الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إلى متى يتواصل كفران أنعم الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إلى متى يتواصل كفران أنعم الله

 

 

 

الخبر:

 

ألغت مراكز تجميع الحليب بباجة (إحدى ولايات تونس) اليوم الأحد الإضراب المفتوح الذي كانت قد دخلت فيه بداية من السبت 2016/2/28 وذلك بعد إلغاء نظام الحصص المعتمد من مركزيات ومصانع تجميع الحليب وفق ما أفاد به رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب مراكز تجميع الحليب عثمان العجرودي. مشيرا الى أن غلق مراكز تجميع الحليب السبت تسبب في إتلاف 145 ألف لتر من الحليب.

 

وقد أكد رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب مراكز تجميع الحليب أنه يجري منذ أشهر إتلاف 30 ألف لتر يوميا من الحليب بمختلف مناطق ولاية باجة بعد قرار مصنع الحليب المتعامل معه التخفيض في حصة ولاية باجة إلى 110 آلاف لتر يوميا عوضا عن 135 ألف لتر مما حدا به لمطالبة الحكومة آنذاك بإيجاد حلول مناسبة وفتح أسواق جديدة.

 

التعليق:

 

في ظل جشع النظام الراسمالي برزت طرق احتجاجية هجينة غريبة على حضارتنا وقيمنا، فهذا يحتج بحرق نفسه بسبب انسداد الأفق أمامه، وهذا في إطار صراعه مع أغوال المال يلقي منتوجه في الطرقات، كما فعل منتجو الطماطم وأصحاب التمور، والآخر يسكب محصوله من الحليب أمام مراكز السيادة أو أمام مراكز التجميع، كل ذلك تقليدا أعمى للمستعمر وظناً من هؤلاء أن مثل هذه الأساليب تجعل أصواتهم أكثر دويا وأبلغ صدى!!

 

لا أحد ينكر على الإنسان أن يحتج ويستنكر تعبيرا عن امتعاضه من عجز ولامبالاة الحكام، بل إن الشارع فرض على الناس الإنكار على الحكام والتصدي لتقصيرهم وإهمالهم لواجباتهم فرسول الله e يقول «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه مسلم، ويقول أيضا: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» رواه الترمذي... والنصوص في هذا المضمار عديدة؛ فالمحاسبة والإنكار حق وواجب، ولكن هذا لا يعني أن نعبر عن غضبنا وسخطنا بمعصية خالقنا، فالأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، والغاية لا تبرر الوسيلة، فقبل القيام بأي فعل لا بد للمسلم أن يعرف حكم الله في شأنه حتى يقرر الإقدام أو الإحجام وفق الحلال والحرام.

 

وهنا نسأل إخواننا الفلاحين: هل استفتيتم دينكم فيما أقدمتم عليه؟ هل شريعتنا السمحاء تقر للإنسان أن يتلف المال؟ ماذا ستجيبون ربكم يوم القيامة عندما يسألكم عن هذا المال الذي أهدرتموه، كيف طوّعت لكم أنفسكم إتلاف هذه النعم، ألا تعلمون أن إخوانا لكم لا يجدون ما يقتاتون؟ أليس أولى بكم إطعام هؤلاء من رزق الله الذي جعلكم مستخلفين فيه؟ كيف أنتم في ذلك اليوم الرهيب الذي يجعل الولدان شيباً وأنتم موقوفون أمام هذه الآية ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾؟؟؟

 

إننا نعلم أن حكام المسلمين اليوم أعجز عن أن يديروا ضيعة فلاحية، فما بالك برعاية دولة وحل قضاياها، فهم لم يوجدوا لحل مشاكل الناس ورعاية شؤونهم بل وضعوا لينفّذوا ما يؤمرون به من أولياء نعمتهم المستعمرين أو كما عبّر عنه رئيس الدولة بـ"المسؤول الكبير"، ولذلك لا غرابة عند رؤية هذا التخبط، وهذا العجز ولا عجب من تذمّر وتبرّم الناس من هؤلاء الحكام، فقد خبرناهم منذ أن زالت دولتنا دولة الخلافة وصرنا مزقاً، لا يرتجى من جانبهم حل ولا خلاص. وإن الحل الجذري هو في نبذهم وسيدهم ونظامه البالي والتمسك بشرع ربنا.

 

أرايتم لو طبقنا شرع ربنا وأزيلت هذه الحدود المصطنعة عن يمين وشمال، أكان يحدث مثل هذا الشقاء؟

 

أرايتم لو أزيلت هذه الأداءات والضرائب الديوانية التي حرّمها الله، أيسكب الحليب في الطرقات؟

 

أرايتم لو كان لنا إمام عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم، أكان يغمض له جفن قبل أن يطمئن على أحوالكم ويقضي حوائجكم؟

 

إن ما تقوم هذه الحكومة وسابقاتها ما هي إلاّ حلول ترقيعية تسويفية لا ترقى إلى أمة عزيزة سادت العالم لقرون من الزمن، وهي حريّة اليوم لأن تعود سيرتها الأولى؛ خير أمة أخرجت للناس، فانبذوا هذه الترقيعات وهلموا معنا للحل الجذري بالعمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية.

 

﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

طارق رافع - تونس

آخر تعديل علىالسبت, 05 آذار/مارس 2016

وسائط

2 تعليقات

  • khadija
    khadija السبت، 05 آذار/مارس 2016م 11:18 تعليق

    لا حل إلا بالاسلام ونبذ النظام الراسمالي

  • إبتهال
    إبتهال السبت، 05 آذار/مارس 2016م 09:25 تعليق

    جزاكم الله خيرا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع