الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تدخل الدولة في الحياة الأسرية في الصين (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:

 

قال الحزب الشيوعي الحاكم يوم الخميس، إنه سيخفف من قيود تنظيم الأسرة ليسمح لكل زوج وزوجة بإنجاب طفلين بعد عقود من تطبيق سياسة الطفل الواحد الصارمة، وذلك في خطوة تهدف إلى تخفيف القيود الديموغرافية على الاقتصاد. وقد انخفض عدد السكان في سن العمل لأول مرة منذ عقود في 2012، وتوشك الصين أن تصبح أول دولة في العالم تصاب بالشيخوخة قبل أن تدرك الثراء. (المصدر: فجر 31/10/2015)

 

التعليق:

 

فرضت سياسة الطفل الواحد في الصين من قبل الحزب الشيوعي في عام 1979، من قبل دنغ شياو بينغ الذي تولى السلطة بعد وفاة ماو. وقد قام بتنفيذ هذا القانون لأنه شعر أن الزيادة السكانية تعني الانكماش الاقتصادي. وواجهت النساء اللاتي كن يحملن بطفل ثان، غالبا عمليات الإجهاض القسري، واتبعت الدولة أيضا سياسة التعقيم القسري. فقط عدد قليل من الأسر القادرة على تحمل دفع غرامة مالية هي التي استطاعت تخطي القانون الصارم للطفل الواحد. كما أدت هذه السياسة أيضا إلى اختلال التوازن بين الجنسين وذلك بتفضيل الأولاد على البنات مما أدى إلى وأد البنات، وأجبر بعض الصينيين على طلب اللجوء في الخارج من أجل الحصول على الأسرة التي يرغبون فيها.

 

هذا التدخل الشديد من قبل الدولة في الحياة الأسرية كان له آثار صحية عقلية وبدنية رهيبة، ويجري الآن تعديله بعد إدراك أن الاقتصاد لا يمكنه التعامل مع شيخوخة السكان. وانغ فنغ، الخبير البارز في شؤون التغير الديموغرافي والاجتماعي في الصين، علق قائلا: "هي إحدى الأحداث التي كنا ننتظرها لجيل، لكن كان علينا أن ننتظر لفترة طويلة جداً". وعلى الرغم من التعديل إلا أنه لن يكون من السهل عكس العقلية التي تشكلت حيث إن العديد من سكان المدن الصينية الآن يرون الأطفال بوجه عام عبئا اقتصاديا وعائقا في حياتهم المهنية. مع غسل شديد للدماغ وعدم وجود فكر أيديولوجي حول هذه المسألة فإنه ليس من السهل تغيير الأفكار بمجرد تغيير القوانين.

 

إن الشيوعية تنظر إلى الإنسان بوصفه أداة أخرى في النظام الاقتصادي، وكأنه آلة، وتتجاهل الطبيعة الحقيقية للإنسان في كل النواحي. فقط لأنهم الآن يعتقدون أن هناك مكسباً اقتصادياً فهم يريدون تخفيف القانون، ولا زالوا غير مدركين أن الإنسان ليس أداة!

 

إن الإسلام يقر بأن الله هو خالقنا وأنه سبحانه وتعالى وحده هو الذي يرزقنا ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2-3]

 

إضافة إلى أن الدولة لا تملك الحق في التدخل في الحياة الخاصة لرعاياها، كما يعتبر الأطفال في الحياة الأسرية في الإسلام نعمة لا عبئا ماليا. وعند النظر إلى البشر، يمكننا أن نرى من خلال طبيعتنا أننا نسعى إلى الراحة والاطمئنان مع الآخرين. والحياة الأسرية السليمة مهمة في توفير الطمأنينة للقلب والمساعدة العملية عندما يكون الشخص في حاجة، أو مرض أو شيخوخة. المجتمع ككل قوي بإدراكه المعنى الحقيقي للغرض من الحياة، وبأننا هنا على هذه الأرض ليس فقط لأجل العمل ومن ثم نموت كأننا آلات لم يعد لها فائدة. يقول تعالى: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ مما يعني وجود صلة واضحة بين هذه الحياة، بجميع نعمها، بما في ذلك المال والأطفال، والحياة القادمة حيث نرجو أن ننعم بالنعم الوفيرة التي سيمن بها الله سبحانه وتعالى علينا.

 

أما بالنسبة لدول مثل الصين، التي تعيش في مجتمع ملحد، حيث لا يسمح حتى للإنسان أن يكون إنسانا، فهنا تكمن المشكلة. وحتى لو سمحت الدولة الآن بإنجاب أكثر من طفل واحد، فإنها لن تعكس سنوات من التفكير غير الصحيح في الفكرة الأساسية، المتمثلة في أن الإنسان غير قادر على التشريع. وفي هذه الحالة يتم الإحساس بالعواقب الوخيمة من قبل آباء مسنين وحيدين حزينين يعتمدون على طفل واحد مكافح أو في حالة أولئك الذين يعمرون أكثر من أبنائهم، فإنهم يتركون وحيدين تماما. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق أولئك الذين يعيشون في الظلام رؤية نور الإسلام في ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نادية رحمان - باكستان

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع