الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العبودية في العصر الحديث (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

العبودية في العصر الحديث

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت منظمة خيرية يوم الثلاثاء أن ما يقرب من 45.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون تحت وطأة العبودية العصرية، بزيادة أكثر من الثلث مما تم تقديره قبل عامين.

 

وأظهر المؤشر العالمي للعبودية الصادر عن "مؤسسة واك فري" أن الهند تضم أكبر عدد من الأفراد الخاضعين للعبودية الحديثة (18,35 مليونا)، تليها الصين (3,39 مليونا) ثم باكستان (2,13 مليونا).

 

ويعرض التقرير تصنيف 167 دولة بحسب عدد الأشخاص المتضررين من ممارسات مثل العمل القسري، وعبودية الديون، والزواج القسري، والاستغلال الجنسي.

 

وقال مدير مؤسسة "ووك فري"، أندرو فورست "إننا ندعو حكومات الاقتصادات العشرة الأولى في العالم إلى سن قوانين لا تقل قوة عن قانون العبودية المعاصرة البريطاني الصادر في 2015، تشمل تخصيص ميزانية وقدرات لضمان محاسبة المنظمات المسؤولة عن أنواع العبودية الحديثة ولتمكين الرقابة المستقلة". (داون، 2016/6/1).

 

التعليق:

 

تعيد العبودية إلى أذهاننا سفن العبيد المغادرة من أفريقيا في طريقها إلى أوروبا وأمريكا في العصور الماضية، وهو شيء نقرأ عنه في الروايات، وكتب التاريخ، وفي أفلام السنوات الأخيرة حيث ضرب موضوع العبودية شباك التذاكر. ونحن في أذهاننا نعتقد أيضا أن العبودية قد ألغيت، لذا بأن نسمع عن العبودية في العصر الحديث هو أمر محزن حقا. يقول لنا التقرير إن "العبودية الحديثة تشير إلى حالات استغلال الناس مع صعوبة المغادرة بسبب تهديدات أو عنف أو إكراه أو استغلال قوة".

 

إن دعوة الدول الرائدة في العالم لإلغاء العبودية المعاصرة تفشل في إدراك كون البشر يمكن أن يعاملوا بهذه الطريقة سببه مرتبط بالأيديولوجية التي تطبقها وتؤمن بها هذه القوى نفسها؛ ألا وهي الرأسمالية. فالرأسمالية هي أيديولوجية الاستغلال التي ترى المنفعة وحدها كأساس لحكم الإنسان وعمله. ولتحقيق أقصى قدر من الأرباح، فمن المنطقي تماما استخدامها الأيدي العاملة الرخيصة أو أفضل من ذلك المجانية. إن العيش في الاقتصاد العالمي يعني أن الحكومات والشركات الكبيرة على حد سواء مسؤولة عن الظروف التي تؤدي إلى استغلال البشر. والدول التي يتم تصنيفها على أنها تضم أكبر عدد من العبيد هي الدول نفسها التي توفر السلع الرخيصة وعرق المتاجر والمصانع للأسواق الغربية. لذا فإن عدم ذكر هذا الترابط هو فشل في النظر إلى الأسباب الجذرية لعبودية العصر الحديث.

 

عندما جاء رسول اللهr  برسالة الإسلام، كانت العبودية جزءا طبيعيا من حياة الناس في جميع أنحاء العالم. بدأ الإسلام تنظيم علاقات الناس ورفع مكانة الرقيق في البداية عن طريق منحهم حقوقا لم تكن لهم من قبل قط حتى ألغيت العبودية في نهاية المطاف. الثواب والأجر على تحرير الرقيق، والتكفير عن الذنوب بعتق الرقاب أو العقوبات على إلحاق الأذى بالعبيد هي أحكام شرعية تنمي العقلية بشأن الكيفية التي ينبغي على المسلم أن ينظر بها إلى غيره من البشر. واعتبرت أحكام الإسلام فيما يتعلق بالعبيد ثورية. وعلاوة على ذلك فإن النظام الاقتصادي في الإسلام يضمن أن الدولة تقوم بتوفير الاحتياجات الأساسية، لذلك لا يضطر أحد بأن يبيع نفسه أو يأخذ قروضا ضخمة لمجرد البقاء على قيد الحياة مما يجعله عرضة للاستغلال.

 

وحده الإسلام هو الذي يعطينا الطريقة الصحيحة للنظرة إلى جميع الناس، ونظام اقتصادي يهدف إلى توزيع الثروات بحيث لا يترك أي فرد عرضة للاستغلال، والأهم من هذا إدراك المساءلة في أعمالنا من خلال التقوى. فقط عندما نشهد تطبيق الإسلام من خلال دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة سوف نرى الإلغاء الكامل للرق بجميع أشكاله إن شاء الله.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

نادية رحمان

آخر تعديل علىالأحد, 05 حزيران/يونيو 2016

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 09 حزيران/يونيو 2016م 14:14 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

  • Khadija
    Khadija الأحد، 05 حزيران/يونيو 2016م 08:10 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع