- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تقول التقارير بأن جموعا تصل إلى 100 رجل ملثم، يرتدون ملابس سوداء، تجمعوا وسط ستوكهولم لمهاجمة أشخاص من أصول مهاجرة.
معاملة اللاجئين
(مترجم)
الخبر:
تقول التقارير بأن جموعا تصل إلى 100 رجل ملثم، يرتدون ملابس سوداء، تجمعوا وسط ستوكهولم لمهاجمة أشخاص من أصول مهاجرة.
وتقول الشرطة السويدية بأن هذه العصابة ذات العدد الكبير قامت بتوزيع منشورات تحرض الناس على الاعتداء على اللاجئين.
وقال شهود بأن الرجال اعتدوا على أشخاص يعتقد بأنهم أجانب من خارج البلاد. ومع ذلك فإن الشرطة لم تؤكد هذه البلاغات.
ويأتي هذا الحادث وسط تصاعد لحدة التوتر فيما يتعلق بشأن أزمة المهاجرين في السويد.
وقد تقدم 163.000 من المهاجرين بطلبات للحصول على اللجوء في السويد عام 2015، وكانت أوروبا الأعلى نصيبا في عدد اللاجئين.
ووفقا لصحيفة أفتونبلاديت، فقد وزع الرجال في ستوكهولم منشورات مساء الجمعة عنوانها "يكفي الآن"! وقد هددت هذه المنشورات من الإقدام على إعطاء "الأطفال من شمال إفريقيا الذين يجولون في الشوارع" الـ "عقاب الذي يستحقونه".
التعليق:
لقد كانت محنة اللاجئين اليائسة حدثا يوميا يعرض في الأخبار وكذلك حدثا تتداوله الحكومات في أوروبا، فيما يتعلق بالتصدي لتدفق الفارين من الحرب والفقر وكل نتائج السياسة الخارجية الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. وفي حين إننا رأينا بعض الأوروبيين يفتحون بيوتهم ويساعدون اللاجئين بدافع إنسانيتهم الفردية الخاصة إلا أننا رأينا آخرين تصرفوا بردات أفعال تنم عن كراهية بل تهدد باستخدام العنف أحيانا.
لقد انقسمت الأحزاب في السويد في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي عندما تقرر تشديد سياسة البلاد المتعلقة بالهجرة بعد أن كانت السويد تعمل بسياسة "الباب المفتوح" والتي شعرت بأنها أُسيء استخدامها وبأن دولا أوروبية أخرى لم تتحمل عبء اللاجئين كما فعلت هي. وقد ناقش البعض بأن الجريمة وعبء الموارد وأموراً أخرى سوف ترتفع وتيرتها في البلاد فيما اعتبر آخرون بأنها فرصة للنماء الاقتصادي مع وجود مهاجرين سيشكلون يدا عاملة ماهرة وغير ماهرة على حد سواء.
مع وجود القوانين الوضعية، فإن احتمالية انتهاج الخير أو الشر، النزاهة أو عدمها، سواء من قبل الأفراد أو الحكومات هي أمور قابلة للنقاش وقابلة للتغيير. ومن أجل بناء مجتمع متماسك متناغم فإنه لمن المهم أن تتبنى جميع المؤسسات سياسة وتوقعات موحدة وهذا لا يمكن أن ينبثق إلا عن أساس أيديولوجي صحيح. ومن المهم أيضا أن تعترف الحكومات الغربية بآثار السياسة الخارجية التي تنتهجها والتي تسبب فتنة داخلية وارتفاعا محتملا للعنف ضد أطفال أبرياء لا جرم لهم إلا أنهم يلتمسون اللجوء!
عندما هاجر المسلمون من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، كانت أحكام الإسلام العظيمة المتعلقة بالأخوة في الله هي ما وحد المسلمين وجعلهم مجتمعا واحدا متناغما. إن مؤاخاة رسول الله r بين المهاجرين والأنصار لتدل على أن السلوكيات الفردية تحتاج إلى أن تتبناها الدولة وسياسة الدولة في المعاملة المتساوية للأفراد في الحقوق والواجبات في عصور الخلافة كلها معروفة مستفيضة، حيث كان يعامل الرعايا؛ مسلمون وغير مسلمين وفق أحكام وأسس الشريعة الإسلامية. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ﴾ [النساء: 135]
أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فإن الإسلام لا يسعى للسيطرة والقمع، اللذين يتسببان في لجوء الناس إلى الفرار اليائس من منازلهم طلبا للأمن والأمان، لكن الإسلام في مقابل ذلك يسعى إلى جعل البلاد كلها دار إسلام، وجزءا من ذات النظام، يتمتع بذات الفرص، وتوزيع الموارد إلخ..
إن الحل لتدفق اللاجئين إلى أوروبا، وردود الأفعال المناسبة وتحديد ما هو صواب أو خطأ فيما يتعلق بهذا الأمر يتوقف على البحث عن الآفاق الأساسية الصحيحة في الحياة وحدها. والإسلام هو النظام الوحيد الذي يضمن قدسية الحياة البشرية ويوفر آليات داخل الدولة لضمان تقديم مساعدات متكاملة لطالبي اللجوء أو اللاجئين بالفعل ليتمكنوا هم أيضا من عيش حياة آمنة سعيدة.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ﴾ [التوبة: 6]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمن