الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أردوغان وحزب العدالة والتنمية يستعيدون إعدادات المصنع على العلمانية! (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أردوغان وحزب العدالة والتنمية يستعيدون إعدادات المصنع على العلمانية!

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أجاب الرئيس أردوغان على أسئلة الصحفيين خلال زيارته لكرواتيا. وكانت تصريحات أردوغان بشأن المناقشات العلمانية لافتة للنظر؛ حيث علق الرئيس رجب طيب أردوغان على كلام رئيس مجلس النواب إسماعيل كهرمان الذي قال: "يجب أن لا تَرِد العلمانية في الدستور الجديد"، قائلا: "رؤيتنا بشأن العلمانية موجودة في دستور حزب العدالة والتنمية والسيد كهرمان، كعضو في الحزب، قد قبل بهذا البرنامج. إنه فقط أعرب عن وجهة نظره الشخصية أثناء التحضير الجاري للدستور الجديد. إذا قمت بتقديم وتنفيذ العلمانية كعدم التدين، فإنك بالتأكيد سوف تواجه المعارضة".

 

فيما يتعلق بآراء مثل "ينبغي أن يكون الدستور الجديد للبلاد دستورا إسلاميا"، ذكر أردوغان أن "هذا كلام فارغ، إذا تمكن شخص من ممارسة إيمانه كمسلم، فإن هذه القضية منتهية." وردا على أسئلة الصحفيين خلال زيارته لكرواتيا، قدم أردوغان بإيجاز الرسائل التالية: http://www.cnnturk.com

 

التعليق:

 

أولا وقبل كل شيء أود أن أبدأ بالتأكيد على ما يلي: منذ إنشائه في عام 2001 ودخوله السلطة في عام 2002 وحتى اليوم، لم يكن هناك تغيير جوهري في بيانات حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بوجهات نظره في السياسة الداخلية والخارجية لتركيا، وأكثر أهمية من وجهة نظره تجاه قيم مثل العلمانية والديمقراطية. التعليق الرسمي والسياسي المذكور أعلاه من الرئيس أردوغان حول العلمانية، يؤكد ذلك. أقول الرسمي والسياسي، لأن هناك أيضا تصريحات عاطفية ومبهجة غير رسمية وغير سياسية للرئيس أردوغان التي يدلي بها للجمهور من أجل التنفيس عن مشاعر المسلمين. لذا يواجه الجمهور وجهين لأردوغان.

 

ومن هنا نستطيع أن نقول إن بيان رئيس البرلمان إسماعيل كهرمان هو بيان سياسي. ومع ذلك، فقد افترض هذا البيان من قبل أردوغان وحزب العدالة والتنمية بأنه بيان شخصي غير ملزم. أما البيان الرسمي الملزم فيما يتعلق بالعلمانية فقد أدلى به أردوغان ومشرفو حزب العدالة والتنمية.

 

وقد استخدم أردوغان تحديدا العبارات الآتية: "إن رئيس برلماننا عبر عن قناعاته وآرائه الشخصية. بالنسبة لي فإن رأيي، في هذا الأمر، واضح منذ بداية رئاستي، وإن الكلمة التي ألقيتها في مصر مهمة للغاية".

 

وأدلى أحمد داود أوغلو بالبيان التالي: "إن المبادئ الأساسية لتركيا كونها دولة قانون اجتماعي علماني ديمقراطي ليست موضع نقاش اليوم." كما صرح المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر شليك بالبيان التالي: "لا وجود لتطبيق الدين ضمن الدستور في سياسة حزب العدالة والتنمية".

 

ويؤكد هذا البيان أن المهمة الأيديولوجية لحزب العدالة والتنمية وأردوغان قد أمليت عليهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. وذلك لأن دعوته للعلمانية في خطابه الموجه لـ"جماعة الإخوان المسلمين" بعد الثورة في مصر لا علاقة لها بتركيا، وإنما هي دعوة سياسية لمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. وبعبارة أخرى، هذه الدعوة هي ضرورة لمشروع تركيا باعتبارها قدوة للشرق الأوسط. ولذلك يمكن القول بوضوح إن أفكار أردوغان وحزب العدالة والتنمية حول العلمانية والديمقراطية لا تقتصر على تركيا، ولكنها بدلا من ذلك تشمل الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بشكل عام.

 

إذاً لماذا أقدم إسماعيل كهرمان بالإدلاء بهذه التصريحات المفاجئة؟ هل تصريح كهرمان، وهو المعروف بعلاقته القريبة جدا من أردوغان، وهو أحد الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية، وهو الذي يقدم النصوص المقترحة إلى الحكومة في عملها الدستوري، وهو الرئيس السابق ومدير "مؤسسة الاتحاد" (Birlik Vakfı)؛ هل تصريحه هذا متعمد، أم أنه كان مجرد تصريح رمزي؟ بالنظر إلى حقيقة أن كهرمان هو سياسي محنك، ومتحدث رئاسي، فإننا لا نستطيع أن نقول إن هذا التصريح كان مجرد كلمة غير مقصودة. بل إن القصد من وراء هذا التصريح هو وضع جدول أعمال ومناقشة هذه القضية. إنه تصريح من أجل جس نبض الجمهور.

 

ولكن الأكثر أهمية هو أن هذا التصريح جاء مباشرة بعد زيارة الرئيس أردوغان إلى الولايات المتحدة ولقائه مع أوباما. في رأيي، لقد فقد مفهوم العلمانية والديمقراطية لحزب العدالة والتنمية مصداقيته - لا سيما بعد التطورات في تركيا والشرق الأوسط خلال السنوات 3-4 الأخيرة - في نظر الأوساط العلمانية والليبرالية في تركيا، وكذلك في الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على حد سواء. ويبدو أن هذه التصريحات الرسمية من قبل أردوغان وحزب العدالة والتنمية بشأن العلمانية تهدف إلى استعادة الثقة من العلمانيين والليبراليين في تركيا ومن الغرب. لقد وضع أردوغان حدا لقضية العلمانية بقوله: "ليس هناك مجال للشك، نحن حراس العلمانية"!

 

ويستمر الوجه الآخر للرئيس أردوغان بإلقاء الخطابات الإسلامية العاطفية والدينية المبهجة على المسلمين، وسوف يواصل فعل ذلك. كما سيواصل استغلال قضية فلسطين. وسيواصل أيضا تضليل الجمهور عن حقيقة كونه حليفا للولايات المتحدة الأمريكية في قضية سوريا والشرق الأوسط وذلك من خلال خطاباته البطولية وخطبه المنمقة. وسوف يلهي المسلمين بهراء الاتحاد الإسلامي من خلال استغلال حقيقة أن هذه الأمة بلا قيادة.

 

أسأل الله أن يدرك المسلمون ويفهموا حقيقة تصريحات أردوغان وحزب العدالة والتنمية هذه بخصوص العلمانية بشكل دقيق. وأن توجد إن شاء الله، بين المسلمين البصيرة اللازمة التي تمكنهم من التمييز بين الزعيم الحقيقي والزعيم الكاذب غير الجدير بالثقة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمود كار

 

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا

آخر تعديل علىالجمعة, 06 أيار/مايو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الجمعة، 06 أيار/مايو 2016م 09:31 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • khadija
    khadija الجمعة، 06 أيار/مايو 2016م 08:06 تعليق

    بارك الله بكم . ونسأله تعالى أن يَمُنَّ علينا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة .

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع