- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السعادة بين ابن راشد وابن عامر
الخبر:
أعلن رئيس وزراء الإمارات العربية المتحدة عن استحداث وزارة دولة للسعادة، في إطار تغيير حكومي كبير.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو أيضاً حاكم إمارة دبي، إن الوزير الجديد سيقود سياسة "توفير الخير والرضا في المجتمع".
كما استحدث منصب وزير دولة للتسامح.
وقد تم إضافة تعريف لوزير السعادة في ويكيبيديا كالتالي:
وزير السعادة هو وزير الدولة الذي يعنى بموائمة كافة خطط دولة الإمارات العربية المتحدة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع. استحدث هذا المنصب في 8 فبراير 2016 وأول وزيرة شغلت المنصب هي عهود خلفان الرومي.
التعليق:
تذكرت عند قراءة الخبر حوار رجل في زمن الرجال مع رستم في أرض المعركة، ذاك هو الصحابي الجليل ربعي بن عامر التميمي.
في معركة القادسية، بعث سعد بن أبي وقاص ـ خال رسول الله ﷺ ـ رسولاً إلى رستم (قائد الفرس) وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زيَّنوا مجلسه بالنَّمارق المذهَّبة، والزَّرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب. ودخل ربعي رضي الله عنه بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبَها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه وبيضتُه على رأسه. فقالوا له: ضع سلاحك فقال: إني لم آتِكم وإِنّما جئتكم حين دعوتموني، فإنما تركتموني هكذا وإِلا رجعت. فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النَّمارق فخرَّق عامتها، فقالوا له: ما جاء بكم؟
فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً حتى نفضيَ إلى موعود الله،
قالوا: وما موعودُ الله؟
قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
فقال رستم: لقد سمعت مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟
قال: نعم، كم أحبُّ إليكم؟ يوماً أو يومين،
قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا.
فقال: ما سنَّ لنا رسول الله ﷺ أن نؤخِّر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل.
فقال:أسيِّدهم أنت؟
قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يُجير أدناهم على أعلاهم.
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال: هل رأيتم قط أعزَّ وأرجح من كلام هذا الرجل؟
فقالوا: معاذ الله أن تميل إِلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب أما ترى إلى ثيابه؟
فقال: ويلَكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفُّون بالثياب والمأكل ويصونون الأحساب. (انتهى المشهد).
ونتساءل: ألم يكن ذاك الرث الثياب سعيدا؟ وهل أتعسته النمارق والأبهة وزخارف الدنيا التي كانت لحظتها في يد عدوه؟ بالطبع لا، بل هو جاء ليلقنهم درسا أن السعادة الحقيقية هي في يده يقدمها لرستم ومن معه... السعادة التي توصلهم إلى نيل رضوان الله وفي الوقت نفسه تعطيهم نظاما يؤمن لهم حاجاتهم الأساسية فردا فردا وما هو فوق الحاجات الأساسية فتحدث الطمأنينة والهناء.
فالسعادة يا ابن راشد تبدأ بالنظام المنبثق من عقيدة الإسلام، الذي أزال الجور والظلم والاضطهاد، نظام يجعل رؤوس أصحابه تناطح السحاب، ونظام يساوي بين الرعية في المعاملة ويعدل بينهم في الأعطيات، لا يظلم العامل ولا يحط من قدر العالم، يقف من الغني والفقير "المجنس" والـ "الأجنبي" على مسافة واحدة.
أما سعادتكم المزعومة فلن تحققها لا حكومة إلكترونية ولا ناطحات سحاب ولا سباقات خيل ولا فسق وفجور تتبارزون في نشره في طول البلاد وعرضها، ولن يحقق لكم الارتماء في أحضان الغرب وحضارته، وتمويل الحرب على المسلمين عزة أبدا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسام الدين مصطفى
وسائط
3 تعليقات
-
من المضحك المبكي أن يقولوا في تعريف عمل وزير السعادة بأنه (( موائمة كافة خطط دولة الإمارات العربية المتحدة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع ))
ولم يؤخذ بعين الاعتبار أول ما يناقض هذه السعادة وهو أن هذا ( المجتمع الإماراتي ) كما أسموه يتكون من أفراد مسلمين لا يجمعهم نظام منبثق من عقيدتهم ... فأين سيجدوا هذه السعادة وهم لا يُحكَموا بما يحملون من عقيدة وما يحكمهم هو أنظمة دخيلة على فكرهم وعقيدتهم
أليس هذا الأمر بأسخف السخافات ...؟؟ !!! -
بارك الله جهودكم
-
إنه لمن غرابة المسمى عندما تتحول "سعادة الأمة الإسلامية" وعزتها وكرامتها بتطبيق شرع ربها ورضوانه سبحانه وتعالى وتحقيق أمنها وأمانها إلى «وزير للسعادة» في زماننا هذا ...مسمى انصبّ في خانة التفكه والسخرية على مواقع تويتر والشبكة العنكبوتية في ظروف حمام دماء للمسلمين في كل مكان!