الخبر:

 

الطائف - حسن الغامدي: صدر قرار بإنهاء تكليف رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف ونقله إلى منطقة مكة المكرمة، ويعتقد أن إنهاء التكليف بناء على خلفية اقتحام أعضاء الهيئة للنادي الأدبي بالطائف بداعي الاختلاط في الأمسية الشعرية التي أقامها النادي للشاعر أمين العصري والشاعرة هدى الدغفق، وما حصل من مشادة كلامية بين رئيس النادي الأدبي وأعضاء الهيئة، ورغم الاتصالات المتكررة بالمتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة عبد الرحمن الجابري لمعرفة أسباب الإعفاء إلا أنه لم يرد على الاتصالات. موقع"عيون"

 

 

"إن ‫‏اختلاط الرجال والنساء ‫حرام، وأدلته مستفيضة، وحياة المسلمين في عهد رسول الله r، والصحابة من بعده، تنطق بذلك. ولا يجوز الاختلاط إلا لحاجة يقرها الشرع ورد نص فيها في كتاب الله أو سنة رسوله مثل البيع والشراء، وصلة الرحم...الخ."

 

"والحاصل أن الحياة الإسلامية التي يجب أن يحافظ المسلمون عليها والتي يجب أن يعمل المسلمون لاستئنافها كاملة، يجب أن ينفصل الرجل فيها عن النساء، وهذا الانفصال حكم قطعي ومن المعلوم من الدين بالضرورة،‎ وإنكاره كفر" وعدم الالتزام به معصية يعاقب الله سبحانه وتعالى عليها عقابا شديدا.

 

يدرك حكام آل سعود هذه الأحكام الخاصة بالنظام الاجتماعي، تماما كما يدركون الأحكام المتعلقة بالحكم، والاقتصاد، والسياسة الداخلية والخارجية، التي وضعوها وراء ظهورهم منذ أن أنشأوا دولتهم على أساس الحكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى.

 

لكن المفارقة هي أنهم كانوا يراعون الأحكام المتعلقة بالنظام الاجتماعي بشكل أو بآخر، خاصة الأحكام المتعلقة بالمرأة، بل وغالوا في ذلك أيما غلو، لدرجة أنهم حرموا على المرأة قيادة السيارة، وأفتى بعض علمائهم بحرمة جلوس المرأة على الإنترنت بمفردها، فضلا عن منع الاختلاط.

 

إلا أنه السقوط في مستنقع العمالة والتبعية للغرب الكافر حتى مفرق رؤوسهم، الغرب الذي لن يدعهم هم وأمثالهم الغارقين في العمالة له حتى يقضي على البقية الباقية من بقايا الإسلام عندهم، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، وليصدق فيهم قوله عليه الصلاة والسلام «لَتَتّبِعُنّ سَنَنَ الّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. شِبْراً بِشِبْرٍ، وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ. حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبَ لاَتّبَعْتُمُوهُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللّهِ آلْيَهُودُ وَالنّصَارَىَ؟ قَالَ «فَمَنْ؟». رواه البخاري ومسلم.

 

فهل ستدرك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حقيقة هذا النظام التابع العميل، وأنه لا يسمح لهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالقدر الذي يسمح به ويقره أسياد حكام آل سعود في واشنطن؟ وهل سيدركون هم والمسلمون في نجد والحجاز ضرورة تغيير هذا النظام المتهرئ، وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي تطبق شرع الله كما أنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عبد الملك