- الموافق
- 4 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أعلن وزير الدفاع التونسي "فرحات الحرشاني"، أن تونس لن تشارك في أي عملية عسكرية في ليبيا. وقال في تصريح للصحفيين في زيارته إلى المنطقة العسكرية بالجنوب التونسي،
ليبيا والتّهافت الدولي
الخبر:
أعلن وزير الدفاع التونسي "فرحات الحرشاني"، أن تونس لن تشارك في أي عملية عسكرية في ليبيا. وقال في تصريح للصحفيين في زيارته إلى المنطقة العسكرية بالجنوب التونسي، إن تونس لن تقدم مساعدات عسكرية في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية للتدخل في ليبيا. وأكد "الحرشاني" أنه "لا يمكن شن أي تدخل عسكري من تونس على ليبيا، وأن هذا التدخل العسكري الأجنبي سيكون بطلب من حكومة الوفاق الليبي، وفي حال وقوعه لا بد أن يكون بالتنسيق مع دول الجوار".
وكان الرئيس التونسي "الباجي قايد السبسي" قد عبر عن رفض تونس التدخل العسكري في ليبيا، ودعا الدول الغربية التي تحضر للتدخل في ليبيا إلى مراعاة مصالح دول الجوار وخاصة تونس.
ينسجم الموقف التونسي مع الموقف الجزائري الرافض لأي تدخل عسكري في ليبيا، حيث كانت الجزائر قد عبرت، الأسبوع الماضي، خلال زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، عن رفض الجزائر لأي تدخل عسكري في ليبيا، ما من شأنه أن يهدر مسار التوافق والحوار الليبي.
التعليق:
يواصل المسؤولون الغربيون قرع طبول الحرب في ليبيا وتكثيف استعداداتهم للتدخل العسكري متخذين من الحرب على الإرهاب ذريعة ومبررا. ومع اشتداد الصراع الدولي بين أمريكا وبريطانيا يعتمد كل طرف على أدواته المحلية والإقليمية في دعم أو تعطيل الطرف الآخر. لذلك لم يكن مستغربا معارضة كل من تونس والجزائر لأي تدخل عسكري في ليبيا وإصرار كلّ منهما على الحل السياسي للأزمة الليبية والذي يتمثل في حكومة الوفاق الوطني التي يسعى لتشكيلها "فايز السراج" المعروف بولائه الأوروبي، وفي هذا اصطفاف واضح مع الموقف البريطاني الداعي إلى تشكيل الحكومة أولا ثم التّدخل بعد أن تطلب الحكومة المساعدة في التدريب أو القتال.
يختلف هذا الموقف عن خطّة أمريكا التي تسعى عبر تضخيم خطر تنظيم الدولة إلى استعجال الضربات العسكرية غير مهتمة بنتائج اتفاق "الصّخيرات" بالمغرب (2015/12/17) ودون انتظار تنفيذه، لعلمها بعدم قدرتها على بسط نفوذها على الحكومة الجديدة لافتقادها لوسط سياسي تابع لها. وقد تجلّى المأزق الأمريكي في ليبيا مؤخرا عندما أُجبرت قوة من "الكوماندوز" الأمريكية - جاءت في مهمة سرية - على الرحيل من قاعدة جوية تقع 70 ميلا جنوب طرابلس وفق ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي.
فلم يبق لأمريكا سوى الاعتماد على الأعمال العسكرية لعميلها "حفتر" لتعطيل تشكيل الحكومة أو الدّفع إلى تدخل عسكري دولي هي الأقدر على قيادته. ويُتوقع أن تقتصر هذه الضربات على الغارات الجوية وذلك لمعارضة كل من تونس والجزائر تقديم أي دعم للأعمال العسكرية انطلاقا من أراضيهما.
وهكذا وفي استمرار غياب دولة الإسلام التي تحمي بيضة المسلمين يتواصل صراع الدول الكافرة على خيراتنا وثرواتنا بحجج واهية مكشوفة، ويتواصل استخدام حكام المسلمين كأدوات لتنفيذ مخططاتهم، إلى أن يأذن الله بزوال هذا الذل والهوان إلى عزّة لا يضمنها إلا خلافة على منهاج النبوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس
وسائط
4 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
إنه لمما يدمي قلوبنا بقاء بلادنا نهبة لكل طامع .. بداية من الكافر المستعمر الذي يعيث فيها فسادا وقتما شاء ويقتل من أبنائنا و يففسد علينا حياتنا
وليس انتهاء بحكامنا الذين جعلوها مزارع لهم
اللهم انتقم من كل جبار عنيد -
إنه لمن المؤلم أن تصبح بلاد المسلمين مسرحاً للمؤامرات السياسية والأعمال العسكرية التي تكون نتائجها مزيداً من دماء المسلمين... والأشد إيلاماً أن يكون من بين المسلمين من يرى الاستعانة بالكفار المستعمرين في حلِّ أزمات البلاد الإسلامية، وينسى أو يتناسى أن أولئك يكيدون للإسلام وأهله ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾.
-
بوركتم على هذا التعليق والتوضيح