السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القضاء على السُّخرة يكون بالقضاء على الرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

خبر وتعليق

القضاء على السُّخرة يكون بالقضاء على الرأسمالية
(مترجم)

 

 

الخبر:


منحت الباكستانية سيدة غلام فاطمة يوم الأحد جائزة المواطن العالمي في نيويورك مقابل عملها الدؤوب في مجال الحقوق المدنية وقوانين العمل في باكستان. (المصدر: داون 2015/9/29).

 


التعليق:


مع النظر إلى صورة فاطمة وقراءة التعليقات المدونة الخاصة ببراندون ستاتون الحقوقي في نيويورك، يتحدث براندون عن الصراع الحقيقي للناشطة المخلصة والمتفانية التي تعمل من أجل القضاء على السخرة في باكستان.


بالرغم من حملات التوعية والمبالغ المالية التي جمعت (1.2) مليون دولار من قبل المؤسسة الحقوقيةHONY الداعمة لعمل فاطمة، تبقى الحقيقة على الأرض أن السخرة واستغلال العمال بشتى الأنواع والأساليب ما زال شيئاً دارجاً في باكستان. صرحتHONY أن هناك أكثر من 20.000 قمائن (مصانع) للطوب في باكستان يعمل فيها الملايين من العمال ويرتكز النظام على هذا النوع من العمل الذي لا يبتعد كثيرًا عن العبودية.


تبدأ الحكاية مع خداع العمال اليائسين والجهلة في قبول قروض صغيرة مقابل الموافقة على العمل في قمائن الطوب لمدة زمنية قليلة. ولكن العمال الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون شخص من الرجال والنساء والأطفال يقعون بمصيدة النظام الاقتصادي الحديث، ويعجزون عن دفع الدين الأساسي ويكتشفون أنهم مدينون بمبالغ أكبر مقابل طعامهم وسكنهم لأصحاب قمائن الطوب.


وبعيدا عن عمل المنظمات غير الحكومية لمساعدة وزيادة الوعي على الظلم الواقع على العمال. سن قانون القضاء على السخرة عام 1992 للقضاء على استغلال العمال جسدياً واقتصادياً. وبالرغم من القوانين وعمل النشطاء، فإنه بحسب لائحة العبودية العالمية لعام 2014، يستعبد في باكستان 2.058.200 شخص.


تمنح الجوائز وتلتقط الصور ويبتهج الوطنيون، ولكن يبقى هناك أكثر من 2 مليون شخص يعانون نتيجة الطمع والاستغلال ونظام قانوني يدعم الغني والقوي.
وحتى فاطمة نفسها تعرضت لإطلاق النار في طريقها للمحكمة للشهادة ضد صاحب أحد قمائن الطوب وتأخر علاجها جراء تعليمات السياسيين المحليين. أين يذهب الضعفاء؟!.


تقولHONY أنه "إذا نجحت فاطمة في هدفها في توفير التعليم والمساعدة القانونية وإعادة تأهيل كل عمال السخرة، فإن النظام سوف ينهار بشكل طبيعي". سوف ينهار النظام فقط إذا ما استبدل بنظام أفضل وأكثر عدلاً منه، لأن الناس الحاصلين على تعليم ومساعدة قانونية، لم يتم إنقاذهم من الاستغلال في أجزاء أخرى من البلاد. إن النظام الرأسمالي الحالي هو الوقود الحقيقي للمشكلة وهو السبب وراء إحساس الناس باليأس ويضطرون للجوء إلى الإقطاعيين من أجل المساعدة المالية. ومن وجهة نظر الإقطاعيين فإن حياة العمال لا تتساوى في القيمة مع غيرهم من البشر ولذا فإنهم يعاملون كممتلكات.


إن الإسلام هو النظام الوحيد الذي يساوي بين البشر في القيمة والحقوق. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ».


لكل إنسان الحق في إشباع الحاجات الأساسية، وفي النظام الاقتصادي الإسلامي يجب تداول الثروة وتحريم الكنز، مما يمنع وجود فجوات كبيرة بين الطبقات ويؤدي إلى إنهاء فرص الاستغلال التي نراها اليوم.


إن نظام الخلافة الذي يربط التعليم والتشريع بالمحاسبة أمام الله سبحانه، وحده هو الحل الحقيقي للسخرة وسيكون الجائزة الكبرى للمستغَلين في باكستان والعالم أجمع.


يقول الله تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان - باكستان

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع