- الموافق
- 3 تعليقات
بسم الله الرحمن الرحيم
ترشح خان لرئاسة البلدية؟!
(مترجم)
الخبر:
يعتبر صادق خان الأوفر حظًا للفوز في الانتخابات البلدية التي ستجري في لندن يوم الخميس 5 أيار/مايو 2016، وتأتي الانتخابات بعد تنافسٍ شابَهُ توترات دينية واتهامات بالعنصرية.
وتظهر الاستطلاعات أن خان، وهو ابن سائق حافلة، حصل على نحو 20 نقطة مئوية تضعه في المقدمة أمام منافسه المحافظ زاك جولدسميث في سباق لإدارة أحد أكبر المراكز المالية في العالم. وفي حال فوزه، فإنه سيحل مكان رئيس البلدية الحالي المحافظ بوريس جونسون ليصبح أول مسلم يصل إلى رئاسة عاصمة دولة غربية كبرى.
التعليق:
إنه متوهم إذ يظن أن الاشتراك في السياسة العلمانية هو لصالح المسلمين ويحبط ظاهرة "الخوف من الإسلام" والتي تنتشر في أحاديث جموع المسلمين في بريطانيا الذين يُجلّون الديمقراطية العلمانية وأقصوا الإسلام كعقيدة سياسية واتخذوا منه دينًا روحيًا فقط.
وقد ركزت سياسة المحافظين القذرة لمدة أسابيع على العقيدة التي يحملها خان وظهوره في الماضي بجانب سماعات المتطرفين المسلمين المزعومين، وتتهمه بتوفير "ملاذ" للمتطرفين.
وقد كان رد خان، كما هو متوقع، يتمثل في إبعاد نفسه عن الإمام الذي تمت الإشارة إليه، سليمان الغني، وهو الذي يُعرف بأنه رجل مخلص وتقي ومحترم. وقال إنه لا يوجد له أي ارتباطات أو آراء "متطرفة"، وهو ما يعلمه خان جيدًا، وهو بذلك يبرهن فقط على موقفه الجبان واليائس من خلال التراجع عن مساندة الإمام سليمان.
وفي خضم موجة معاداة السامية هذا الأسبوع، وعندما يتوجب الأمر الدفاع عن عضو في حزب صديق فكيف إذا كان الأمر يتعلق بمسلم، فقد قام خان بالنأي بنفسه عن الوقوف مع الحق، على الرغم من أن العضو المخضرم في حزب كين ليفينجستون احتجز بسبب موقفه الداعم لزميله ناز شاه وقد أدلى بتعليقات إضافية. بدلًا من ذلك أسرع خان لاسترضاء الجالية اليهودية في لندن وتعهد لهم بالتزامه نحوهم.
وعلق خان قبل بضعة أسابيع أنه يجب سؤال الأسر التي ترتدي نساؤها المسلمات الحجاب والنقاب حول "ما يجري".
وقد قال النائب عن منطقة التووتنغ: "عندما كنت أصغر سنًا، لم أكن أرى الناس يرتدون الحجاب والنقاب، ولا حتى في باكستان عندما زرت عائلتي. إلا أننا نرى ذلك الآن في لندن. يرتدي الناس نفس اللباس. ما تراه الآن هو أن الناس الذين وُلدوا ونشأوا في بريطانيا يختارون ارتداء الجلباب أو النقاب. هناك سؤال يجب طرحه عمّا يجري في هذه البيوت. إن ما يعتبر شاذًا هو إذا ما صار الناس يعتقدون أنه من المناسب أن تُعامل المرأة بشكل مختلف أو أنه فرض عليها ذلك، يحب الناس رؤية وجوههن والتواصل معهن من خلال العيون في بعض القضايا".
من الواضح بشكل مؤلم أن صادق خان لم يسخّر أبدًا تأثير مكانته لدعم الإسلام أو المسلمين. وهو يعترف بكل فخر في كل مناسبة أنه صوت لدعم زواج المثليين وقبل بعواقب جعله يسيء إلى سمعة المسلمين في دائرته. وهو يلعب ببطاقة الضحية وقت الحاجة ويتحدث بنفس المنطق الذي يتصرف وفقه المتطرفون المسلمون.
وكرمز سياسي فإن صادق خان يتصرف مثل الطفل المتملق عندما يشير إلى بناته في كل مؤتمر صحفي على الأقل أربع أو خمس مرات، على أمل أن يجعل وجهة نظره "التقدمية" تجاه المرأة واضحة للجميع، وكيف أنهم عائلة علمانية بعكس مؤيدي الإسلام.
وعلى الرغم من كل الجهود، فإن نجاح صادق خان يرجع إلى حد كبير إلى دعم قاعدة حزب العمال. فمعظم أهل لندن يستطيعون ملاحظة محاولاته اليائسة لإقناعهم، أما من انجذب منهم لشخصيته فهم قليلون. في الواقع، إنه يمثل مثالًا حيًا لحديث النبي محمد e: «مَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ فِي رِضَا النَّاسِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وأَسْخَطَ عَلَيْهِ مَنْ أرضاهُ فِي سَخَطِهِ، وَمَنْ أَرْضَى اللَّهَ فِي سَخَطِ النَّاسِ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ مَنْ أَسْخَطَهُ فِي رِضَاهُ حَتَّى يُزَيِّنَهُ وَيُزَيِّنَ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ فِي عَيْنِهِ» [رواه الطبراني].
إننا نعيش في زمن كثرت فيه الفتن في كل ناحية من نواحي المجتمع نتيجة لتطبيق السياسة العلمانية وهو أمر لا يمكن إنكاره، حتى لعامة الناس. وإن المسلمين يتعرضون لخطر النفاق الكبير إذا كنا نطالب ونفضل السياسات الليبرالية العلمانية على السياسة الإسلامية وأهدافها العامة.
أما بالنسبة للذين يسعون إلى التمسك بالسنة والقضاء على البدعة؛ يجب أن ندرك أن أعظم بدعة هي الحكم بغير الإسلام، وأعظم سنة هي تطبيق الشرع كما طبقه النبي الحبيب e... وأما بالنسبة للذين يدعون إلى التوحيد؛ يجب أن نعلم أنه لا يوجد مظهر أكبر لتوحيد الله عز وجل من جعل السيادة لله وحده في كل تشريع يتعلق بحياتنا، يقول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن
وسائط
3 تعليقات
-
جزاكم الله خيرا
-
بارك الله فيك أختي
-
اللهم سدد خطى حزب التحرير واجعل اللهم أفئدة الناس تهوي إليه ولين اللهم قلوب من بيدهم القوة لنصرة دعوته.