الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
شهداء فلسطين أحياءً وأمواتاً يُظلمون و… أنتم يا مسلمون بصمت تَنظرون؟!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الخبر:

 

ذكرت فلسطين أون لاين يوم الأحد 01/ 11/ 2015 أنّ الوزير في حكومة رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو، أوري أرئيل، لمّح بالاستقالة من منصبه على خلفية قرار حكومة الاحتلال إعادة جثامين بعض شهداء فلسطين.

 

وقال أرئيل خلال لقاء مع برنامج التقِ الصحافة في القناة الثانية العبرية: "لا أريد أن أكون في حكومة تعيد جثامين لشهداء فلسطينيين فقبل يومين قالت الحكومة بأنّها لن تعيد الجثامين، كما أنني أعارض تجميد البناء الاستيطاني في القدس، لذا فإن اليوم الذي سأقدم فيه استقالتي يقترب".

 

التعليق:

 

تضاربت الآراء والمواقف حول تسليم حكومة كيان يهود جثامين بعض شهداء فلسطين لذويهم بين مؤيّد ومعارض؛ فقد صرّحت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) يوم 01/11/ 2015 أنّ مصدرا أمنيّا بوزارة الجيش في كيان يهود قال - وفي اعتراف هو الأوّل من نوعه -: "إنّه لا يوجد أيّ هدف استراتيجي لاحتجاز جثث الشهداء، مشيراً إلى أن الكيان وصل إلى مرحلة بات لا يعرف فيها هويّة أصحاب تلك الجثث". كما نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن المصدر قوله: "إنّ جثث الفلسطينيين لا تمثّل أيّ قيمة استراتيجية لإسرائيل وأنّ تسليمها لن يؤثر على مساعي الإفراج عن جثث الجنديين بقطاع غزة، شاؤول أورون وهدار غولدين" وقال: "هذه الجثث تحوّلت إلى عبء علينا فقد وصلنا إلى وضع لا نعرف هوية الجثث الموجودة لدينا".

 

بينما لم يتوان حاييم يلين عضو الكنيست عن حزب "هناك مستقبل" بالتعبير عن رفضه لهذا القرار وإظهار حقده وكرهه لأهل فلسطين وإبراز موالاته وغيرته على "يهوديّته" وهاجم قرار وزير الجيش موشي يعلون بإعادة الجثث قائلا بأنّه يخالف قرار الكابينت السابق بهذا الخصوص وأنّه بالإمكان مقايضة هذه الجثث بجثث الجنود المحتجزة بغزّة على حدّ تعبيره.

 

سانده في موقفه الرافض أوري أرئيل هذا الوزير الذي هدّد بتقديم استقالته من الحكومة على خلفية تسليمها جثامين الشهداء وهو سياسي يهودي؛ ينتمي لحزب "البيت اليهودي" وشغل منصبيْ وزير الإسكان والزراعة. وفي 2001 صار عضوا في الكنيست عن حزب "الوحدة الوطنية" ويُعرف بمواقفه المتطرفة تجاه أهل فلسطين، وقد قاد عملية اقتحام للمسجد الأقصى أدّت لاشتباكات بين المصلّين وقوات الاحتلال يوم 13 أيلول/سبتمبر 2015.

 

تضارب في المواقف بين يهود من هذه القضيّة بين مؤيّد لتسليم الجثامين باعتبار أنّها لا تمثّل أي قيمة لكيانهم وبين رافض لذلك وبشدّة لأنّه وبحقد معلَن يرى ضرورة مبادلتها بجثامين يهود بل ويصرّح بنيّته في الاستقالة من حكومة "تسلّم الفلسطينيين شهداءهم" فعار عليه الانتماء إليها!!

 

أيّ جرأة هذه التي يتحدّثون بها؟ لقد فطروا على الجبن والخوف لكنّهم استأسدوا بعد أن كانوا نعاجا وصاروا أقوياء يصرّحون ويبوحون بكرههم لأهل فلسطين وحقدهم عليهم... إنّ هذا الوزير الذي يهدّد بالاستقالة يسعى لفرض ديانته بالقوّة ويعمل على تكريس مبدئه ليسود البلاد ويحكم العباد... نموذج حيّ من يهود يمثّله هذا الوزير الحقود الذي يعتبر أنّ معركته مع أهل فلسطين خاصة والمسلمين عامة معركة حياة أو موت، قال الله تبارك وتعالى ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..ْ﴾ [المائدة: 82]

 

واستقالته هذه - وهي تهديد وضغط على الحكومة - تبرز كذلك ولاءه لليهوديّة وتؤكّد استماتته في الدّفاع عنها حتّى لو كان هذا على حساب منصبه السياسي، فليست الاستقالة نتيجة تجاذبات سياسية وإنّما هي تعبير عن رؤية كاملة وهدف مرسوم يسعى من ورائه إلى محاربة الإسلام والمسلمين والسيطرة بل والقضاء عليهم.

تشهد مناطق أراضي فلسطين توتراً كبيرا منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر بسبب إصرار المستوطنين الغاصبين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك تحت حماية قوات الاحتلال بشكل يومي، تنفيذاً لخطّة التقسيم الزماني والمكاني للأقصى والتي يرفضها أهل فلسطين بدافع غيرتهم على دينهم ومقدّساتهم فكيف ليهود أن يدنّسوا الأقصى؟ لم يرضوا بذلك وفدَوْه بأبنائهم وهدّمت منازلهم وسامهم جنود يهود سوء العذاب واليوم يتجادلون حول تسليم شهدائهم!! ظلم وقهر لن يرفعا إلاّ بدولة الإسلام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي فيها عزّ الأقصى وكل بلاد المسلمين.

 

رغم أنّ موقف هذا الوزير موقف عداء للإسلام وللمسلمين إلّا أنه موقف محارب مستميت في سبيل ديانته يجعلنا نتساءل عن وزراء المسلمين وحكّامهم وكلّ من بيده القرار، أليس فيكم من يقف وقفة مسلم غيور على دينه وعلى قدسه وأقصاه؟ أليس فيكم من يقول فلسطين إسلامية ولن يفتكّها منّا أحد؟ أليس فيكم من يدعو الجيوش لنصرة المسلمين وطرد يهود من المسجد الأقصى ومن فلسطين؟ ألم يؤثر فيكم ما يحدث لشباب الأقصى وحرائره لتقفوا وقفة استماتة ودفاع عن خير دين ارتضاه رب العالمين؟!

 

قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زينة الصامت

 

 

آخر تعديل علىالأحد, 06 كانون الأول/ديسمبر 2015

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع