- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خبر وتعليق
طريق منظمة الأمم المتحدة طريق هالكة فلا تسلكوها
الخبر:
يتناول الإعلام بكل أنواعه هذه الأيام مناقشات ومداولات منظمة الأمم المتحدة في دورتها السنوية للمشاكل المستجدة في العالم والحلول المناسبة لها. وعلى رأس هذه المشاكل الوضع في سوريا.
التعليق:
الأمم المتحدة لا تغيب عن أية مشكلة في أية بقعة من بقاع العالم على مدار العام وليس في الدورة السنوية فقط. كيف تغيب وهي صانعة كل المشاكل وصانعة الحلول في الوقت نفسه، ومبعوثوها في اليمن وسوريا وليبيا خير دليل على ذلك.
يكفي أن يعرف المسلمون أنّ منظمة الأمم المتحدة هي امتداد لعصبة الأمم والتي هي بدورها امتداد للأسرة الدولية النصرانية ككيان معاد للمسلمين ودولتهم آنذاك حتى يعرفوا عدوّهم وينبذوا هذه المنظمة وما تفرع عنها.
وقوانين هذه المنظمة لم يشارك المسلمون في صياغتها. وهي قوانين وُضعت لمصالح الدول الكبرى الاستعمارية وتُطبقها هذه الدول على بقية الدول الضعيفة وتخالفها إن اقتضت مصلحتها ذلك بحجج جاهزة كالحرب على الإرهاب مثل التدخل الروسي في سوريا وقتل أهلها. فهو عدوان واضح ومخالف للقوانين الدولية ولكن مصلحة الدول الكبرى تقتضي قتل مَن يريد التحرر من الاستعمار والحجة هي مقاومة الإرهاب. وما حق النقض "الفيتو" إلا دليل واضح على حقيقة قوانين هذه المنظمة.
والتصريحات من خلال منبرها ومن غيره جوفاء ماكرة وكاذبة، إذ إن تصرفات هذه الدول إزاء الدول الضعيفة هي تصرفات استعمارية يجري فيها استعباد الشعوب ونهب ثرواتها، وهي تصريحات لإلهاء الرأي العام فقط.
وكل مآسي المسلمين كان من ورائها هذه المنظمة وبموافقتها، وهنا نذكر المسلمين ببعض ما قامت به الأمم المتحدة على سبيل المثال لا على الحصر من مثل تشريد أهل فلسطين وزرع كيان يهود في قلب العالم الإسلامي وتقسيمه قبل ذلك ضمن الحدود الحالية والحروب التي اشتعلت ولا تزال بين المسلمين. ونذكرهم بمجزرة "سريبرنيتسا" التي جرت تحت حراسة جنود الأمم المتحدة وبمعونتهم بتوفير الوقود للآليات الصربية وبضوء أخضر من فرنسا وبريطانيا وأمريكا. كما نذكرهم باغتصاب جنود الأمم المتحدة للقاصرات والأطفال في أفريقيا كالصومال وغيرها مقابل الغذاء.
وبالتالي كل دعوة للرجوع لهذه المنظمة أو الاستعانة بها أو تحكيمها في أمورنا أو قبول مبعوثيها هو مهلكة وشر مستطير.
وقد بدأت المبادرات واللقاءات حول الشأن السوري، فمن "مبادرة جديدة" لأمريكا إلى "حل قريب" على لسان كيري إلى مبادرة أخرى تقضي بخروج آمن للأسد مع أنه قبلها بقليل كان هناك شبه إجماع على التحاور مع الأسد. وكل هذه المبادرات هي من القديم المتجدد وكلها تصب في إناء واحد وهو المحافظة على الدولة العلمانية في سوريا ومنع وصول الإسلام إلى الحكم فيها. إزاء هذا الصلف والغطرسة العالمية وجب على أهل الشام ومجاهديها أن يقفوا صفا واحدا هو صف الإيمان مقابل صف الكفر والنفاق الذي لا يتحمل رؤية راية لا إله إلا الله مرفوعة من قِبَلِ مجموعات وفصائل، فكيف سيكون حالهم حين إعلان الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة.
﴿والله متم نوره ولو كره الكافرون﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي