الإثنين، 23 محرّم 1446هـ| 2024/07/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خبر وتعليق

صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يفقهون

 


الخبر:


ذكرت مجلة فورين بوليسي أن المسلمين في الولايات المتحدة يستعدون لمواجهة موجة من الاحتجاجات المعادية لهم أمام المساجد فى عدة ولايات أمريكية، والتي من المحتمل أن تكون مسلحة. وأوضحت المجلة الأمريكية، الجمعة 2015/10/9، أن جون ريتزيمر - جندي المارينز الأمريكي السابق - يقود دعوة لاحتجاجات داخل ما لا يقل عن 20 مدينة أمريكية بزعم الدفاع عن مبادئ الدستور الأمريكي ضد الأعداء والأجانب والدخلاء.

 

 

التعليق:


كان من المفترض أن يتم ما خططوا له يوم الجمعة، في أوقات الصلاة، أمام المراكز والمؤسسات التي يديرها المسلمون؛ لإيصال رسالتهم، ولم يكن الأمر ذا أهمية عند كثير من المسلمين، وأيضًا عند مجمل الأمريكان، لأسباب متعددة. وفي هذا النشاط الجديد تجاه المسلمين في أمريكا، يجب أن نتوقف عند بعض الأفكار.


من طبيعة الشعب الأمريكي أنه لا يوجد عنده بعد نظر ولا عمق في البحث فيما يواجهه من أمور، فينتظر وسائل الإعلام لتنقل له وجهة نظرها، ومن طبيعته أيضًا حب الانقياد والتبعية لمن يثق به، فيسمع ويطيع دون نقاش، وبسبب طبيعته هذه نشهد مثل هذه التحركات غير الواعية تجاه ما يحدث خارج بلادهم، وعامل آخر مساعد هو عمل أشخاص معينين في هذا المجتمع على إشعال نعرة القومية عند الأمريكان، وإبقائهم محصورين في هذه الدوامة.


ومن الأفكار التي يجب التوقف عندها هي وصف "الأعداء، والأجانب، والدخلاء"، هذه الكلمات التي يرددونها ولا يعلمون ماهيتها وعلى من يعود وصفها، فالأعداء مثلاً هم الذين يعتدون على بلاد غيرهم، وهذا الأمر غير موجود داخل أمريكا، والموجود هو تعدي أمريكا كنظام بجيشها على بلاد المسلمين، وإزهاق أرواح المسلمين، وانتهاك أعراضهم، وسرقة أموالهم، فمن هؤلاء الذين يصفونهم بالأعداء؟! وكذلك كلمة الأجانب، فمن المعروف أن الأجنبي هو من سكن في بلد غير بلده، ولم تكن له علاقة بذاك البلد، ومن المعروف أيضًا أن سكان أمريكا هم كلهم أصلًا أجانب عنها، قدموا من أوروبا خلال بدء القضاء على الهنود الحمر وبعده، واحتلوا مساكنهم، فمن هؤلاء الذين يصفونهم بالأجانب؟! ثم وصف الدخلاء، من المعلوم أن الدخلاء هم من يلجؤون إلى دول ويطلبون منها حمايتهم، وليكون الأمر واضحًا، فإن جلّ المسلمين الموجودين في أمريكا جاءوا كغيرهم من غير المسلمين، ولم يطلب أحدٌ منهم الحماية إلا القلة القليلة، وهؤلاء لا يتمتعون بنفس ما تقدمه الدولة لرعاياها الأمريكيين، علمًا بأن المسلمين في أمريكا لا يشكلون عالة عليها، وإنما عصب حياة في كثير من المجالات، هم الخاسرون بفقدانه، فمن هؤلاء الذي يصفونهم بالدخلاء؟!


إن الأمور تدعو للضحك والبكاء! والمضحك هو سطحية شعب الدولة الأولى في العالم، الذي لا يعلم من هم المسلمون، وهم ملتصقون بهم، يرون أعمالهم، وكيف تنعكس فيها عقيدتهم، ليكونوا خير المعمّرين في الأرض، ويرون أيضًا غير المسلمين، وعملهم داخل المجتمع. مع ذلك، فالمنصفون الصادقون منهم يقولون أن المسلمين هم خير البشر، وأفضل الجاليات وأكثرها انضباطًا وإخلاصًا في العمل. أما المبكي فهو نحن، فنحن من وصفنا الله بخير أمة أُخرجت للناس، واختارنا الله لنكون شهداء على الأمم، وخلفاء في الأرض، وسادة للبشر، يأتي أشخاص نكرات، لا يقبلون خيرنا، ويريدون أن يخرجونا من بلادهم لأننا مسلمون، فنحارب لهويتنا، وليس حتى لتطبيق الإسلام، فكيف وصل بنا الحال إلى هذا الضعف والهوان؟!


لا، وألف لا، نحن المسلمين ورثة الأنبياء، خلفاء الله في الأرض، وحكامها، وأسيادها، وما يحل بنا ما هو إلا كبوة جواد أصيل، ومرحلة يمحص الله فيها المخلص من المنافق، ولن تبقى الأمور على ما هي عليه، وسوف نعود كما كنا في السابق، أسياد الأرض وملاكها، نصول ونجول فيها كما نشاء، وراية رسول الله عليه الصلاة والسلام تعانق السماء، ورحمة ديننا تعم أهل الأرض، وبلادنا الوجهة الوحيدة لمن يقصد العدل والإنصاف والكرامة والعزة، وهذا ليس ببعيد بل قريب بإذن الله، وإن الخلافة على منهاج النبوة باتت بشائرها تلوح بالأفق، ولم يبقَ إلا القليل بعد حتى نشهد إقامتها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع