- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
اتفقت تركيا والمملكة العربية السعودية على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي على مستوى رفيع. وأشار أردوغان والعاهل السعودي إلى أن وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية كانت متطابقة تقريبًا، وأنه لن يكون هناك أي حل ملموس في سوريا ما لم يرحل الأسد. ووفقًا لمعلومات من مصادر رئاسية،
الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة الأمريكية عبر قيادة سعودية
(مترجم)
الخبر:
اتفقت تركيا والمملكة العربية السعودية على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي على مستوى رفيع. وأشار أردوغان والعاهل السعودي إلى أن وجهات نظر البلدين حول القضايا الإقليمية كانت متطابقة تقريبًا، وأنه لن يكون هناك أي حل ملموس في سوريا ما لم يرحل الأسد. ووفقًا لمعلومات من مصادر رئاسية، فإنه ينظر إلى هذا الاجتماع الذي انعقد في قصر اليمامة بمناسبة زيارة أردوغان للمملكة العربية السعودية على أنه علامة على "الصداقة والأخوة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين". وقد أكد الرئيسان على أهمية العمل المشترك بين تركيا والمملكة العربية السعودية خلال هذه الفترة الحرجة التي تمر بها المنطقة. (المصدر: Aljazeera.com.tr)
التعليق:
تم مؤخرًا اثنان من ترتيبات التعاون المشترك بين تركيا والسعودية. الأول "التجمع الإسلامي لمكافحة الإرهاب" والذي أنشئ تحت قيادة السعودية، وهو تحالف عسكري يضم 35 دولة من بينها تركيا. والثاني ما يسمى بـ"مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى" والذي ضم السعودية وتركيا فحسب.
هناك نقطتان مهمتان تجعلان لاتفاقيات التعاون هذه معنى ومغزى. وهاتان النقطتان ستتوضحان إذا ما أجبنا عن سؤالين مهمين.
السؤال الأول: ما هو السبب الخفي وراء إخفاء السعودية لقيادتها مثل هذه المبادرات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والتي تضم بلادا إسلاميةً وبخاصةً تركيا؟
والسؤال الثاني: ما هو الغرض الحقيقي من وراء اتفاقيات كـ"التجمع الإسلامي لمكافحة الإرهاب" و"مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"؟
دعونا نعثر على جواب للسؤال الأول بعودتنا إلى عام مضى. تولى سلمان بن عبد العزيز الحكم خلفًا لأخيه عبد الله الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2015. وقد أحدث تغييرات كبيرة في الحكومة السعودية فور توليه السلطة. كما أنه عزل تقريبًا كل الشخصيات المهمة المتبقية من عهد الملك عبد الله وجاء بتعيينات جديدة.
الملك الجديد قام بإعفاء الأمير "مقرن بن عبد العزيز" من ولاية العهد وجميع حلفاء الملك السابقين. متجاهلاً كل المواد القانونية التي أدخلها الملك السابق والتي تقضي بإقالة مقرن بن عبد العزيز عن وراثة العرش، استطاع سلمان أن ينظف الساحة من حوله.
قام الملك الجديد بتعيين ابن أخيه وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف وليا للعهد. كما أصبح ابن الملك سلمان، محمد بن سلمان، والذي يقدر عمره بثلاثين عامًا، ولي ولي العهد فيما عين حاليًا على رأس وزارة الدفاع. وكانت آخر التعيينات هي تعيين عادل الجبير الذي شغل منصب سفير السعودية في الولايات المتحدة على الرغم من أنه ليس من العائلة المالكة كوزير للخارجية، خلفًا لسعود الفيصل الذي يعد أقدم وزير خارجية في العالم بعد توليه لمنصبه عام 1975.
كل هذا يبين أنه بعد وفاة الملك السابق عبد الله الذي كان عميلا لإنجلترا، تم التخلص من رجاله في الحكومة السعودية واستبدال رجال الملك سلمان صاحب العلاقات الأقوى مع الولايات المتحدة بهم. ومن هنا يمكن أن نقول وبوضوح بأن الولايات المتحدة أصبحت أكثر فاعليةً الآن وتأثيرًا وبأنها أخذت زمام الأمور والسيطرة الكاملة في سياساتها الإقليمية، وبأنها تستطيع الآن رسم خارطة الطريق السياسية التي تريد عبر استخدام السعودية. وبكلمات أخرى، فإن المتوقع أن نرى حكومة سعودية تقود وبفاعلية السياسات الأمريكية في المنطقة. وبطبيعة الحال، فإن تركيا ستكون مع السعودية جنبًا إلى جنب في هذا الطريق. وبيانات أردوغان وسلمان حول وجود "وجهات نظر متطابقة مشتركة حول القضايا الإقليمية" تلمح إلى هذا الدور المشترك.
دعونا الآن ننتقل إلى الإجابة على السؤال الثاني - ما هو الغرض الحقيقي وراء اتفاقيات كـ"التجمع الإسلامي لمكافحة الإرهاب" و"مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"؟
أي جزء من المنطقة تعتبره الولايات المتحدة "إرهابيًا"؟ سوريا بالطبع... ولذلك فإن الولايات المتحدة تسعى إلى تجنب الإشكاليات مع أوروبا وروسيا حول قضايا فرعية، وتسعى إلى تفعيل كل آلياتها ومخططاتها من أجل فرض سياستها المحددة في المنطقة على أوروبا وروسيا. ومن هذا المنطلق فإنها تسعى لاستخدام دول الخليج وتركيا ودول شمال إفريقيا لتنفيذ أجنداتها ووضعهم تحت سيطرتها وذلك عبر طرح مبادرات السعودية هذه. وبإلقاء نظرة على مؤتمر الرياض وهدفه "ضمان قبول السياسات الأمريكية من قبل جماعات المعارضة في سوريا" فإننا نستطيع التنبؤ بأن الهدف الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية هو سرقة الثورة الإسلامية في سوريا واستخدام تركيا والسعودية في حفظ دعائم نظام البعث. وإن النهج السياسي الفعلي الذي تنتهجه السعودية في سوريا حاليًا، وذلك بدعمها لجماعات المعارضة السورية بالمال والسلاح طوال السنوات الأربع الماضية لمؤشر آخرعلى التغيير والتأثير الذي حصل داخل الحكومة السعودية.
ومع ذلك، فكما أن هنالك من يخون دماء المسلمين، وكما أن هنالك كفراً يكيد للمسلمين فيخطط ويدبر، فإن الله تعالى يكيد ويدبر ويُجري الأمر على يد المخلصين من أبناء الأمة. والله تعالى على كل شيء قدير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا