- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر 2015م، جرت انتخابات الحكومة المحلية في (234) بلدية في بنغلادش، وسط تقارير عن تخللها موجة من العنف والمخالفات والتزوير.
لم تكن نتائج الانتخابات البلدية المخزية مفاجئة لأهل بنغلادش
فهذه هي الكيفية التي تبقي نظام حسينة المدعوم من الغرب على قيد الحياة ويستطيع بها الطغيان في البلاد
الخبر:
في الثلاثين من كانون الأول/ ديسمبر 2015م، جرت انتخابات الحكومة المحلية في (234) بلدية في بنغلادش، وسط تقارير عن تخللها موجة من العنف والمخالفات والتزوير. وقد جرت هذه الانتخابات لأول مرة على أساس حزبي، بعد أن قامت الحكومة في أكتوبر الماضي بتعديل النظام الانتخابي الذي يفوق عمره القرن من الزمان، لانتخاب الهيئات الحكومية المحلية؛ وذلك للسماح للأحزاب السياسية بخوض الانتخابات الحكومية المحلية. وقد ادّعى حزب رابطة عوامي الحاكم الفوز الساحق في الانتخابات، حيث قال إنه حصل على (181) منصبًا بلديًا، في حين حصل حزب الشعب البنغالي على (20) بلدية، وحزب جاتيا على بلدية واحدة، وحصل المستقلون على (26) بلدية.
التعليق:
كجزء من الحملة الطويلة للحزب الحاكم، حزب رابطة عوامي، وبالرغم من تحكمه الكامل في البلاد وفي جميع أجهزة الدولة، عقد الحزب هذه الانتخابات البلدية بعد إجراء التعديل اللازم لقوانين الانتخابات؛ للتلبيس على الناس بأن له قاعدة شعبية عريضة. وكانت الخطوة الكبيرة الأولى نحو تحقيق هذا الخيال عندما أمسك نظام حسينة المستبد السلطة من خلال الانتخابات المثيرة للجدل التي عُقدت في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2014م؛ التي فاز فيها حزب رابطة عوامي بـ(232) مقعدًا من بين (300) مقعد في البرلمان، وقد نال الحزب (153) مقعدًا بالتزكية، وباقي المقاعد فاز بها من خلال انتخابات غامضة. وقد كانت ريادة الناخبين لمراكز الاقتراع منخفضة، حتى إن عدد الأصوات كان أكبر من عدد الناخبين بشكل ملحوظ. وحتى بعد انتخابات كانون الثاني/ يناير الفاضحة، ظلت حسينة في السلطة بموافقة من الولايات المتحدة الأمريكية والهند، لأنها تخدمهما بشكل جيد، في حين إن التحالف الذي يقوده حزب بنغلادش الوطني للمعارضة لا يمكنه تقديم أية فكرة واعدة لتحقيق شعبية له بين الناس مرة أخرى، أو خدمة الاستعماريين. وعلى الرغم من خدمة نظام حسينة للقوى الاستعمارية والإقليمية جيدًا من خلال تحقيق مصالحهم ليطفئوا نور الإسلام في بنغلادش، إلا أنه يجد نفسه في وضع غير مريح للغاية، كما أنه ظل معزولًا تمامًا عن احتياجات وتطلعات الأمة.
بالتالي، فإنه من أجل تبرير ممارسات النظام الوحشية للناس، نظّمت حسينة هذه الانتخابات المزورة. لكنها فشلت في كسب ودّ الناس، حيث تم الكشف عن الدافع وراء هذه الانتخابات، عندما قامت بتزوير الانتخابات وسيطرت عصاباتها على مراكز الاقتراع وأعلنت انتهاء الانتخابات. فالناس على بينة من هدف حسينة من الانتخابات الحكومية المحلية، وهي الحصول على التأييد الشعبي من خلال القمع والترهيب!
ولكن السؤال هو: هل حقًا تلاعب هذه الحكومة الطاغية بالانتخابات على مستوى أجهزة الدولة المحلية لمصلحتها مفاجئ؟ إن تباكي التحالف الذي يقوده حزب الشعب البنغالي ومؤسسات المجتمع المدني على تزوير الانتخابات ما هو إلا لإيهام أهل بنغلادش بأن الديمقراطية هي خيارهم، ولكنهم بحاجة لانتخابات حرة ونزيهة! ومع ذلك، فإن الحقيقة على أرض الواقع هي أن الناس في بنغلادش قد أفاقوا بالفعل من وهم "الانتخابات الديمقراطية"، فقد تأكّد لهم بالتجربة المتكررة أن الديمقراطية كانت دائمًا تُستخدم "كحصان طروادة" للغرب العلماني لاستعباد بنغلادش من خلال عملائه من الحكام. ومناورة الحكومة من خلال الانتخابات الديمقراطية الصورية في بنغلادش، وضعف إقبال الناخبين، يؤكد ما نقوله بأن أهل بنغلادش لا تنطلي عليهم الخطابات المزيفة "للنخب" الفكرية والإعلامية والعلمانية، ويؤكد احتضار الديمقراطية والنظام. بل إن الأمة تتطلع لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشّر بها رسول الله e، فقد أصبح راسخًا في خلد الأمة أن الخلافة الراشدة هي البلسم الشافي الوحيد لِعلل الديمقراطية الغربية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عماد الأمين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش