خبر وتعليق الضمير الأوروبي يغرق في المتوسط
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
\n
\n
اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس 2015/04/23م في العاصمة البلجيكية بروكسل، للتصدي للأرقام القياسية لمن يغرقون أثناء محاولتهم الهرب من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقرر الاتحاد الأوروبي مضاعفة تمويل مهمة البحث والإنقاذ التي ينفذها في المتوسط ثلاث مرات.
\n
وكان الاجتماع عقد بعد غرق زهاء 900 شخص في سفينة واحدة يوم الأحد الماضي.
\n
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في ختام هذه القمة الأوروبية الطارئة، إنه \"علينا أن نتصرف بسرعة وهذا يعني أننا سنضاعف ثلاث مرات تمويل عملية تريتون\" لمراقبة الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط.
\n
وكانت المستشارة الألمانية قد أكدت، لدى وصولها إلى الاجتماع، أن قيم أوروبا ومصداقيتها أمام باقي العالم على المحك، \"ومن ثم فإن قضية اليوم في غاية الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح.\" السفير
\n
\n
التعليق:
\n
في الواقع لم يسفر هذا الاجتماع عن أكثر من طرح خيارات باهتة على رأسها مهاجمة المهربين وإقامة مخيمات للمهاجرين، وحتى هذه الخيارات لم يتم التوافق عليها من قبل دول الاتحاد البالغ عددها 28. ولم يكن أكثر من استرضاء للضمير الشعبي الذي لم يستطع الإعلام ترضيته بعدما فضحت صور الغرقى في عرض البحر عجز أوروبا عن حل هذه المشكلة الإنسانية على سواحلها.
\n
وقد كذب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك حين قال إنه لا أحد يتوهم أن القادة يستطيعون حل المشاكل على الفور، مضيفًا \"لا يمكننا ذلك. الأسباب الحقيقية هي الحرب وعدم الاستقرار والفقر في المنطقة بأسرها\". كذب لأنه يعلم تمامًا أن السبب الحقيقي لهذه الكوارث والحروب وهذا الفقر هو الاتحاد الأوروبي نفسه والغرب بشكل عام الذي قاد العالم برأسماليته العفنة حتى أدت إلى هذا الجوع والتشريد بسبب النهب والسلب واغتصاب السلطة وما يتسببه من ترويع ودمار لضمان مصالحه في هذه البلاد. كل ذلك من أجل أن تُشبع حاجات الأوروبي الغربي المتميز على حساب ما سماه بالعالم الثالث تعبيرًا عن عدم استحقاقه للحياة لأنه عالم متخلف. فلو أن هذه الدول كفت أيديها عن العبث في سياسات بلادنا، وزهدت عن خيراتنا التي تنهبها، لكان الحل أسرع من طرفة عين.
\n
دول أوروبا الآمنة على حسابنا، تعجز عن استيعاب المهاجرين المشردين بذرائع واهية تدل على عدم جديتهم حتى في تحمل ما يسمونه المسؤولية الأخلاقية، والإحجام عن إغاثة الملهوف، في وقت يعاقب فيه القانون الدولي المزعوم كل من لا يمد يد العون لإنقاذ حياة المضطر. وفوق ذلك نجد أن الاتحاد الأوروبي (اليونان وإسبانيا على وجه التحديد) يوجه الرصاص إلى صدور الهاربين من الظلم، ويرد بعضهم حتى لا يصل إلى شواطئه الدولية فلا يتحمل مسؤولية موته أو واجب إنقاذه.
\n
أكثر من 800 شخص غرقوا في يوم واحد أثناء محاولتهم عبور المتوسط، مما يزيد عدد قتلى هذا العام من المهاجرين ليصل إلى 1750 شخصًا. والعام ما يزال في ثلثه الأول. وفي تقدير للمتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة فإن عدد القتلى قد يفوق 30 ألفًا لهذا العام، في حين بلغت العام الماضي 3279 شخصًا.
\n
رئيس فرنسا أكبر دولة أوروبية يصرح أنه قادر على استيعاب 700 لاجئ ليس غير، في ذات الوقت تواجه ميركل نشاطات داخلية معادية للمهاجرين تجعلها تعيد النظر في أي إجراء من شأنه أن يزيد من تفاقم أزمة النازيين الجدد في البلاد، وخاصةً بعد حادثي اعتداء على ملجئين للمهاجرين تعرّضا للحرق مؤخرًا من قبل مُعادين للأجانب.
\n
إن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي وحدها ملجأ الملهوفين وملاذ المضطرين، ودار السلام لكل الأجناس وموطن الأمن لكل الأعراق، ولا فرق فيها بين عربي وأعجمي، ولا أبيض وأسود، ولا تابع ووافد، ولا مقيم ومهاجر، فالكل سواسية، وهم رعايا دولة راشدة لا تقبل الظلم، ولا ترضى باضطهاد أحد لأحد ولا استعباد أحد لآخر.
\n
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
\n
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة - ألمانيا
\n