرر بالعدو الحقيقي للمسلمين. إن السلام بالنسبة لهم هو توقف المقاومة ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتغيير مسارها تجاه الأفغان من كلا الطرفين، وبهذا سوف يستمر الاقتتال بوتيرة عالية ولكن بيد المسلمين أنفسهم في أفغانستان.

\n


قال ممثل حركة طالبان، ولم يذكر اسمه، لوكالة رويترز، إن الرئيس غاني وعمه قاريم كوشي طلبا منا وقف القتال وإعلان وقف إطلاق النار، وأضاف أنهما وصفونا بالأخوة، وطلبا منا العودة إلى التيار الوطني والقبول بالدستور الأفغاني، هذا بالضبط ما تريده الولايات المتحدة لم يوافق ممثل طالبان على هذا وقال أن حركة طالبان سوف تستمر بالقتال حتى رحيل آخر جندي أجنبي. وقال الممثل الطالباني إن الحكومة الأفغانية تقول إنه بمجرد وقف القتال فإن القوات المتبقية حاليًا، والتي تقوم بمهمة التدريب، سوف تنسحب كما فعلت القوات الأمريكية المقاتلة. هذا وقد دعا مجلس السلام الوطني حركة طالبان للمفاوضات بشكل مباشر مع الحكومة الأفغانية لإنهاء الأزمات في البلاد.

\n


من أجل تحقيق أهدافها الإقليمية، فإن أمريكا قامت بتوقيع معاهدة أمنية استراتيجية مع أفغانستان تمكنها من البقاء في البلاد لمدة طويلة، وتستغل قواعدها في أفغانستان من أجل نشر هيمنتها على المنطقة. لقد أوحت الولايات المتحدة إلى الحكومة الأفغانية بأنها لن تستمر في حالة عدم تنفيذ الأهداف الأمريكية، وللسبب نفسه فإن حركة طالبان أيضًا لا تعير الحكومة الأفغانية أي تقدير أو انتباه وتحاول التفاوض مع الأمريكيين بشكل مباشر حول إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، لذا فإن طالبان قالت خلال هذه المحادثات بأنها عبارة عن نقاش مفتوح ونفت أن يكون لهذه الاجتماعات علاقة بمفاوضات السلام.

\n


بالإضافة لهذا فإن الولايات المتحدة وعملاءها في النظام الأفغاني يحاولون كسر تأثير طالبان من خلال إدخال تنظيم الدولة في أفغانستان. نلاحظ تمامًا أنه بعد كل حادثة وقبل تحمل مسؤولياتها أو إنكارها من حركة طالبان أو تنظيم الدولة، تقوم الحكومة بإلقاء اللوم على تنظيم الدولة، ووصل الأمر إلى أن الرئيس غاني أثناء زياراته وخطاباته يقوم بإظهار تأثير تنظيم الدولة على أفغانستان ويؤكد على وجود هذا التنظيم في بلاده. وتقوم الحكومة باستغلال الإعلام والفتاوى الباطلة من أجل تأجيج الصراع بين تنظيم الدولة وحركة طالبان.

\n


في النهاية نقول إنه يجب على كافة الأطراف المشتركة في القتال التركيز على الغزاة وعلى الأعداء الحقيقيين، يجب عليهم أن يتحدوا في قتال القوات الأجنبية بدل قتال بعضهم لبعض، كما ويجب عليهم العمل للتغيير الشامل في العالم الإسلامي وهو العمل من أجل إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وبهذا لن تتحرر أفغانستان لوحدها من الاستبداد والظلم، بل الأمة الإسلامية جمعاء.

\n

 

\n

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
كابول - ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالإثنين, 07 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع