الثلاثاء، 24 محرّم 1446هـ| 2024/07/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل ستنسحب كينيا من الصومال بعد الهجوم على جيشها؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل ستنسحب كينيا من الصومال بعد الهجوم على جيشها؟

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

لا يزال الهجوم على جنود الجيش الكيني متصدّرا العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الكينية. وقد وقع الهجوم منتصف كانون الثاني لسنة 2016 في مخيم "الأدّي" الذي يقع في مدينة جيدو الصومالية. في حين إن العدد الدقيق للجنود المقتولين لا يزال مجهولاً، ويُعتقد أن العشرات من الجنود قد لقوا حتفهم على يد "حركة الشباب". وقد تمت إدانة هذا الهجوم بشدة من قبل الزعماء الكينيين والمجتمع الدولي على حد سواء. وفي مؤتمره الوطني قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا: "نحن نؤكد اليوم مرةً أخرى أننا نقف مع المجتمع الدولي من أجل تحرير الصومال من المنظمات الإرهابية ونحن نعلم جميعًا أن السلام والأمن له ثمنه. مهمتنا الآن هي الحد من الخطر على شعبنا". وأدانت الولايات المتحدة الهجوم مؤكدةً أنها ستواصل العملية الكينية داخل الصومال. قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفق تصريحات للصحفيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة 15 كانون الثاني/يناير 2016، أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمةً التزامًا تامًا بمساعدة "أميسوم" وحكومات كينيا والصومال في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن داخل كينيا والصومال.

 

 

التعليق:

 

أصبحت الحكومة الكينية في صدمة كبيرة لدرجة أنها غير قادرة على التصريح بعدد الجنود القتلى. وفي هذا السياق قدم أمين عام مجلس وزراء الداخلية تحذيرًا شديد اللهجة ضد إرسال ونشر صور مثيرة للقلق عن الجنود القتلى في محاولة للخروج من المأزق. بعد الاستيلاء على كيسمايو في 28 أيلول/سبتمبر 2012 كان كبار القادة العسكريين والسياسيين قد أشادوا بقوات الدفاع الكينية. إلا أن هذا الهجوم الأخير على قوات الدفاع الكينية قد أثر على الرأي العام حول وجودهم في الصومال. بعد سلسلة الهجمات القاتلة مثل "ويست غيت"، بيكنتوني وغاريسيا أصبح الرأي العام مع خروج القوات الكينية من الصومال، الأمر الذي لم تقبله الحكومة بعد.

 

دخلت القوات الكينية إلى الصومال في تشرين الأول/أكتوبر 2011 وقد سبقتها إلى ذلك أثيوبيا بينما أوغندا وبوروندي لا تزالان متمركزتين هناك. وقد قُررت العملية من قبل السلطات الكينية والحكومة الانتقالية في الصومال تحت رعاية القوى الغربية - الولايات المتحدة وأوروبا - بحجة محاربة "حركة الشباب". وكانت الحكومة الكينية تقوم بتقديم التدريب العسكري للجنود الصوماليين، وكذلك تجنيد الشباب الكينيين من أصل صومالي في مانياني.

 

كينيا في منعرج خطير على الرغم من نجاح قواتها في تنفيذ المخطط الاستعماري بإنشاء منطقة حكم ذاتي وشبه دولة تابعة في أراضي جوبا التي يقودها أحمد مادوبي. ومن الواضح أن كينيا تشعر الآن بألم الحرب بالوكالة، وفي كثير من الأحيان تجلب هذه المعارك الكثير من الضرر ويصبح الخروج منها تحديًا كبيرًا. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته إلى كينيا العام الماضي قد أشار إلى أن كينيا لا يمكنها سحب جيشها لأنه يلعب دورًا حاسمًا في ضمان استقرار الصومال، وقال "نحن بحاجة إلى استراتيجية للخروج، لكن يجب أن تكون ناجحة ونحن بحاجة لشعور أكثر وضوحًا عن كيفية تحقيق هذا النجاح". وهذا يدل بوضوح على أن كينيا لن تسحب قواتها إلى أن يؤول الوضع في الصومال إلى ما تريده أمريكا.

 

تحول غرب الصومال إلى ميدان للمعارك واجتاحته الاشتباكات القبلية فقط لمنع المشاعر الإسلامية عن شعبها. ومنذ عقدين من الزمن شهدت الصومال على نطاق واسع الغزو العسكري من دول عدة بما في ذلك الدول الغربية الكبرى. ففي 14 أيلول/سبتمبر 2009، قامت أمريكا بعمليات مشتركة خاصة بين البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية بإطلاق حملة من غارات طائرات الهليكوبتر التي أسفرت عن مقتل علي صالح النبهاني، وهو عضو مشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة من أصل كيني. كما أعلنت بريطانيا مؤخرًا مهمتها بنشر قوات في إفريقيا بحجة تقديم التدريبات العسكرية للقوات الأفريقية المتدخلة عسكريًا في الصومال من خلال مهاجمة مخيمات شاطئ الصومال في عام 2010.

 

إن الصومال هي أرض إسلامية، وقد كانت معظم المدن الحديثة فيها مثل مقديشو تحت خلافة عبد الملك بن مروان، وفي عام 1875 استولى المسلمون على كيسمايو وأصبحت تحت حكم دولة الخلافة العثمانية بقيادة السلطان عبد العزيز بن محمود الثاني وانضمت إلى ولاية مصر في عهد الحاكم الخديوي إسماعيل باشا. وقد أنعم الله تعالى على الصومال بأرض واسعة تزخر بالموارد مثل النفط واليورانيوم والغاز الطبيعي تمتد إلى الساحل. لقد تحول الصومال إلى مراعٍ خضراء للقوى الغربية التي تتصارع من أجل مصالحها، ولن يعيد إلى الصومال كرامته إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة التي ستحميه من مكر الكفار وكيدهم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعباني معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا

 

 

آخر تعديل علىالخميس, 04 شباط/فبراير 2016

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع