الخبر:

 

تحدثت وسائل إعلام متعددة في الآونة الأخيرة عن اهتمام فرنسا بلبنان. ومما جاء في إحدى وسائل الإعلام أن فرنسا تعتبر لبنان ورقة مهمة للحفاظ على نفوذها الآخذ بالتراجع في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يفسر تواتر زيارات المسؤولين الفرنسيين في الفترة الأخيرة إلى بيروت، ومحاولة تحريك المياه الراكدة فيما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية والملف السوري.

 

التعليق:

 

أولا: تعد فرنسا من أسبق الدول صلةً بمنطقة الشرق الأوسط، أو قل العالم الإسلامي، إذ تعود علاقاتها بالمنطقة إلى حملة نابليون بونابرت سنة 1798، ثم الانتداب الفرنسي على كل من سوريا ولبنان. وبالرغم من أنه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حدث تبدل جذري في الموقف الدولي، فبرزت دول إلى الواجهة وتراجعت دول أخرى، إلا أن فرنسا تحاول التشبث بأي وسيلة كانت لإبقاء ركائزها في المنطقة، وكان يأخذ ذلك شكل المواجهة أحيانا، وأحيانا أخرى يأخذ شكل الانسياق، ففي النهاية تقول فرنسا نعم... ولو جاءت متأخرة، ويدلل بريجينسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى على ذلك حيث يقول: (في ظل النظام الدولي الجديد، يمكن القول بأنه ليس لأوروبا سياسة مختلفة كثيراً عن السياسة الأمريكية).

 

ثانيا: إن غيرة فرنسا على لبنان ليست إلا نوعا من الحنين إلى الاستعمار القديم حيث إن منطقة الشرق الأوسط تتميز بالموقع الاستراتيجي والثروات المتنوعة وتجذر الإسلام النقي في قلوب الشعوب مما يهدد مصالح الغرب ونفوذه ولو آجلا إن لم يكن عاجلا. ولهذا، لم تخرج منطقة الشرق الأوسط يوما من منطق الحرب الباردة والتنافس عليها.

 

ثالثا: إن فرنسا لها تاريخ أسود تجاه الإسلام والمسلمين، فهي ليست (الأم الحنون) كما يسميها البعض، فجرائمها في الجزائر ومالي وغيرهما تشهد بذلك، ناهيك عن منعها للحجاب والتضييق على المسلمين في فرنسا.

  

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غسان الكسواني – بيت المقدس